الرابطة .. وطائر الفينيق

محسن محمد بن فريد
محسن محمد بن فريد

• من نافلة القول ان تاريخ أي شعب من الشعوب ينبغي، بل يجب، أن يُكتب من قِبل المؤرخين المتخصصين المحايدين. وتاريخ الجنوب العربي الحديث لم يُكتب بعد.
وفِي احتفالات حزب الرابطة بمولده ال 67، وجدت لزاماً علي التذكير بالنقاط التالية:
• حزب الرابطة هو أول حزب سياسي في الجنوب، أٌنشئ في مدينة عدن الخالدة في 29 ابريل عام 1951م. كان حزباً رائداً في الدعوة للتحرر من الاستعمار البريطاني، وفِي الدعوة والسعي لجمع شتات أكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخة وعدن في دولة جنوبية فيدرالية حديثة، وكان رائداً في تأصيل ” الهوية الجنوبية ” الواحدة لكل الجنوب. واجه هذا الحزب خلال هذه السنوات الـ67 كثير من التحديات والمحن والصعاب، وخصوم كٌثر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولكنه صمد ولَم يسقط،
ودفع الثمن غالياً، نفياً وتشريداً وتدمير بيوت وسجناً ومعاناة وتخوين. واليوم، نجد أن رؤية الرابطة التي طرحها منذ 67 سنة
ودفع من أجلها تلك الأثمان، تنبعث من جديد في طول الجنوب وعرضه. ولكن، نعود ونؤكد على ان التاريخ لا يحب أن يُسجل إلا من قِبل المؤرخين المٌحايدين. ولربما ان أحد المتتبعين للمسيرة الطويلة لحزب الرابطة قد لخص الأمر بقوله ” حزب الرابطة يشبه طائر الفينيق في الأسطورة اليونانية المعروفة الذي يخرج من بين الرماد، في كل مرة يتم إحراقه فيها، ويعود مجدداً أقوى مما كان “.

• قدم السيد محمد علي الحفري ، مؤسس الرابطة وزعيمها ، قدمها في عام 1951 بقوله “هذه رابطتكم يا أبناء الجنوب، وهي الْيَوْمَ صغيرة في مبناها كبيرة في معناها، وان لها لشأناً وأي شأن. يا أبناء الجنوب، لقد دقت ساعة العمل لخدمة بلادكم ودينكم. فهيا إلى العمل، هيا إلى العمل. ولينصرن الله من ينصره، (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) و (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون).

• كنت محظوظاً، مقارنةً بالأجيال الرابطية الجديدة، أن أعيش في كَنف وفِي حضرة الأباء المؤسسين من الروّاد الأول للرابطة، فضيلة السيد محمد علي الجفري، والأستاذ شيخان الحبشي، والسلطان علي عبدالكريم، والشيخ محمد أبوبكر بن فريد، وبقية كوكبة الرواد. كان مقر حزب الرابطة، في حي جاردن سيتي في القاهرة، في ستينيات القرن الماضي، ومقر الرابطة في جدة، وكانت بيوتهم ومجالسهم، هي المدرسة التي تشرّبت منها القيم الوطنية، والعمل والقيم والمفاهيم السياسية الراقية. منهم تعلمنا أن لا نفرط في بلادنا، الجنوب العربي. نعم، كانوا رجالاً كباراً كبار .. وجيل لا يعوّض.

• نعم ، الرابطة تمر الآن بحالة ” كمون” مؤقَّت ، في هذه المرحلة الرديئة الكئيبة، ولكنني على ثقة بأن ” طائر الفينيق ” سينطلق ويٌحلّق عالياً محدداً..

ولن يصّح إلاّ الصحيح.

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *