كما نعلم ويعلم القاصي والداني فأن الفعاليات الجماهيرية (هذا اذا اعتبرنا ما شهدناه من صور، تعبر عن فعالية) تصدر عنها بيانات وليس كلمات من غير ذي صفة.
الحقيقة هي ان ما يلفت الانتباه في هذه الفعالية هي السيارات الفارهة التي تتقاسم كادر الصورة مع عدد من الناس، وقد ذكرتني هذه الصورة بصورة اخرى شاهدتها في احد المواقع الصحفية التي لا تقيم وزنا لعقل القارئ، كانت تلكم (الحشود، كما وصفها الموقع اياه) في احد المحافظات الحدودية وقيل انها ضد التحالف، كان كادر صورة (تلك الحشود!!) يحوي (11) فردا يحملون (4) لافتات ويحوي (7) سيارات حديثة.
قبل ايام قليلة بلغ مسامعنا ان هناك اجتماع تم في احد فنادق الخمس نجوم للتحضير للاحتفال بانطلاق ثورة اكتوبر، وهي مناسبة وطنية نعتز بها ويربأ كل جنوبي شريف بنفسه ان يحول مناسباتنا الوطنية الى مصدر تكسب او اداة تمزيق للجسد الجنوبي.
مجمل ما ذكرناه يبين ان الحروب واجواء الاستقطاب تصنع اثرياء يجيدون الصيد في الماء العكر.
عادت بي الذاكرة الى فعاليات الحراك الجنوبي الذين رأيت منهم حفاة بأم عيني، لكنهم كانوا يهزون الارض تحت اقدام الطغاة، وهؤلاء الحفاة هم الذي حملوا السلاح في مارس 2015 دفاعا عن الارض، ولا زالوا على العهد الذي قطعوه اول مرة (استقلال والا الموت)
تحية لكم يا حفاة الجنوب يا ملح الارض الذين اذا قلتم لها دوري دارت.
عدن
22 سبتمبر 2018