كنت واحد من المشاركين في لقاء حلف قبائل حضرموت وادي نحب ( غيل بن يمين) … المشرفين على اللقاء القبلي لم يسمحوا برفع شعارات قوى الحراك السلمي الجنوبي وصور القيادات التي تعوّدنا على رفعها من قبل انصارهم في الفعاليات السلمية .. لكنهم سمحوا بإلقاء الكلمات لمن حضر من ممثلي القبائل وقوى الحراك الجنوبي ..
السؤال : هل يعني هذا الاجراء ان التيار القبلي لا يؤيد ثورة شعب الجنوب السلمية ؟؟ أم أن هذا التعبير لا يتناسب مع الدور القبلي في ثورة الجنوب ؟؟ نعتقد بوجود فرق في الدور الذي يؤديه كل طرف لخدمه الثورة الجنوبية.
قوى الحراك السلمي الجنوبي تتبنى مطالب لايمكن تحقيقها إلا عبر الحركة الشعبية السلمية الرافضة للواقع المفروض بالقوة ، وتعلن التمسّك بالهوية وباستقلال وطن واقع تحت الاحتلال ومن ثم بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة، وهذه الثورة الشعبية يحتاج اكمالهابعمل سياسي محترف يقنع دوائر القرار الاقليمي الدولي بشرعية الاهداف المعلنة لثورة الشعب الجنوبي التي يرتبط تحقيقها بتحقيق الأمن والاستقرار وتبادل المصالح في هذه المنطقة ، وهذا الأمر يحتاج وقت أطول وترتيبات تضمن المستقبل الآمن لمنطقة تمثل ملتقى مصالح اقليمية ودولية كبرى .
بينما تحالفات القبائل الجنوبية في حالة مساعدتها على تنظيم نفسها واداء دورها تستطيع القيام بدورحماية ابناءها في فعالياتهم السلمية و تحقيق المطالب الحقوقية المستباحة وتستطيع استخدام القوّة في الحالتين وبهذا تضع النظام امام امرين كل امر أمر ّ من الآخر ( عدم الاعتداء على المسالمين وتلبية المطالب يقلص من صلاحيات قوى النفوذ باستخدام القوةأوالهيمنة في نهب الثروات والتحكم بادارةالسلطات ، ومواجهة القبائل بالقوّة بسبب مطالب يعترف بشرعيتها يحرج النظام أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ) .
وتحقيق المطالب الحقوقية لا يستغرق وقت طويل من ناحية ومن ناحية اخرى لا يعني تحقيقها قبول التيار القبلي بنظام الإحتلال اليمني للجنوب ولا نهاية المطاف لدور القبائل في قضية شعبهم لأن دور الحماية سيظل قائم .. لو القينا نظرة على مطالب تحالف قبائل حضرموت ( أحقية أبناء المنطقة في تشغيل أبناءهم في شركات النفط في منطقتهم ، وأحقيتهم في حماية تلك الشركات واستلام مبالغ الحماية ،و سحب الوحدات والنقاط العسكرية من مدنهم ومناطق سكنهم ، وتجنيد أبناء المنطقة للقيام بدور الأمن العام وادارة السلطات المحلية .. الخ) … الا يمثّل تحقيق مثل هذه المطالب نصر أولي للثورة على المستعمر اليمني ؟؟؟
لقد رضخت سلطة صنعاء لمطالب تحالف قبائل حضرموت وقدّمت العدول المطلوبه للحكم ولا نشك في أن حكمهم سيشمل تحويل النسب التي يستلمها متنفذوا صنعاء من شركات نفط حضرموت الى ابناء حضرموت عبر الحلف القبلي ، أليس هذا بداية لتقليص أطماع المتنفذيناليمنيين في الجنوب ؟؟؟
نعتقد أن نقل هذه التجربة الى بقية محافظات الجنوب سيلعب دور ايجابي في مقارعة الاحتلال ، علينا ان لا نتخوف من الدور المستقل في الظاهر لتحالف القبائل عن قوى الحراك السلمي ، فالتشاور والتنسيق ينبغي ان يكون قائم بين الطرفين ولكن لكل قياداته .. يعاب على بعض قيادات مكونات الثورة الجنوبية بروز نزعة الهيمنة والاقصاء والتشهيربالاخروالخوف من ظهور القبيلة ، وهذا من بقايا موروث العهد الشمولي في الجنوب ، وهو ما يؤخر انتصار ثورة شعبنا، ولكن المناضلين في مختلف مكونات الثورة وفي المقدّمة المكونات الشبابية ، يقارعون هذا التوجّه اينما ظهر ونلمس خفوت لصوت التفرّد بالثورة والقيادة و..والخ .
فشكراً لمناضلي ثورتنا في كل المكونات ، دعونا ندفع بمختلف شرائح المجتمع الجنوبي للانخراط في الثورة كلً يؤدي الدور الذي يتناسب معه ويتقن ادائه.. دعونا نجعل من ثورتنا على الاحتلال ثورة شعبية شامله بفتح المجال لمشاركة القوى الصامتهكلً يؤدي الدور الذي يتقنه ويخدم الثورة ويعجّل بزوال الاحتلال ..
لا خوف من نشاط التيار القبلي ، ومن يعتقد أن هذا التيار قد يتحول الى قوّة مؤثرة في المستقبل يقارع قيام الدولة المدنية الجنوبية يكون مخطئ .. ذلك ان دور القبائل اليوم في حماية ابناءهم المسالمين الذين يتعرضون للإعتداءات في مدنهم وقراهم اثناء احتجاجاتهم السلمية بالرد على المعتدين بالمثل هو أمر يجيزه نظام متنفذي صنعاء ولا يستطيعون وصمه بتهمة الارهاب.
ونعتقد ان محافظة الضالع بحاجة الى إشهار تحالف قبائلها وإعلانها بالرد على اي قصف او قتل او اعتداء على المسالمين من أبناء الضالع وهذا دور القبيلة في اليمن ( حماية ابناءها ) بإستخدام كل امكانات القوّة بل والمطالبه بالتعويض تجاه اي ضرر يلحق بابناءها، الا يمثل هذا الدور قوة حماية للثوره السلمية امام وسائل القمع التي يستخدمها النظام ؟؟؟
اعلموا ان دورالبروز والاختفاء للقبيلة مردّه الى اداء النظام السياسي .. فحيث ما كان النظام والقانون يسود بالعدل والانصاف يختفي دور القبيلة، وحيث ما غاب القانون وظهر الجور والظلم ظهرت القبيلة ، وهذا الدور واضح في تاريخ تطور المجتمع عندما ظهرت الدولة وحل القانون بديلاً للعرف ، لاتتحول القبيله الى مركز قوّه الا في المساحة التي لا تصل لها الدولة، كما هو الحال في اليمن اليوم… حيث( القبيله تحمي افرادها وتحتكم للعرف بموافقة النظام ، ومراكز النفوذ والسلطة تحمي الموالين لها ، أما القانون فلا يحتكم له الا الضعفاء ) ، نستطيع القول ان الوضع القائم في اليمن لم يصل الى مستوى الدولة ، لذلك جاء التدخل الاقليمي الدولي للإشراف على نقل الوضع من طور اللادوله الى طور الدولة ..
وتجربتنا في الجنوب تختلف ، عرفنا نظام الدولة ورغم مظالمه واخطاءاته نراه افضل من نظام اللادولة القائم في اليمن .. علينا اليوم عدم تكتيف مراكز قوتنا ( القبائل ) خوفا من جر تجربة اليمن الى الجنوب مستقبلا، فهذا لن يحدث لعدم توفر الارث التاريخي والتراكمات المفضية الى ذلك .