نص | مقابلة قناة الحدث مع الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر “الرابطة” – 10 مايو 2014م

الجفري - قناة الحدث - 10 مايو 2014 - الجنوب العربي– ان تقوم أكثر من دولة مع وجود مودة بين البشر خير من دولة واحدة مع وجود ذرة كراهية بين الناس ..
– فليقطع الحبل السري بين بعض مراكز القوى في صنعاء والقاعدة وسينتهي الارهاب في الجنوب
– قيام دولة الجنوب العربي كفيلة بإزالة الإرهاب واقتلاعه من جذوره
– في حرب 94 تم تحريض المتطرفين على الجنوب
– تاريخ الجنوب العربي عندنا، هو تاريخ الاسلام السياسي الوسطي المعتدل وهو طارد للارهاب
– الجنوب كان يسمى في التاريخ كله “عرب الجنوب” ومن هنا جاء مصطلح الجنوب العربي..
– لن يدمر جدار الكراهية إلا بإقامة دولة الجنوب العربي التي تقيم علاقات مصالح مشتركة ومودة ومحبة على أرقى مستوى مع إخواننا في اليمن ومع الجزيرة العربية ومع العالم ومع الدنيا كلها
– ما ضرورة قرار مجلس الأمن الأخير اذا كان الكل قابل بنتائج مؤتمر حوار صنعاء؟
– فلنسأل شعب الجنوب.. من حقه ان يُسأل عن حاضره ومستقبله..

س/ هل باستطاعة الجيش اليمني القضاء على القاعدة مع هذه الجذور العميقة للقاعدة في اليمن بالتحديد؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم.. شكراً لقناة الحدث..
القاعدة لاشك أنها موجودة في بلادنا، ولكن هناك اختراقات في القاعدة، والاختراقات نوعان:
اختراقات لتسخير القاعدة في الألاعيب السياسية الداخلية، وهناك دول لها اختراقات لتراقب القاعدة بقصد ضربها.
ما يجري في الجنوب العربي من حرب على القاعدة هو في هذا الاطار. والقاعدة في الجنوب هي حديثة عهد من العشرين سنة الأخيرة أو من بعد الوحدة، وخاصة من بعد حرب 1994م على الجنوب، التي تم فيها احتلال الجنوب. الجنوب بعيد عن فكر القاعدة أصلاً. تاريخ الجنوب العربي عندنا، هو تاريخ الاسلام السياسي الوسطي المعتدل، لكن هناك معاهد دينية في اليمن، واقصد باليمن ما كان يُسمى بـ”الجمهورية العربية اليمنية” كانت هناك معاهد للسلفية التكفيرية المنتجة للقاعدة والتي احتضنت المجاهدين الذين عادوا من أفغانستان وسُخروا في قضايا سياسية محلية وفي قضايا إرهابية دولية.. فالقاعدة موجودة بشقيها، بالشق الحقيقي الذي يتجه في هذا الاتجاه السلفي التكفيري.. وأيضاً بالاختراقات التي تسخرها الدولة للأغراض السياسية أو مراكز السلطة في الدولة اليمنية, وهذا معورف وهو ليس سراً.

س/ حول علاقة الدولة بالقاعدة .. هناك العديد من الباحثين السياسين قالوا أن هناك علاقة حقيقية بين القاعدة وبين النظام السابق في اليمن حيث انه كان يسخر في عمليات عسكرية.. هل تعتقد انه بالفعل كانت هناك علاقة بين الحكومة وبين القاعدة في النظام السابق؟
ج/ القضية ليست تحليل، القضية وقائع.. في علاقة كانت ولازالت والنظام السابق واللاحق لا يختلفوا غير أنه يجوز أن الأخ عبدربه منصور هادي الذي كان نائب للرئيس في النظام السابق والآن هو رئيس الجمهورية في اليمن، يجوز أنه بخبرته وبمعرفته بما يجري يحاول على الاقل أن يضعف القاعدة حتى لا تستخدم ضده. لازال مراكز قوى في السلطة كبيرة تستخدم القاعدة ولا أعني ذلك أن بعلم القاعدة ككل وانما من خلال اختراقاتها لقاعدة من جماعاتها وكان معلن هذا.. وللعلم كان معلناً رسميا في الحرب ضدنا في الجنوب سنة 94 استخدموا المتطرفين, استخدموا علناً وجاءوا بعد الحرب وقالوا كنا مع السلطة ومنهم مصريون.. قالوا أتوا بنا من افغانستان واعطونا رتب في الجيش اليمني.. وحرضونا على الجنوب.. هذا كان واضح ليس سراً وليس تحليلاً سياسياً وإنما وقائع على الأرض.

س/ اذا كانت هناك علاقة بينهما.. إذاً لماذا استهداف لعسكريين كبار كوزير الدفاع وغيره !؟
ج/ هناك محاولات لاضعاف بعض العسكريين أو بعض الاتجاهات العسكرية التي ليست داخلة في اللعبة هذه.. ليس كل من في السلطة داخل في اللعبة هذه.. إنما هي مراكز قوى في السلطة تدير بعض هذه العمليات.. وانا لا اعتقد أنه قد تمت عملية مثل هذه في “أبين” وعادت القاعدة كما كانت وما أعلن عن حرب في “شبوة” قوية، الحقيقة مبالغ فيه تماما وانا اعرف جيداً ماذا حدث، ولكن الشخصيات الاجتماعية في شبوة وقفت وجمعت كثير من رموزها واتفقوا على انه من هو من أبناء المنطقة سواء كان قاعدة او غير قاعدة يبقى في مأمن ولا يُمس ومن هم من خارج المنطقة من اجانب من كل المناطق او من اجانب من خارج الجزيرة العربية هؤلاء يغادروا المنطقة.. فاتفقوا على هذا وعلى أن يُؤمّن من هو من أهل المنطقة وعلى أن يلزموا بيوتهم وحدَّهم بحيث لا يؤذوا أحداً وبالتالي لا يكون هناك دمار للمنطقة.. وفعلا القتال الذي في شبوة لم يكن مثلما أذيع وكما نُشر، مبالغ فيه.

س/ اليوم محاولة فاشلة لاغتيال وزير الدفاع محمد ناصر أحمد وجلال الرويشان رئيس الجهاز الأمني السياسي في محاولة اغتيال في محافظة “أبين” جنوب اليمن.. وقيل ان مدير امن “شبوة” أصيب في هذه المحاولة وعدد من القادة العسكريين الكبار ..هل ترى ان هناك محاولة اثارة بلبلة في هذه القضية ؟ ام هي بالفعل محاولة اغتيال ؟ وهل هناك علاقة بين هذه الاسماء رئيس جهاز المخابرات السياسي ووزير الدفاع، أسماء كبيرة ؟
ج/ سيدي في امور مثل هذه تحدث محاولات اغتيال واحياناً تنجح وأحياناً لا تنجح هذا أمر طبيعي اللعبة هكذا.. الموضوع لعبة .. هناك في صراع لازال في مراكز قوى اليمن، وفي هناك أيضاً تآمر من آخرين في السلطة، وليس من هجموا الآن، على القضية الجنوبية.. نحن في الجنوب قضيتنا القضية الجنوبية، انا لست محللاً للارهاب، فأنا ضد الإرهاب، ولكن هناك طرق كثيرة لمحاربة الارهاب ليس العسكرية فقط وانما الفكرية وغيرها.. وبلادنا الجنوب العربي هي لافظ للارهاب.
نحن بصدد قضية الجنوب العربي والذي يطالب باستقلالة من الاحتلال الموجود، يُراد تحجيمها وتقزيمها وانزال قوى أخرى من الجيش، وهي كثيرة موجودة في الجنوب، وُيراد تكثيرها أكثر لفرض مخرجات حوار، الجنوب لم يشارك فيه حقيقةً وبالتالي من الصعب فرضه..
يقولوا انه حوار كان عام وان الكل اشترك فيه، وان الكل قابل به وقابل بنتائجه، طيب اذا كان الكل قابل بنتائجه ما الحاجة لقرار مجلس الأمن لفرضه ! دليل أن ليس الكل قابل به.
نحن كجنوب نطالب باستقلال بلادنا وبناء دولة جنوبية اتحادية في إطار الجنوب ذات سيادة وتقيم أرقى العلاقات مع إخواننا في اليمن، علاقات محبة ومودة.
لازم نلاحظ شيء واحد، ان هناك جدار من الكراهية بُني بين الجنوب العربي وبين اليمن، هذا الجدار من الكراهية خطير.. نريد أن نهدم هذا الجدار.

س/ من الذي بنى هذا الجدار في رأيك !؟
ممارسات السلطة. .
احتلال عندك في ارضك.. هل ستحبه؟ ومصر على ممارسات احتلالية ومصر على نهب ثرواتك واضطهادك وتحجيمك وتهميشك.. ما يمكن أن تحبه..
هذا أدى إلى جدار من الكراهية للأسف بين الناس.. وليس ضد النظام..
ولن يدمر جدار الكراهية إلا بإقامة دولة الجنوب العربي التي تقيم علاقات مصالح مشتركة ومودة ومحبة على أرقى مستوى مع إخواننا في اليمن ومع الجزيرة العربية ومع العالم ومع الدنيا كلها.

س/ ان هناك بالفعل استطاعة حقيقية للقوات الأمنية في اليمن ان تقضي على القاعدة، هل توافق على هذه الرؤية؟
1 – هل هناك ارادة للقضاء على القاعدة ؟
2 – هل هناك دولة في اليمن لتقضي على القاعدة ؟
هناك جهود من الاخ عبدربه منصور هادي ، لكن كما نعلم أن مراكز القوة والنفوذ ليست في يده، في يد آخرين لهم علاقات بالقاعدة وغير القاعدة.
انا لا اعتقد انهم يستطيعون .. تحجميها ممكن تقليصها ممكن مؤقتاً، كما حدث ان قلصوها في “أبين” ثم انتشرت في أماكن اخرى .
لا اعتقد في ظل الأوضاع هذه.. هناك جهات في السلطة تستخدم القاعدة لأغراضها ومصالحها كما ذكرنا سابقاً.

س/ سيد عبدالرحمن، إذاً لماذا تقوم السلطة أو بعض المراكز في السلطة في اليمن كما تقول بإثارة القضية حول حرب على الإرهاب وحرب على القاعدة إذا كانت مستفيدة!.. هل تعتقد أنها مجرد فقط رؤية إعلامية و”شو” إعلامي، ولكنها في حقيقة الأمر هي لا تريد أن تتخلص منه؟
ج/ يا سيدي، قلت مراكز قوى في السلطة، ولم أقل كل من هو في السلطة.. هناك من هو في السلطة من يريد أن يحاول أن يؤمّن البلد وهناك مراكز قوى ليس من مصلحتها هذا ..
وفي الحقيقة أنا لم أأت لتحليل مثل هذه الأمور لأنها ليست تخصصي.. الذي افهمه انا، تخصصي سياسي، من الناحية السياسية هناك قوى تستفيد من القاعدة وتجيرها لصالحها وتستخدمها حتى لاغتيالات الاخرين، هذا أمر معروف ليس سر أو تحليل وغير منكر من أحد.

س/ هناك من يقول سيد عبدالرحمن انه هناك عامل ربط بين الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع اليمني إلى واشنطن وبين هذه الحرب المفاجئة على الارهاب؟
ج/ هذه رابع زيارة في سنة للأخ وزير الدفاع إلى امريكا ، فأيهما الذي كان السبب ..
لاشك ان امريكا والعالم كله ضد الارهاب ، الخليج ضد الارهاب، والجميع يحاول ان يحارب الارهاب، وجميعهم يعلمون التعقيدات التي في اليمن ، ما أقوله ليس سراً ، معلوم للشارع.. وأيضاً معلوم للدول.

س/ هل تعتقد سيد عبدالرحمن ان ما يتم الان من الزيارة الاخيرة وارتباطها بهذه الحرب على القاعدة هي مجرد تعاون على الحرب على الارهاب ام انها أوامر؟
ج/ هذا لا اعرفه حتى أجيب عليه لأني لا أحضر اجتماعاتهم.. لكن علينا ان ندرك بأنه هناك ارهاب وان الحرب على الارهاب موجه له من كل العالم وان هناك تعاون دولي للحرب على الارهاب سمها أوامر.. سمها تعاون.. وأكيد والأكبر والأقدر يكون صوته أكثر اسماعاً للآخرين، هذا شيء طبيعي وليس جديد.

س/ يعني تعتقد أن قرار الحرب على الإرهاب الذي جاء حديثاً، مع أن الحرب على الارهاب مقترض قائمة في اليمن منذ القدم، لكن الحرب على الارهاب الآن، بهذه القوة وبهذا الحشد للقوات الأمنية في مناطق معاقل القاعدة، جاء قراراً يمنياً محضاً؟
ج/ أنا لم أقل هذا..
قلتُ أن الحرب على الارهاب حرب دولية.. واي استخدام لقوة كبيرة في الحرب على الارهاب لا بد يكون في تنسيق مع اخرين، سواء اقليميين او دوليين ، وهذا شيء طبيعي.

س/ نعود الان إلى قضية اخرى وهي قضية جنوب اليمن، ما زال الجنوبيون ينادون بأن يكون هناك بعيداً عن السيطرة المركزية وسيطرة الدولة وما إلى ذلك وان يكون هناك وحدة جنوبية بعيداً عن اليمن الشمالي والجنوبي.. هل تعتقد انه من الممكن في ظل هذا التواجد العالمي ومحاولة الدول بعضها البعض ان تجتمع وتتوحد في مواجهة الأخطار الخارجية.. هل تعتقد انه من الأفضل الان ان يكون جنوب اليمن بعيداً ؟
ج/ أولا يا سيدي الوحدة تمت في ظروف خاطئة وظروف مستعجلة.. وتاريخنا في تلك المنطقة هو تاريخ انقسامي اصلاً.. الجنوب العربي كان عبارة عن مستعمرة وحوالي 23 دولة صغيرة من سلطنة ومشيخة وإمارة، وجاءت الحركة الوطنية واتخذت من اسم “الجنوب العربي” اطار للم هذا الشتات .. هذا في أواخر الأربعينات والخمسينات ..
لم يكن في التاريخ وحدة اسمها وحدة يمنية.. هذه كذبة صارت عامة في أذهان الناس في الداخل وفي الخارج.. أول دولة في التاريخ تسمى يمن كانت في عهد الامام يحيى، كانت المملكة المتوكلية الاسلامية ثم غيرها إلى المملكة المتوكلية الهاشمية ثم غيرها إلى المملكة المتوكلية اليمنية، وهذا كان أول كيان سياسي باسم اليمن.
اليمن هو اتجاه.. رسول الله، عليه الصلاة والسلام، عندما قال هنا يمننا وهنا شامنا.. يعني جنوب وشمال.. وجاءت يمن من يمنات باللغة الحميرية تعني جنوب وليست كيان سياسي أو هوية.. صار هوية بالنسبة لليمن التي كان يحكمها الامام يحيى ومن ثم الامام أحمد ثم المهورية العربية اليمنية منذ 1918.
بالنسبة للجنوب كان يسمى في التاريخ كله “عرب الجنوب” ومن هنا جاء مصطلح الجنوب العربي..
إذن الوحدة تمت غلط، جاءت حرب 94م لتنسف حتى المحبة التي كانت قائمة بين البشر.. والممارسات التي تلت الحرب من نهب وسلب واستبداد.. كبار رجال الدولة في صنعاء قالوا انه استعمار، قالوا انهم يستعمروننا، قالوا هكذا، لم أقلها انا وهذا كلام متلفز، ما هو سري، أنه عومل الجنوب كاستعمار.. ونحن نريد أن نتخلص من الاستعمار.
يا سيدي ان تقوم أكثر من دولة في اي منطقة مع وجود مودة بين البشر خير من دولة واحدة مع وجود ذرة كراهية بين الناس ..
لذلك.. الأمر الطبيعي ان تقوم في الجنوب دولة جنوبية، ويبقى لإخواننا في اليمن دولة يمنية، وتقوم بيننا علاقات طيبة ومودة ومصالح مشتركة، خير من الحروب والدماء وخير من الكراهية القائمة.

س/ كيفية الوصول إلى ذلك.. قمتم بمظاهرات في جنوب اليمن، قمتم بالدعوة للرئيس عبدربه منصور وقياداتكم تحدثت في الاجتماعات بين جميع القادة السياسين والقادة القبليين في اليمن، ما هو التالي؟
لم يمثل الجنوب في هذا الحوار، نعم هناك ناس من الجنوب حضروا وهم انفسهم لم يقولوا انهم يمثلون الجنوب ..
1- الغالبية العظمى من القوى السياسية الجنوبية لم تشارك في الحوار.
2- الغالبية العظمى من شعب الجنوب يرفض الحوار ومخرجاته.
3- الغالبية العظمى من الجنوب يريدون إقامة دولة جنوبية فيدرالية في اطار الجنوب.. واخواننا في اليمن يقيمون دولتهم كما يشاءون فيدرالية أو غيرها.. ثم تكون بيننا علاقات متميزة، تبقى مصالح مشتركة، تبقى مودة بين الناس، وبيننا وبين اخواننا في دول الجزيرة العربية الاخرى والعالم العربي كله وبالذات مصر.
هذا الذي نراه.. وبدون هذا، ستستمر المصائب.. سيستمر سفك الدماء..
هم يقتلوننا كل يوم نحن الآن نستخدم الطرق السلمية، ويقتلون الشباب بدم بارد كل يوم ..
كيف تتوقع أن تستمر وحدة؟ على أي اساس .. على دم؟

س/ يتساءل الأستاذ إبراهيم/يقاطع
ج/ أنا لستُ بصدد إجابة تساؤلات يا أستاذ.. أنا سأشرح قضية شعب الجنوب.. ولستُ في مناظرة في هذا الأمر.. نحن نقول أن وحدة بالقوة ما تنفع ..
وحدة أو الموت هذا الكلام لا .. نحن نريد حياتنا في بلادنا الجنوب العربي واخواننا اليمنيين في اليمن وتقوم بيننا علاقات طيبة.
إن اراد العالم سلاماً في هذه المنطقة.. السلام والأمن الدولي يقوم على الرضى.. وليس على اجبار الشعب على شي لا يريده !
يا إخواننا شعب الجنوب لا يريد.. هل نجبره؟!!
ميثاق الأمم المتحدة من المادة الاولى الفقرة الثانية تبيح له هذا الحق ..
نحن لا نطالب باطل ، نحن لا نستخدم سلاح ، نحن نستخدم المقاومة السلمية الراقية، ونُقتل.. يُقتل شبابنا ونساءنا واطفالنا كل يوم.. يُقتلون بدم بادر.
كيف تتوقع أن يبقى أحد في الجنوب يرغب في وحدة مع إخوانه في اليمن في ظل هذا القتل وهذا الاستبداد وان لا بد تبقوا في الوحدة !
وحدة أو الموت.. وحدة مقدسة !
يا إخواننا الوحدة مش معبود.. هي آلية، هي أداة، هي هدف لبعض الناس، يحقق مصالح الناس وكرامتهم، عندما لا يحقق مصالح الناس وكرامتهم يصبح عبء على الناس ..
نحن في الجنوب العربي نريد قيام دولتنا.. وإخواننا يصلحون دولتهم، ثم بعد ذلك تقام بيننا علاقات فيها ود، فيها محبة، فيها تبادل مصالح.. هذا الذي نقوله.. وهذا الذي جئت لأقوله.

س/ ما يقوله الأستاذ إبراهيم أن الجميع التف حول الجيش فقط لمحاربة الارهاب اولا ثم بعد ذلك يأتي أي قضايا سياسية أخرى؟
ج/ شي عجيب ! تنتظر قضية الجنوب حتى يقضوا على الارهاب في العالم ..
هذا كلام لا معنى له على الاطلاق.. ان ننسى ارادة شعب وننتظر حتى يقضوا على الارهاب في العالم .
أؤكد لك انه اذا قامت دولة الجنوب لن يكون هناك ارهاب في الجنوب.. نضمن هذا، نضمن هذا بأهلنا وأولادنا.. الجنوب لن يكون فيه ارهاب.

س/ إلتفاف بعض الجنوبيين مع الجيش ضد الارهاب في مناطق كثيرة؟
ج/ يحاربوا من مع من؟!!.. من الذي جاء بهم؟.. يا أخي مراكز القوى في صنعاء أولاً يزيلوها مع الارهاب..
يقطعوا الحبل السري بين الارهاب وبين مراكز القوى في صنعاء وينتهي الارهاب.

ابراهيم صالح : من هم القادة الأساسيين الذين يقودون المعارك الان الوطنيين الشرفاء؟
ج/ منهم من الجنوب ومنهم من اليمن ولهذا نجحوا نسبياً الآن لأن اكثرهم قادة جنوبيين..

س/ يعني إذا لم يكن فيهم قادة جنوبيون لن يستطيعوا النجاح؟
ج/أهل مكة أدرى بشعابها..
ثم المعارك عند أهل القادة الجنوبيين، عند نسائهم وأطفالهم يا أخي
ومعروف ان الضابط الجنوبي أكثر انضباطاً هذا معروف.. ليس ان الضابط اليمني ليس جيداً، لا، هو جيد، لكن معروف في الانضباط الأكثر هذا امر معلوم.

س/ بعض الذين ينتمون للجنوب حضروا في الحوار الوطني، يلتفون حول الجيش الآن، مع أن الكثير من الجنوبيين يقولون يجب ان يكون هناك انفصال؟
ج/ اولاً فيما يختص بالارهاب, لا يوجد جنوبي عاقل إلا وهو ضد الارهاب ، سواء كان سياسي أو غير سياسي، فالجميع ضد الارهاب لـنه أصلاً الجنوب لافظ للارهاب .
من جهة الحوار يعلم العالم أن معظم القوى الجنوبية لم تحضر والذين حضروا انقسموا 3 مرات.. وانسحب معظمهم ولم يدعوا انهم يمثلون الجنوب.
نعيد ونكرر، مائة مرة، أن الجنوب يريد استقلاله وسيناضل من أجل استقلاله سلمياً.. وتحمّل الجنوب الكثير من القتل والدمار والمعتقلين إلى الان منهم المرقشي وغيره..
لا مجال إلا أن يستقل الجنوب.
وحكاية الشعب يريد.. طيب، اسألوا شعب الجنوب.

س/ هل تتفق استاذ عبدالرحمن ان هناك تدخلات خارجية كبيرة وان جزء كبير مما يحدث من الارهاب في داخل اليمن مرتبط بشخصيات من خارج اليمن ؟
ج/ هناك أجانب كثيرون في القاعدة، ومن عشرات الجنسيات.. وكانوا في “دماج” ضمن محافظة “صعدة”.. ودُربوا أو دُرسوا هناك ثم انضموا إلى القاعدة.. فلا شك ان القاعدة هي اليوم هم دولي، اليوم قبضوا على اثنين فرنسيين في المطار مغادرين اليمن وهم من القاعدة.. فالقاعدة موجود منها جنسيات كثيرة في اليمن وأصبحت هماً دولياً لا يُنكر هذا.. الذي ينكر وجود القاعدة خطأ، لكن نقول ان هناك أيضاً اختراق في القاعدة.

س/ التدخلات الخارجية وعلاقتها بتنامي تنظيم القاعدة داخل اليمن.. هل اصبحت اليمن هي المركز الرئيسي للقاعدة التي تصدر الارهاب إلى العالم؟
ج/ اليمن، اليمن وليس الجنوب، من الأساس كان فيها المدارس او المعاهد التي تدرس الفكر التكفيري السلفي, وهذا هو الحاضن الفكري للقاعدة، وهم اجتمعوا علينا في حرب 94م مع السلطة في الحرب وكانوا يسمون انفسهم مجاهدين وكأننا نحن يهود أو كفرة أو مشركون!! وللعلم، فالذين قاتلونا من كل الجنسيات، ومن ضمنهم الاخوان المسلمون الذين في اليمن، كانوا معاً كلهم..
بالأمس الاخ عبدالوهاب الديلمي الذي اصدر فتوى الضرب بالجنوب وقتل النساء والاطفال في 94م أمس ينادي بعدم حرب القاعدة!! بالتفاهم معها أو شيء من هذا القبيل!!
فالعملية داخل فيها العالم كله.

س/ مؤخراً قيل ان الحكومة اليمنية تقوم باقرار مشروع قانون للعفو على قيادات الجنوب الصادرة بحرب 94م .. هل تعتقد انها محاولة فقط للتهدئة او لاجتذاب القيادات الجنوبية ؟
ج/ كم مرة يعفو عنهم ..
أولا .. نحن لا نقبل عفو من أحد.. هناك محاكمة سياسية تُلغى، فقط..
ثانياً .. الناس تجي وتروح ولا احد يكلم احد.. هم قادرين يمسكوا المجرمين الذي عندهم حتى يمسكوا السياسيين!!؟.. هم قادرين يمسكوا القاعدة عندهم؟.. مجرمين عندهم في صنعاء، هل قادرين يقبضوا عليهم حتى يقبضوا على سياسيين؟.. هذا كلام عبث.

س/ لماذا تعتقد ان قضية الجنوب بالتحديد بدأت الان خاصة بعد نظام علي عبدالله صالح .. هل هناك عامل ارتباط بين الجنوب قبل علي عبدالله صالح وبعده؟
ج/ لا، أبداً.. قضية الجنوب لم تنتهِ منذ عام 94م، لكن انطلق الحراك السلمي الجنوبي في 7-7-2007م قبل الربيع العربي، وفي عز ايام علي عبدالله صالح، وهو الحراك الذي نادى بالاستقلال وكان على رأسهم العميد ناصر النوبة والعميد السعدي والعميد طماح والكثير من الزملاء ثم التحق شعب الجنوب كله بهم ..
الآن الغالبية العظمى من شعبنا هم مع استقلال الجنوب، الغالبية من القوى الوطنية الجنوبية هم مع هذا.. فاذا لا أحد يصدقنا فلنسأل شعب الجنوب.. من حقه ان يُسأل عن حاضره ومستقبله.. أما وحدة أو الموت وحدة بالقتل.. لا يا أخي.

س/ رسالة تلقيها إلى من شاركوا في الحوار من أهل الجنوب؟
ج/ أولا هم انقسموا ثلاث مرات.. انسحب الأخ أحمد فريد الصريمة وهو من المهمين، ثم انسحب الأخ محمد علي أحمد، ثم بقيوا قلة الذين وقعوا على وثيقة المخرجات.. هم انفسهم يدركون انهم لا يمثلون الجنوب، ولم يدعوا أنهم يمثلون الجنوب.. من حقهم كرأي أن يبدوا رأيهم.. نحن لا نحرم أحد من رأيه من ابناء الجنوب هم أو غيرهم.. لكن هم يعلمون انهم لا يمثلون الجنوب، ويعلمون ان الغالبية العظمى من شعب الجنوب مع تحرير واستقلال الجنوب وإقامة دولة جنوبية فيدرالية كاملة السيادة في الجنوب، هذا هدف لن نتخلى عنه..
في 27 ابريل الماضي قامت مليونية عظمى في المكلا ، وهي تؤكد على هوية الجنوب، الهوية الجنوبية العربية، وتؤكد على استقلال وتحرير الجنوب وإقامة دولة جنوبية فيدرالية في اطار الجنوب وعلى العلاقات مع أهلنا واخواننا في اليمن واهلنا واخواننا في الجزيرة العربية وفي الخليج وفي العالم كله.

شاهد أيضاً

الجفري يكشف في حوار مع “سبوتنيك” أهم مراحل الصراع بين الجنوب العربي و اليمن (الشمال)

حوارات – سبوتنيك – 2018.11.06م تاريخ طويل من العمل السياسي تخطى ستة عقود، كان خلالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *