أمين عام حزب الرابطة

في أول حوار له عقب عودته إلى عدن محسن بن فريد لـ(عدن الغد): عودة القيادات الجنوبية امر بالغ الأهمية و هناك تعاط دولي مع قضية الجنوب

دعا القيادي الجنوبي وامين حزب رابطة الجنوب العرب الحر الشيخ “محسن محمد بن فريد القيادات الجنوبية للعودة إلى الجنوب مؤكدا ان الاوضاع الحالية التي يمر بها الجنوب تحتم على القيادات الجنوبية ان تمارس نشاطها من الداخل لكنه قال ان أمر كهذا يقرره كل ” قائد ” جنوبي. وطالما هم ” قادة ” فلا شك انهم قادرون على إدراك معنى وأهمية العودة في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية. وكل له ظروفه وتقييماته الخاصة.
وقال “بن فريد” في أول لقاء صحفي لصحيفة محلية عقب عودته إلى عدن فجر يوم الاثنين ان هنالك تحرك دولي غير مسبوق بخصوص القضية الجنوبية لكنه قال ان هذا التحرك بحاجة إلى قدرة تعاطي جنوبية في مواجهة هذه التحركات .

ولاهمية الحوار تنشر “عدن الغد” نصه :

حاوره وسام بامخرمة

1- ماذا تحمل عودتكم إلى مدينة عدن في هذا التوقيت بالضبط؟
بدايةً، أود أن نستذكر أرواح شهداء الحراك الجنوبي في كل المراحل الماضية، ونقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. فبفضل تضحياتهم ها هو الجنوب يقترب اليوم من تحقيق هدفه في قيام الدولة الجنوبية الجديدة، أو الاستقلال الثاني.
كما أود كذلك استحضار أرواح رواد الحركة الوطنية الجنوبية الأوائل، أولئك الرواد الكبار، الذين بذروا بذرة “الهوية الجنوبية” منذ ما يقرب من سبعة عقود من الزمن، وحملوا القضية الجنوبية إلى الأمم المتحدة وكل المنظمات والمحافل الدولية في الخمسينيات والستينيات. وتحملوا في سبيل ذلك كل المشاق والمتاعب في فترة مبكرة من التاريخ الوطني للجنوب . وها هو شعب الجنوب يهب اليوم عن بكرة أبيه ليستقي من ذلك ” النبع ” ويدرك اليوم عمق نظرة أولئك الرواد وبعد نظرهم .
أماّ فيما يتعلق بسؤالك فأقول : إن عدن لم تفارقنا.. وكانت ” تسكن فينا ” أينما ذهبنا وأينما رحلنا في سنوات الغربة والشتات الماضية. كان حلم العودة إلى هذه المدينة الخالدة ” هاجساً ” يحتل عقولنا وكياننا بشكل دائم أينما حللنا. وها نحن اليوم ك ” الطير عندما يعود إلى عشه “. ولا شك إن ” توقيت ” العودة له دلالته.
نعود اليوم وسط تطورات وأحداث دراماتيكية، حدثت في الفترة الأخيرة، وتحدث الآن. لعل أبرزها، انهيار النظام الفاسد السابق ورموزه بشكل ما كان يخطر على بال أحد . هذه التطورات الدراماتيكية لا شك انها قد فتحت أبواب للقضية الجنوبية، ولفتت النظر إلى ضرورة الاهتمام بها، وأكدت مرة ثانية على الأهمية الإستراتيجية لبلادنا ، الجنوب العربي .وثغره عدن . هذا من جانب، ومن جانب آخر، تأتي عودتنا الى مدينتنا الخالدة عدن، وبقية مناطق الجنوب، بعد أن أفترش الآلاف من شباب وشيوخ ونساء وأطفال الجنوب ساحات الشرف والصمود والكرامة في ساحة العروض في عدن والمكلا منذ 14 أكتوبر، وأخذ هذا الفعل الوطني الحضاري في التصاعد والنمو والتوسع بحيث أصبح بمثابة ولادة لـ “جنوب عربي جديد” ينصهر فيه أبناء كل المحافظات الجنوبية ليشكلوا جسماً جنوبياً واحداً جديداً. أتينا في هذا ” التوقيت ” بالتحديد ليكون لنا ” شرف ” الإسهام في ساحة العروض في عدن وكذا المكلا مع الأبطال الصامدين من أبناء الحراك الجنوبي بكل فصائله. وإن لم نأت في هذه المرحلة الهامة والحساسة، والتي يتقرر فيها حاضر ومستقبل بلادنا، فمتى نأتي؟

2- هل فعلاً يملك حزب الرابطة مبادرة لتوحيد الصف في الجنوب؟
مسألة توحيد الصف في الجنوب تمثل أهمية قصوى لدينا، كما هو الحال لدى العديد من المكونات والشخصيات الوطنية الجنوبية المخلصة. وفي واقع الأمر إننا قد قدمنا أكثر من مقترح.. وأكثر من رأي بهذا الخصوص في الفترة الماضية. قدمنا ما لدينا لـ “اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع”. ليس ذلك فقط، بل قدمنا مشروعاً متكاملاً لبناء الدولة الجنوبية الاتحادية الجديدة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية، وقدمنا ” مشروع ” دستور للدولة الجنوبية القادمة. وقدمنا ” خارطة طريق ” تقودنا من الآن حتى قيام الدولة الجنوبية المنشودة. وكما قدمنا نحن هذه الوثائق، فنحن نعلم ان بقية الفصائل الوطنية الجنوبية الأخرى قد قدمت مبادراتها ومقترحاتها بهذا الخصوص. وما على اللجنة التحضيرية الآن إلا أن تعكف على بلورة ما قدم لها من مختلف الأطراف الجنوبية لتخرج ب ” رؤية جنوبية ” واحدة لفريق التحرير والاستقلال، تفضي إلى اتفاق على ” قيادة وطنية جنوبية واحدة ” واسعة من مختلف الطيف السياسي الجنوبي، على رأسها الشباب والمرأة. والواقع إن إنجاز هذه المهمة الآن يعتبر واجب وطني ملح، خصوصاً والآلاف من أبناء الجنوب يفترشون الساحات . إن بلادنا تحت المجهر الإقليمي والدولي الآن، والتطورات كلها سانحة الآن لتحقيق مطلب شعب الجنوب العربي بقيام دولته الجنوبية الجديدة. عدم تحقيق وحدة الصف الجنوبي الآن يعتبر ” عيب ” علينا جميعاً. بل خيانة لدم الشهداء وكل التضحيات في الجنوب.

3- وماهي أولى الأعمال التي ستقومون بها الآن ، وأنتم قد وصلتم عدن ؟
أولاً – لوفي الإمكان ، لقبلت أكبر عدد ممكن من البشر والمدر والحجر في طول بلادنا وعرضها ..وفي مدينتا الخالدة عدن بشكل خاص . هذه المدينة الحضارية الرائعة وأهلها الطيبون ، الذين ظلموا وحرموا كثيراً وطويلاً.
ثانياً – سأتشرف بالذهاب الى ساحة الشرف، ساحة العروض، حيث تربض تلك الأسود الجنوبية، أولئك الشيوخ والشباب الرائعون من مختلف محافظات الجنوب، من المدن والقرى والجبال والسهول والسواحل . سأذهب لأحني رأسي لكل واحد منهم ولأشد على كل يد، وأقول لهم إن الجنوب الجديد مدين لكم أنتم ولصمودكم وثباتكم وتضحياتكم. وسأقول لهم انكم أنتم المساهم الأول في صناعة حاضر ومستقبل الجنوب. سأقول لهم إن ساحة العروض وساحة المكلا ، بل ساحة الجنوب كله ، تحت المجهر الإقليمي والدولي الآن ، وبمقدار ما ندير أمورنا في الساحات الجنوبية في الأيام القادمة ، بطريقة حضارية راقية، بمقدار ما نقرب يوم الاستقلال.
ثالثاً – سأقدم نفسي متطوعاً في ساحة الشرف هذه، وسأقدم النصيحة والمشورة والرأي لمن يدير هذه الساحات ، من مختلف المكونات الجنوبية ، في كل ما من شأنه أن يعزز الصف الجنوبي ويحقق النجاح لهذه التجربة الحضارية. وسوف أقوم بالتأكيد مرة ثانية وثالثة على ما قلته منذ عدة أيام، ألا وهو إ ن علينا في ساحة العروض في عدن أن ننس أسمائنا وأسرنا وقبائلنا ومحافظاتنا، وننصهر جميعاً في جسد وكيان واحد جديد، هو الجنوب العربي الجديد.

4- هل تعتقدون انه حان الوقت فعلاً لعودة جميع القيادات الجنوبية؟
لا شك إن التواجد في الداخل الجنوبي أمر هام ويعزز الروح المعنوية والصمود لمن في الساحات، بل ومن في البيوت والسهول والجبال والشطئان. وخصوصاً لما تكون قيادات لها تأثيرها ووزنها. وهذا أمر يقرره كل ” قائد ” جنوبي. وطالما هم ” قادة ” فلا شك انهم قادرون على إدراك معنى وأهمية العودة في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية. وكل له ظروفه وتقييماته الخاصة. ولست هنا في وارد أن أصدر أحكام بهذا الخصوص. وبهذا الصدد ، ،يسعدني كثيراً أن أنوه هنا أن الأخ العزيز، وصديق العمر، رئيس حزب الرابطة، الأستاذ عبدالرحمن علي بن محمد الجفري، سيصل إلى مطار عدن غداً، الأربعاء، في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . ولا شك إن وصول الأخ عبدالرحمن الجفر، في هذه المرحلة الدقيقة، سيكون له تأثير إيجابي كبير في الساحة الجنوبية، خصوصاً والسيد عبدالرحمن يمتلك خبرة سياسة واسعة، وله علاقات ودية واسعة مع مختلف الطيف السياسي الجنوبي، ومع الشخصيات والوجاهات الاجتماعية والقبلية. وليس له خصومة مع أحد.

وبهذه المناسبة أود التأكيد إننا قادمون إلى وطننا العزيز لنكون إضافة نوعية وكمية للجميع. لسنا في وارد أن نكون منافسين لهذا الطرف أو ذاك، ولسنا في وارد نقد هذا الطرف أو ذاك. نحن نريد أن نكون بلسم لعلاج أي خلل أو مرض هنا أو هناك.

وفي واقع الأمر، لا يوجد اليوم أي مبرر للخلاف أو النزاع بين الأطراف الجنوبية التي تفترش ساحات الشرف في مختلف أنحاء الجنوب. وإذا هناك من درس قد تعلمناه في العقود الستة الماضية، فهو إن الجنوب العربي الجديد القادم ينبغي، بل يجب، أن يتسع لكل أبناء الجنوب. الجنوب الجديد لا يمكن أن يحكم من قبل محافظة واحدة، أو قبيلة، أو حزب، أو فرد، بل من المحتم أن يسهم الجميع في بناء هذا الجنوب القادم الجديد .

5- هل هنالك تعاط دولي مع القضية الجنوبية؟
نعم …
اجزم ان هناك تعاط دولي مع القضية الجنوبية، وخصوصاً في الفترة الأخيرة . والراصد الحصيف سيلمس ذلك على أكثر من صعيد، إن على الصعيد ا لسياسي أو على الصعيد الإعلامي، على المستوى الأوروبي والأمريكي والأمم المتحدة، وقبل هذا وذاك على المستوى العربي. علينا أن ندرك ونتأكد إن العالم يسعى لتأمين مصالحه. وبلادنا تحتل موقعاً جغرافياً/سياسياً في غاية الأهمية بالنسبة لمصالح العالم . لقد أصبح العالم يدرك الآن أهمية وضرورة قيام دولة جنوبية مدنية مهابة، تفرض الأمن والأمان، وتجفف مصادر الإرهاب، وتؤمن الملاحة الدولية في عدن ومضيق باب المندب، الذي يمر عبره أكثر من أربعة ملايين برميل من البترول يومياً إلى مختلف أنحاء العالم. ولكن علينا، نحن كشعب، أولاً وأخيراً أن نثبت جدارتنا وقدرتنا على التعايش فيما بيننا.. وعلى حكم وإدارة هذه البلاد العظيمة الهامة بالنسبة لمصالح العالم .

من عدن الغد | في أول حوار له عقب عودته إلى عدن محسن بن فريد لـ(عدن الغد): عودة القيادات الجنوبية امر بالغ الأهمية و هناك تعاط دولي مع قضية الجنوب

شاهد أيضاً

الجفري يكشف في حوار مع “سبوتنيك” أهم مراحل الصراع بين الجنوب العربي و اليمن (الشمال)

حوارات – سبوتنيك – 2018.11.06م تاريخ طويل من العمل السياسي تخطى ستة عقود، كان خلالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *