الجفري يكشف في حوار مع “سبوتنيك” أهم مراحل الصراع بين الجنوب العربي و اليمن (الشمال)

حوارات – سبوتنيك – 2018.11.06م

تاريخ طويل من العمل السياسي تخطى ستة عقود، كان خلالها شاهدا وفاعلا في تلك المشاهد والتحولات، تقلد المناصب السياسية العليا وظل متمسكا بالثوابت التي تربى عليها، يقود اليوم أعرق وأقدم الأحزاب السياسية في الجنوب العربي حزب “رابطة الجنوب العربي الحر” (الرابطة)، كما شغل منصب نائب رئيس دولة الجنوب.
أصابته لعنات السياسة فترك عدن في عام 1994 بعدما قصفت قوات الرئيس علي عبد الله صالح العاصمة بالطائرات والمدفعية وحاصرت المحتجين، حيث عاش سنوات طويلة في المنفى حاملا الحلم الجنوبي كأي مواطن يحلم بعودة حلمه المسروق.
السياسي والقيادي الجنوبي عبد الرحمن الجفري، يكشف أهم مراحل الصراع بين الجنوب العربي و اليمن (الشمال)، في حواره مع “سبوتنيك”:

* بداية السيد عبد الرحمن الجفري… لا يمكن تصنيفكم على أي من التوجهات السياسية القديمة أو الحديثة في المنطقة، سوى أنك “رابطي”… هل تغيرت ثوابت حزب رابطة الجنوب العربي بعد تغير الأوضاع في المنطقة واليمن؟
■ أولا أشكرك أستاذ احمد عبدالوهاب وأشكر وكالة الأنباء الدولية الروسية على هذه الإستضافة الحوارية… ومعذرة عن تأخر موعدي معكم لإنشغالات أعاقتني.
■ الثوابت تظل ثوابت… والتي تتغير هي الأساليب… والمواقف التي قد تقتضيها الظروف.. وفخري أنني كما قلتم “رابطي” جنوبي الهوى والهوية والمنشأ.

* بعد سنوات من الإستقلال حدثت الوحدة بين الجنوب والشمال، أنت كشاهد عيان وللتاريخ… هل كان إنهيار الاتحاد السوفييتي أحد العناصر الرئيسية في طلبكم الوحدة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟
■ قد يكون انهيار الإتحاد السوفياتي هو الدافع الرئيسي الذي دفع بإخواننا في النظام في عدن… أما نحن فقد كنّا في الشتات والمنافي منذ الخمسينيات ثم الأكثرية منّا مع غيرنا أصبحوا كذلك منذ الاستقلال الذي كان حزبنا أول من سعى إليه (الاستقلال) منذ مطلع الخمسينيات وتحمّل روادنا النفي والتشريد ودمار المساكن من بريطانيا… وكان روادنا من حصلوا صيف عام 1963م من الأمم المتحدة على قرارات باستقلال الجنوب العربي ووحدة أراضيه وانتقال السيادة لشعبه.
والجدير بالذكر، أنه عندما تم توقيع إعلان عدن في 30 نوفمبر 1989م، القاضي بالتوجه نحو الوحدة، أصدرنا بياناً وأرسلنا برقية في صباح اليوم التالي 1 ديسمبر 1989م إلى الإخوة في نظام الحكم في عدن، نطالب فيها بمصالحة وطنية ووحدة وطنية جنوبية قبل الذهاب إلى أي وحدة مع صنعاء. كما أننا توجهنا إلى عدن في 13 مارس 1990م وأصدرنا بياناً في عدن نكرر موقفنا هذا؛ ولكن للأسف كان الجميع منشغلاً في لجان الوحدة، بل اكتشفنا فيما بعد الاستعجال في تنفيذ الوحدة حيث قدموا موعدها من 30 نوفمبر 1990م إلى 22 مايو 1990م!!!

* متى اكتشفتم أن صالح خدعكم… وسطا على دولتكم ودمر أحلامكم؟
■ أكرر نحن لم نكن لا طرفًا ولا شريكًا في نظام الوحدة… وإنما عدنا إلى وطننا لأول مرة بعد حوالي ربع قرن وبعضنا أكثر…. ولا أرى أن القضية قضية خديعة ولكن الأساس التي قامت عليه الوحدة هو الكارثة… فلقد اعتبروا الدولتين شطرين من واحد هو اليمن وليسا قطرين… وأنها إعادة للوحدة اليمنية، وهذه كذبة…. فلم تكن أصلاً في التاريخ دولة بمسمى “اليمن” إلا منذ عهد الإمام يحي حميد الدين في عام 1918م ولم يكن الجنوب العربي جزءًا منها. وأسموا الوحدة هذه بعودة الفرع إلى الأصل.. وتعاملوا على هذا الأساس.

* بقيت في الجنوب حتى العام 1994 عندما قرر صالح الدخول عسكريا للجنوب… هل كانت هناك مفاوضات مع الرئيس صالح… ماذا طلبتم وماذا طلب منكم؟
■ كان هناك حوار قبل الحرب، استمر حوالي ثلاثة أشهر، بين جميع القوى وتوصلنا لاتفاق هو “وثيقة العهد والإتفاق” والتي كنتُ أنا من كتب مسودتها.. وتم النقاش والتعديلات.. وتم التوقيع عليها في الأردن برعاية الملك حسين رحمه الله وحضور عربي ودولي… لكن كالعادة تم الإنقلاب عليها وتم ضرب الألوية العسكرية الجنوبية في محافظات اليمن الأعلى، بدءًا بمنطقة عمران، وتحركنا من صنعاء إلى عدن كلجنة حوار لتهدئة الأوضاع وبعد يومين، أي يوم الأربعاء 4 مايو 1994م، فوجئنا بزملائنا من محافظات اليمن الأعلى والأسفل يغادرون برحلة طيران اليمنية وقت المغرب الى صنعاء وعلمنا أن الرئيس صالح طلب منهم العودة فورًا!! وبقي من اللجنة الجنوبيون وهم الأستاذ عمر الجاوي أمين حزب التجمع الوحدوي والأستاذ محسن محمد بن فريد أمين حزب الرابطة وأنا.. وكذلك الأستاذ محمد راوح قيادي في اتحاد القوى… وبعد ساعتين بدأ الهجوم على الجنوب من كل المحاور وعلى عدن بالطيران… فوقفنا مدافعين مع أهلنا في الجنوب حتى نفذت الذخائر الأساسية واشتد القصف بكل الأسلحة الثقيلة على أحياء عدن… وفي مساء 6 يوليو 1994م رأت القيادت العسكرية أن أي استمرار في القتال لن يحرز نتيجة وسيزداد الدمار في عدن فتقرر الإنسحاب صباح اليوم التالي 7/7 وكنتُ مع آخر المغادرين أنا وأسرتي بعد الظهر.

* غادرت الجنوب إلى أوربا والمملكه كمعارض سياسي… من من الدول الغربية والعربية كان متعاطفا مع قضيتكم؟
■ بعد انسحابنا من الجنوب العربي… قيادات مدنية وعسكرية إلى سلطنة عمان وجيبوتي والإمارات العربية المتحدة.. ثم البعض إلى المملكة العربية السعودية.. تم ترتيب أوضاع النازحين أغلبهم في مصر وسوريا وبعض القيادات في المملكة العربية السعودية.. ودولة الإمارات العربية المتحدة… بدعم من الأشقاء لترتيب أوضاع النازحين.. ثم أسسنا جبهة “موج” في لندن وأقمنا مؤتمرًا في قبرص كان الأستاذ عبدالقوي مكاوي -رحمه الله- رئيس جلساته وحضره حوالي مائتان من القيادات والشخصيات للأطراف التي تحالفت في الدفاع عن الجنوب.. وكان تشكيل “موج” من تلك الأطراف وهي الجبهة المتحدة برئاسة الأستاذ المكاوي رحمه الله، والمستقلون ومنهم الأستاذ سليمان ناصر مسعود والأستاذ عبدالله الأصنج رحمه الله، والحزب الإشتراكي اليمني، وحزب الرابطة. وشرفني الزملاء بأن أكون رئيسها. أما الأستاذ البيض فأقام في سلطنة عمان ولم يكن يستطيع مزاولة أي نشاط سياسي منها.
أسسنا “موج” في لندن وكان لنا مكتب وصحيفة باللغة الإنجليزية.. وصحيفة بالعربية تصدر من قبرص… وكانت صلاتنا جيدة بمجلس العموم البريطاني والبرلمان الأوروبي واستصدرنا أكثر من مرة من كل منهما بيانات تساندنا… كما كان لنا بعض النشاط السلمي في الداخل. كذلك كان لنا نشاط في بعض الجامعات البريطانية بإلقاء محاضرات. كذلك في شاتم هاوس عبر الندوات وورش العمل. كما عُقد مؤتمر في لندن تبنته جامعة لندن ودعونا إليه من القوى الوطنية بالداخل ومن الشخصيات العربية والأجنبية، وصدرت عنه أوراق هامة تساند قضيتنا. كما كانت لنا صلات بأطراف أوروبية أخرى.. كما كانت هناك زيارات لبعض القيادات إلى الولايات المتحدة الامريكية.

* تأسس الحراك الجنوبي ليحمل قضية الشعب الجنوبي… ما كان دوركم فيه… وهل كان الحراك هو الوحيد الذي يطالب برحيل الشماليين؟
■ ليست هناك مطالبة برحيل الشماليين.. بل ،بتحرير واستقلال، الجنوب العربي وبناء دولته. والحراك تأسس بعد مخاض بدأ بحركة مطلبية ردًا على فصل عشرات الآلاف من الجنوبيين المدنيين والعسكريين من وظائفهم… ومن بقي من الجنوبيين المتعاونين مع النظام تم تهميشهم بتعيينهم في مناصب لكن لا قرار لهم… ثم تطورت هذه المطالبات خاصة بعد اعلان التسامح والتصالح بين الجنوبيين من جمعية أبناء ردفان… وفي 7 يوليه 2007م تم إعلان، من قادة عسكريين ومعهم مدنيين، الحراك الجنوبي المطالب بتحرير واستقلال الجنوب وبناء دولته.. والحراك عند إعلانه لم يكن كياناً تنظيمياً وإنما تحرك جماهيري شعبي… ولم يكن لنا كحزب رسمي، ولا لغيرنا من أمثالنا دور رسمي لأنه كما أسلفت ليس له إطار يجمع كيانات…. إنما من قياداتنا وشبابنا كانوا ضمن الحراك من البداية.. وتمت محاولات من قيادات حراكية تأطير الحراك فتم إنشاء المجلس الوطني كذلك اتحاد شباب الجنوب وغير ذلك مما تم تشكيلها من مجالس وجبهة ومنظمات نسوية وشبابية.. وكلٌ ساهم بما يستطيع لدعم فعاليات الحراك التي كانت رائعة وأثبتت روح شعبنا التواقة لحريته عبر تضحيات بالروح ويتلقون الرصاص وهم عزّل.. وللإنصاف أن أكثر من كان يقدم الدعم للحراك هم أهلنا في يافع.. الذي يجمعونه من مصاريفهم وقوتهم..

* الجنوبيين أو من خرجوا إلى الشوارع قبل الثورات العربية… لماذا لم تحققوا مطالبكم حتى الآن؟
■ ماسُمي بالربيع العربي هو قضية تغيير حاكم، ربما بمثله أو أسوأ منه… وتجييش الجماهير التي تعرضت لمظالم… ومع هذا… أين نجح هذا الربيع؟! وما إنجازاته؟! مئات الآلاف من الضحايا من الأطفال والنساء والرجال وملايين المشردين… ودمار لم نشهده في بلداننا من قبل. أما قضية الجنوب العربي فهي قضية وطن واستقلال وبناء دولة والتمسك بهوية… ومع ذلك تحقق قضيتنا نجاحات وانتشار… ولأننا أصحاب قضية وجادون في إنجاحها فأراضينا تم تحرير معظمها من الإحتلال اليمني بدعم من التحالف العربي.. في حين أن إخواننا في اليمن الشقيق لم يحرروا محافظة واحدة كاملة رغم أن ما تم تسخيره لهم من دعم من التحالف، مالاً وسلاحاً وقوة جوية ضاربة ودعم لوجستي، في محافظة واحدة يفوق أضعافاً كل ما احتاجه الجنوب لتحريره.

* خلال فترة مقاومتكم لحكم الشمال كان هناك تلاقي بينكم وبين الحوثيين في أنكم تتعرضون للظلم من حكم صالح… هل كان الحوثي يطمح للحكم في اليمن؟
■ نحن لم يحدث تلاقي بيننا وبين الحوثيين… إنما بعض قيادات الحراك ممن كانوا في سجون الإحتلال وجدوا في السجون حوثيين وأبدوا تعاطف مع الجنوبيين… لكن عندما سيطروا على صنعاء كانت عينهم على عدن… وحشدوا واحتلوا عدن وبعض مناطق جنوبية لكن شعبنا ومن ضمنه من التقوهم في السجون كانوا لهم بالمرصاد وأخرجوهم من الجنوب.
والجدير ذكره، أني في لقاء تلفزيوني مباشر من قناة الحدث-العربية حذرتهم من الاقتراب من الجنوب.. وقلتُ لهم إن حاولتم احتلال الجنوب سنقاتلكم ولو بأظافرنا.. وإذا دخلتوا الجنوب بالقوة ستخرجون منه بالقوة كما حدث للمتوكل اسماعيل في الدولة القاسمية.

* بعد العام 2011 وإبعاد صالح عن الحكم… لماذا دب الخلاف داخل الكتل السياسية الجنوبية وعلى رأسها الحراك الجنوبي؟
■ الإختلافات تحدث حتى في الكيان الواحد… لكن لم تحدث خلافات بين كتل سياسية.. أما الإختلافات والتباينات فأمر طبيعي.

* برأيكم هل تفرق دم القضية الجنوبية بين القوي الداخلية والخارجية حتى أصبح تحقيق حلم عودة الدولة بعيد المنال إن لم يكن مستحيل؟
■ دم القضية الجنوبية أغلى من أن يسمح شعب الجنوب العربي بأن يسفك… أما هدف استقلال الجنوب العربي وبناء دولته فإنه بكل الحسابات العلمية السياسية بإذن الله سيتحقق… والقراءة تقول ان مناطق المصالح المشتركة مع الإقليم والعالم هي في الجنوب العربي…. وتحقيق وصيانة تلك المصالح يحتاج أمن واستقرار…. فهل سيتحقق هذا دون تحقيق شعب الجنوب العربي لأهدافه التي قدّم في سبيلها خيرة أبنائه… ولا زال يقدّم؟!!

* هل تعرض الرئيس الراحل صالح للخداع وسلم اليمن للحوثيين وعندما أدرك ذلك تم قتله؟
■ من خدعه؟! علي عبدالله كان من أشطر الساسة على المستوى العربي… وغلطة الشاطر بألف غلطة.

* برأيكم الحرب الدائرة اليوم … من يقف ورائها؟
■ الذي تسبب فيها الحوثيون…. والذي سيعرف كيف يوقفها….غيرهم.

* برأيكم لماذا تفشل كل مساعي السلام … هل تحولت اليمن إلى ساحة لتسوية الخلافات بين قوى في المنطقة… يدفع اليمنيين ثمنها من دمائهم؟
■ تضافرت أسباب عدة لفشل مساعي السلام السابقة ويأتي في مقدمتها الفساد في الدولة اليمنية الذي يستفيد أهله من استمرار الصراعات.

* السعودية والإمارات قادت تحالف عسكري لإعادة الشرعية في اليمن منذ 4 سنوات، ومع ذلك الشرعية تقف على أبواب الجنوب وصنعاء لم تتحرر… من يريد استمرار الحرب؟
■ كل مستفيد منها سيعمل على استمرارها بكل ما يستطيع… وفوائد مثل هذه الحروب متنوعة. منها مادية أو نفوذ أو خسارة للخصم أو إضعاف له….إلخ.. يقولون أنه يمكن أن يتم تحديد توقيت بدء الحرب لكن يتعذر تحديد توقيت إنهائها لأن خصمك يشاركك قرار إنهائها.

* توصيفكم للوضع الحالي في المدن الجنوبية وهل الجنوب مقدم على حرب أهلية؟
■ بإذن الله، الجنوب العربي لن تقوم فيه حرب أهلية… نخشى من هذا على إخواننا في اليمن الشقيق، نسأل الله أن لا تحدث فيه.

* مستقبل الحوثيين في اليمن وهل يمكنهم التعايش في ظل نظام متعدد الثقافات؟
■ إن كانوا على المذهب الزيدي المعتدل الذي عرفناه في علماء صنعاء فيستطيعون التعايش حتى مع ديانات أخرى.. وعليهم أن يلتزموا بفتوى علماء اليمن عند الوحدة بإلغاء شرط البطنين في الولاية وهو ما أقره كبار علماء الزيدية وأصدروا به بياناً.

* تطور تسليح الحوثيين وطالت صواريخهم مناطق آمنه في السعودية والإمارات رغم الحصار المطبق من جانب التحالف … بخبرتكم العسكرية من أين جاءت صواريخ الحوثيين؟
■ لا يوجد شيء اسمه “حصار مطبق”…وفي بلد لها حدود بحرية وحدود برية بهذا الطول… وفي أوساط وطرق يحرسها فقراء لا تكفيهم رواتبهم طعام أسبوع… أما من أين تأتيهم الصواريخ؟ فالعالم يقول من إيران… أما رواية أنهم يصنعونها هم فلا تستقيم على أي أساس.

* الحرب في اليمن تزامنت مع مشاريع يتم تنفيذها في الشرق الأوسط وبشكل خاص في المنطقة العربية … هل هناك علاقة بين ما يحدث في فلسطين بحرب اليمن؟
■ كل قضايا المنطقة متشابكة وأحيانًا تتشابك بعضها مع قضايا خارج المنطقة.

* برأيكم لماذا لم ينقذ التحالف صالح عندما استغاث بهم ضد الحوثيين قبل أيام من مقتله؟
■ ليس لدي علم بأنه استغاث بالتحالف قبل أيام من مقتله.. وإن صح أنه فعل فيفترض أن يتم التخطيط والترتيب لهذا قبل فترة كأحد الإحتمالات أما شغل آخر لحظة ليس بهذه السهولة.

* ما هى المبادرة التي يمكنكم القبول بها كجنوبيين إذا ما جلس المتحاربون للتفاوض؟
■ الشعب الذي يضحي بقوافل شهداء من أجل تحرير واستقلال وطنه لا يُطلب منه تقديم مبادرات لحلول دون مطالبه…. ومن لديه من الأطراف اليمنية أي مبادرة يطرحها وسنستمع جيداً له… وسنناقش… وكلٌ يطرح حججه… ثم بلا شك سنخضع في النهاية لميثاق الأمم المتحدة والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية…الخ، وهما عهدان ملزمان طبقًا للقانون الدولي المعاصر.

*هل الدولة المستقلة خيار أوحد؟
■ هل لدى أحد خيار آخر؟!! لا نريد أن نكرر تجربة إريتريا… من عهد الإمبراطور هيلاسلاسي إلى نهاية عهد منجستو هيلاماريام.. حوالي 40 سنة من الصراعات والدماء… ثم حوالي عشرين سنة أخرى صراعات بين إيرتريا وأثيوبيا… انتهت هذا العام في الرياض في المملكة العربية السعودية… ولا نعتقد أن إخواننا في اليمن الشقيق يبحثون عن صراع مع إخوانهم في الجنوب العربي لتكرار التجارب الفاشلة… فنحن حريصون على علاقات متميزة بين الدولتين وصيانة المصالح للجميع في الجنوب العربي… وأن يكون التنقل متاحًا بين الدولتين…إلخ.. وندرك أن هناك علاقات إنسانية وعلاقات مصالح مشتركة بين اليمن الشقيق والجنوب العربي.. ونرى ليس فقط استمرار تلك المصالح والعلاقات بل تطويرها وصيانة كل المصالح المشروعة المتبادلة سواء كانت خاصة أو عامة.

* هل تحبذ عودة القيادات التاريخية للجنوب لقيادة المرحلة السياسية الحالية في عدن؟
■ الجنوب العربي لكل أبنائه وليس من حق أحد إقصاء أي جنوبي عن وطنه… ومن يختاره شعب الجنوب العربي سنضعه على رؤوسنا.

* متى تنتهي الحرب في اليمن … وهل النهاية مرتبطة بملفات أخرى في المنطقة؟
■ أظن سبق سؤال مماثل.

* كيف تنظرون إلى دعوة وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين بوقف الحرب في اليمن..؟ وما أثر ذلك على قضيتكم الجنوبية؟
■ لا يوجد عاقل لا يتمنى حقن الدماء.. وسبق أن قلنا في مناسبات سابقة، أننا مع حقن الدماء.. وبالتالي فإن ما طرحه وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيان تطور هام يؤسس لحقن الدماء ومعالجة الأزمة الإنسانية الحادة وإيجاد مخارج حقيقية لقضايا اليمن وقضية الجنوب العربي مانعة لتجدد أي صراعات مستقبلية. كما يعلم الجميع أن قضية الجنوب العربي هي سابقة للربيع وللخريف العربي ولقضية الصراع الحالي في اليمن الشقيق. ونرى أهمية طرح كل تلك القضايا والتفاوض حولها بموضوعية وفق ميثاق الأمم المتحدة والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانون الدولي المعاصر مع حل إشكالية الصراع على السلطة في صنعاء حلًا يمنع وجود أي سلاح متوسط أو ثقيل في غير يد الدولة. ونؤكد على أهمية الحفاظ والصيانة للمصالح المتبادلة بين كلٍّ من اليمن الشقيق والجنوب العربي وبين الإقليم والعالم. والكل يدرك أن دون هذا الحل سيبقي عوامل الصراع وغياب الأمن والاستقرار والتنمية قائمة. وأنتهز هذه الفرصة لنؤكد على أهمية التعاون من الجميع مع بعثة الأمم المتحدة بقيادة السيد مايكل جريفيثس ودعم جهوده للوصول إلى حل سلمي لتلك القضايا بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن والجنوب العربي والمنطقة والعالم. مع إشادتنا بدور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور واضح من الامارات العربية المتحدة، ودعمهما لتجاوز المحنة الإنسانية التي تسبب فيها الانقلاب والفساد في السلطات في اليمن والجنوب العربي، كما نشيد بدور كل دول التحالف العربي. ولولا وقفة التحالف لردع تلك التصرفات ولدعم الحرب على الإرهاب لكانت الصورة أكثر سوءًا. ولا أنسى أن أكرر ما سبق أن قلته في مناسبات أخرى أن ما تعانيه المناطق المحررة في الجنوب العربي وغيره من أزمة معيشية حادة وتلاعب في أقوات الناس وأمنها وفي تردي الخدمات نتيجة الفساد الواضح للعيان، كل ذلك أمر مرفوض فقد تحمّل شعبنا كل أنواع الظلم والجوع والخوف وقدّم قوافل من الشهداء تعاني أسرهم وقوافل من الجرحى يعانون من جراحهم، كل ذلك مرفوض ومدان بكل الشرائع.

 

مصدر الحوار – موقع سبوتنيك

شاهد أيضاً

قيادي في حزب الرابطة لوكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك):
لا استقرار دون دولة مستقلة في الجنوب

قال فضل محمد ناجي عضو اللجنة التنفيذية بحزب رابطة الجنوب العربي الحر : ”إن الشرعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *