معالي السيد بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة الموقر
تحية طيبة..
استلمنا رسالتكم، أمس 23 مايو 2015م، المؤرخة بـ:22 مايو 2015م، المتضمنة دعوتكم لي إلى جنيف، سويسرا للفترة من 28 مايو إلى 1 يونيو 2015م، لحضور المشاورات المعمّقة حول سبل مساعدة اليمن على الخروج من أزمتها الراهنة.
وإذ أشكر لمعاليكم دعوتكم، فإنني أعبّر عن استعدادنا الدائم للتعاون مع المجتمع الدولي لما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في بلادنا – الجنوب العربي – ومنطقتنا والعالم، كما أعبّر عن ترحيبنا لجهودكم الرامية إلى تحقيق العدل وصيانة حريات الشعوب وحقوقها وإنفاذ إرادتها طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي المعاصر؛ إلا أنه يتعذر علينا – الآن – حضور تلك المشاورات في جنيف للأسباب التالية:
1) ضيق الوقت.
2) عدم معرفة المرجعية.
3) عدم معرفة أطراف الحضور وكذلك جدول الأعمال.
4) المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه، بل يأتي المعتدي دون أن ينفّذ قرارات مجلس الأمن الملزمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولا حتى يعلن استعداده لتنفيذها. ومستمر في بلادنا – الجنوب العربي – في اعتداءاته بالقتل للمدنيين من الأطفال والنساء والرجال والترويع للآمنين، والتدمير للمدن والبنية التحتية للخدمات العامة، والتمدد بميليشياته والألوية العسكرية المتمردة، ومنع عمليات الإغاثة بالأدوية والغذاء، وغير ذلك من الأعمال التي يحرمها ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية المعاصرة؛ حتى أن الأوبئة قد بدأت تنتشر في مدننا المدمرة خاصة في عدن ولحج وأبين.
ونتمنى عليكم إرسال لجنة تقصي حقائق إلى الجنوب العربي وبالذات إلى مدن عدن، الحوطة(عاصمة لحج)، الوهط، الضالع، وزنجبار (عاصمة أبين)، وعتق (عاصمة شبوة)، وذلك لتقف على هول الدمار والمأساة التي حلّت بهذه المناطق.
كما ولا شك تعلمون، معاليكم، أن قضيتنا في الجنوب العربي هي قضية وطن يُستباح منذ حرب 1994م، ويُكرَّس احتلاله بالعدوان والممارسات الحالية تحت مبررات لا أساس لها بل يقف وراءها متنفذو السلطة السابقة في صنعاء وشركاء العدوان الحالي.
إن قضية الجنوب سابقة لأزمة الصراع الحالي على السلطة في صنعاء. وتجلّت قضية الجنوب في حرب 1994م التي انتهت باجتياح الجنوب وتحويله إلى أرض محتلة من قِبل السلطة في صنعاء التي مارست كل أساليب الاحتلال. وتُكرَّس تلك الممارسات، اليوم، بهذه الحرب العدوانية التي تشنّها ميليشيات الحوثي والألوية العسكرية المتمردة التي يحركها الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي شنّ حرب 1994م على الجنوب. والملاحظ أنه في كلا الحالتين [حرب1994م والحرب الحالية على الجنوب] لا يلتزم المعتدون بقرارات مجلس الأمن.
وناضل شعبنا مستخدماً كل أنواع النضال السلمي من مسيرات مليونية واحتجاجات واعتصامات وواجهته السلطة وأعوانها بالرصاص الحي وكل أنواع القمع، وقدّم شعبنا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى متمسكاً بأسلوب نضاله السلمي الحضاري حتى جاء العدوان الجديد بالحرب على الجنوب منذ مارس هذا العام؛ ودافع – ولايزال يدافع – شعبنا عن أرضه وعرضه ونفسه وكرامته في مقاومة باسلة بأبسط أنواع الأسلحة والامكانيات ضد جحافل الغزو الجديد الذي يستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة؛ ومرة أخرى قدّم شعبنا، ولازال يقدّم، آلاف الشهداء والجرحى والأسرى دون أن نسمع من المجتمع الدولي إدانة لهذا الغزو ولتلك الممارسات مما جعل الغزاة يستمرؤن أعمالهم الإجرامية ضد شعبنا حتى اللحظة.
وشعبنا في الجنوب، في كل نضاله هذا، يستهدف تحرير أرضه ونيل استقلاله وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كل أرضه بحدود ما قبل 22 مايو 1990م. وهذا حقه المشروع طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي المعاصر.
نكرر حرصنا على التعاون مع الأمم المتحدة والشرعية الدولية بما يحقق الأمن والاستقرار والسلام في بلادنا ومنطقتنا والعالم وبما يحقق الالتزام والاحترام لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي المعاصر كمرجعية لأي حوارات أو مشاورات أو مؤتمرات أو لقاءات. كما نرى أهمية إشراك مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في رعاية المؤتمرات واللقاءات والمشاورات حول القضية اليمنية وقضية الجنوب العربي.
شاهد أيضاً
عدن محافظة منكوبة
بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …