عبدالرحمن الجفري : نريد وطنا نستحقه لا وطنا نسحقه … ونريد أن نكون لشعب نخدمه لا لشعب نستخدمه

بسم الله الرحمن الرحيم

◼ نزف لشعبنا الجنوبي العربي التهاني ومؤشرات البشارات في هذه الذكرى العظيمة… ذكرى ثورة 14 أكتوبر، التي جاءت تتويجا لنضال شعب الجنوب العربي لتحقيق استقلاله اﻷول ووحدة الجنوب ،أرضا وإنسانا، ونترحم على أرواح شهداء الجنوب في كل مراحل نضال شعبنا قبل اﻹستقلال اﻷول وحتى يومنا هذا الذي يناضل فيه شعبنا لتحقيق استقلاله الثاني بإذن الله.

◼ كما جاءت هذه الذكرى وشعبنا حقق انتصاراته العظيمة على الغزو الحوثفاشي الباغي… ويستكمل تحقيق انتصاراته على بقية الفلول…واﻷهم تحقيق اﻹنتصار اﻷعظم على النفس واﻷنانيات التي هي اﻷخطر على قضية شعبنا ومستقبله.

◼ ولا يمكن إلا أن نذكر بالشكر والعرفان والوفاء الموقف العظيم “لعاصفة الحزم ” ثم “عودة اﻷمل” بقيادة المملكة العربية السعودية ودورها الهام ،عسكريا وإغاثيا، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وساعديه ؛ولي عهده صاحب السمو الملكي اﻷمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي اﻷمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود …والدور اﻹستثنائي لدولة اﻹمارات العربية المتحدة بقيادة رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وساعديه ،نائبه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهده نائب القائد اﻷعلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكل دول التحالف الشقيقة. لقد شكل هذا التحالف العظيم تحولا استراتيجيا في تاريخنا المعاصر كسياج يحمي المنطقة من استباحة تدخلات خارجية كانت ستعصف بحاضرها ومستقبلها.

◼ ياشعبنا الجنوبي العربي العظيم … يشهدالله أنه لولا ظروف خارجة عن إرادتي وعن رغبتي لما غبت ولعدت في بداية الغزو ولكن كنت في ذلك الوقت في خدمة القضية… وقام شعبنا بكل فئاته وزملاؤنا وأبناؤنا ،في كل الجبهات، بمقاومة أسطورية شهد الجميع أنها كانت مفتاح النصر على الغزاة البغاة.

◼ ولولا الظروف الخارجة عن إرادتنا لكنت ، وكثير من القيادات الجنوبية ،في عدن منذ عيد الفطر المبارك… لكن بإذن الله ستنجلي هذه الظروف وقريبا سنكون في عدن النور وباقي مناطق جنوبنا العربي الحبيب.

◼ وعلينا جميعا السعي الصادق لتوحيد الصف الجنوبي من أجل تحقيق هدف شعبنا الجنوبي وهو “إتمام تحرير واستقلال جنوبنا وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل أرض الجنوب بحدوده المعروفة دوليا … “.

◼ إن مفتاح انتصار قضيتنا الحاسم هو أن ندرك أن علينا أن نقبل ببعضنا بعضا وننقاد لبعضنا دون تسابق على أي نوع من المناصب فشعبنا قدم قوافل من الشهداء والجرحى من أجل الجنوب وبناء دولته، وليس من أجل أحد منا، وعلينا أن نكون أوفياء لهذه التضحيات.

◼ وبصرف النظر عن من يتم اختياره ليتصدر ،بكفاءة وصدق وإخلاص ومن اي جهة كان أو جماعة أو منطقة، فعلينا جميعا أن نكون عونا له وفريقا واحدا معه حتى تحقيق هدف شعبنا الجنوبي وحقه في تقرير مصيره واختيار نظام دولته ونظام حكمه ودستوره ومؤسساته التشريعية والتنفيذية.

◼ أكرر ما قلناه وكررناه مرارا ، وأؤكد عليه في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة…” فليتوقف الجميع عن هذا السباق المحموم على الجنوب… ولنتجه جميعنا إلى السباق الواعي واﻹيجابي من أجل الجنوب العربي وشعبه… وليكن سباقنا في التنازل لبعضنا بعضا، ليس عن هدف شعبنا، بل عن رغبات وأهواء نفوسنا في الصدارة والتي يجب أن نحولها إلى نوايا صادقة في خدمة وطننا الجنوبي وشعبنا وهدفه وبناء مستقبل أجياله وتأهيل شبابه وإفساح المجال لهم لقيادة المستقبل.

◼ كما أنه من الضرورة القصوى الإدراك الواعي ﻷهمية المرحلة ولحتمية التناغم مع محيطنا العربي لنساهم معا في صيانة منطقتنا وعالمنا العربي من التدخلات الهادفة إلى تمزيق نسيجه ونشر الفتن في ربوعه.

◼◼ وأكرر ما كررته عشرات المرات ،عن ثقة ويقين بالله ثم بثبات وتصميم شعبنا و بصواب الحسابات البديهية لمجريات اﻷمور، أن دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة حتما قادمة بإذن الله وعونه… فلا نضع أمامها المعيقات ونرفع كلفتها فوق ما قد دفع شعبنا من تضحيات … ولنرتقي إلى مستوى تلك التضحيات التي تستحق منا كقيادات أن نقدرها ونحني رؤوسنا لها فليس ﻷي منا ،كقيادات، أن يدعي حقا فيتنازل عنه بل هوى نفوس يجب تركه.

◼◼ يجب أن يكون هدفنا جميعا جنوبا يتسع لكل أبنائه وتتسع قلوب أبنائه لبعضهم… نريد وطنا نستحقه لا وطنا نسحقه… ونريد أن نكون لشعب نخدمه لا لشعب نستخدمه… فشعبنا سيد نفسه وليس قاصرا ولن يقبل أن يستخدمه أحد.

◼◼ إن علينا أن نغادر مرحلة “التنازع من أجل بقاء الذات” التي دمرت وطننا… وأن نتجه إلى مرحلة “التعاون من أجل بقاء الوطن” اﻵمن المستقر النامي… وان نضعه في حدقات أعيننا ونبضات قلوبنا فيضعنا في المكان اللائق ،به وبنا، بين شعوب ودول منطقتنا التي أكدت اﻷحداث، ما كنا نطرحه طوال تاريخنا، أن مصيرنا من مصيرها وأمننا من أمنها.

وكل عام وشعبنا الجنوبي في خير وعلى خير وإلى خير فقد اجتمعت مناسبتان ،14 أكتوبر وأول أيام سنتنا الهجرية الجديدة التي نرجوا الله أن تكون سنة الخلاص وبدء بناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة.

الجنة لشهدائنا في كل المراحل..
الشفاء للجرحى …
الحرية لﻷسرى وفي مقدمتهم عميدهم أحمد المرقشي.
والله من وراء القصد.

عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والإستقلال (الهيئة).

رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
غرة محرم 1437هج
14 أكتوبر 2015م

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *