بسم الله الرحمن الرحيم
إن جريمة الاغتيال لأحد مسئولي الهلال الأحمر الإماراتي في عدن، ليس عملا إجراميا فقط بل نقطة سوداء في وجوهنا جميعا كجنوبيين، بصرف النظر عن من قام بهذا العمل المشين. جاء رجال الإمارات ودول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، عسكريين ومدنيين، ليقفوا مع شعبنا ويقدموا أرواحهم وتختلط دماؤهم مع دماء أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية… ويقدم المدنيون منهم الإغاثة العلاجية والغذائية والدراسية والمشاريع الخدماتية بكل أنواعها فتأتي أياد آثمة مجرمة لتمارس الإرهاب ضدهم في وضح النهار ويختفون!! أليسوا في أرضنا ويعملون في ظل ظروف صعبة وخطيرة؟! ألسنا جميعا كجنوبيين مسئولين أخلاقيا عن سلامتهم؟! أيكون القتل والإجرام بديلا عن الشكر والعرفان…؟!! لن يقبل شعبنا أن يستمر المجرمون في ممارسة إجرامهم دون ردع وموقف رافض لهذا الانفلات الذي يشكل طعنا للجنوب وشعبه.. ولن يقبل شعبنا أن تستمر الإغتيالات في ابنائه و أيضا تلك الممارسات المعطلة للتعليم في حرم جامعته وكلياتها…. ولن يقبل أن يأتي من ينصب نفسه وصيا على شعبنا من خوارج العصر بإسم الدين.
عذرا إمارات الخير… عذرا تحالف أمة العرب والحزم… سيستمر شعبنا، معكم وبكم، حاضنا شعبيا لكم… وما يحدث من أعمال إرهابية ليس من شعبنا ولا من أخلاقه بل وافد غريب عنا وفد إلينا من قوى الغدر والاحتلال منذ حرب 1994م ولم يعرفه جنوبنا العربي في تاريخه… فشعبنا من نشر سماحة الإسلام ، في أكثر من ثلث العالم الإسلامي اليوم، دون قطرة دم واحدة… وشعبنا تربى على المروءة والأخلاق والقيم الأصيلة وتلك الممارسات الإجرامية ليست من الدين ولا من المروءة والأخلاق والقيم الأصيلة.
ونثق أن شعبنا ،بمقاومته الجنوبية الباسلة وكل قوى الخير، سيقف ضد هذه الممارسات وسيتعاون مع الجميع في تحقيق الأمن والاستقرار، أساس كل بناء، ولن يقف متفرجا وهو يرى من يعيثون فسادا في جنوبنا وفي شوارع عاصمتنا ،عدن النور، بل سيقف في وجوههم وسيقاومهم كما قاوم الغزاة الذين أرسلوهم، ليكملوا ما أرادوا تدميره في جنوبنا من قيم… وليكمل الفاسدون الذين زرعوهم بيننا ،تدمير كل جميل في حياتنا ومجتمعنا… وليشوهوا صورة جنوبنا وشعبه في محاولة فاشلة ويائسة لمنع تحقيق شعبنا لهدفه في استكمال تحرير أرضه ونيل استقلاله وبناء دولة الجنوب العربي القادمة القادمة القادمة حتما بإذن الله وعونه… وما ضاع حق وراءه شعب عظيم كشعب الجنوب العربي…. رغم كل المعاناة.
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري أبوظبي، 17|18 أكتوبر 2015م