– أصحاب الفخامة رؤساء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن
– مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية
– الأمين العام للأمم المتحدة
– مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن
– الأمين العام لجامعة الدول العربية
– الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
– رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي
– رئيس البرلمان الاوروبي
في غمرة احتفالات شعبنا في الجنوب العربي بالذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال الجنوب العربي (وفق نص اتفاقية الاستقلال 29 نوفمبر 1967م) عن الاستعمار البريطاني.. اسمحوا لنا أن نتقدم إلى مقامكم الكريم بهذه المذكرة التي تمثل توجه الغالبية الساحقة من شعب الجنوب العربي:
1. إننا على ثقة أنكم تدركون أن القضية الجنوبية أساس ﻷي استقرار مرجو في المنطقة.
2. أنها قضية عادلة وسبقت كلَّ التداعيات التي تصاعدت في صنعاء وما تلاها من أحداث.
3. أن شعب الجنوب العربي قدّم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين خلال نضال سلمي حضاري منذ احتلال حرب 1994م.. وتصاعد هذا النضال منذ 2007م بانطلاق حراكه الثوري الشعبي السلمي الذي شاركت فيه كلُّ فئات شعب الجنوب.
4. تبلورت أهداف شعب الجنوب العربي، من خلال مليونياته السلمية، في تحرير وطنه الجنوبي واستقلاله وبناء دولته الجنوبية العربية الفيدرالية الجديدة الديمقراطية المدنية على كامل أرضه بحدودها المعروفة دولياً قبل 22 مايو 1990م مع اﻷخذ في اﻹعتبار اﻹتفاقيات الدولية ذات الصلة.
5. جاءت حرب 2015م التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات صالح، بعد انقلابهم على الشرعية في صنعاء، لتستهدف تلك المليشيات والقوات ترسيخ اﻹحتلال للجنوب العربي بشكل بربري ووحشي وتدميري.. وانتهكت كل القوانين الدولية بارتكاب جرائم حرب ينبغي محاكمة المسؤولين عنها في المحاكم الدولية.. فانتفض شعبنا الجنوبي ذاتياً في مقاومة سطرت ملاحماً في النضال.. ثم جاء الدعم من اﻷشقاء في التحالف العربي، من خلال عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل، بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.. وتمكن شعبنا الجنوبي، بمقاومته الوطنية الجنوبية وبكلِّ فئاته، من دحر الإحتلال في معظم محافظات الجنوب التي احتلها، بدعم اﻷشقاء في التحالف، الذين وجدوا في الجنوب حاضناً شعبياً آمناً، وبدور من الشرعية الرسمية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، بخطوة طلب تدخل اﻷشقاء ضد اﻹنقلاب ومن ثم ضد غزو البغاة للجنوب العربي.
6. إن شعبنا في الجنوب لم ولن يتخلى عن أهداف ثورته الحراكية السلمية التي توّجها بالمقاومة الوطنية الجنوبية التي هيأت النصر في الجنوب على الغزاة المحتلين.
7. إننا مع الحل السلمي لأزمة اﻹخوة في اليمن الشقيق وتثبيت شرعية الحكم فيه طبقاً للقوانين المحلية والدولية كسبيل ﻹنهاء اﻹقتتال فيه.. وفي نفس الوقت نؤكد أن الاستقرار الحقيقي في المنطقة لا يمكن الوصول إليه دون حل نهائي للقضية الجنوبية بما يحقق إرادة شعب الجنوب العربي وأهداف ثورته السلمية ومقاومته الوطنية الجنوبية الباسلة.. ووفقاً لميثاق اﻷمم المتحدة والقانون الدولي اﻹنساني. وأن أيَّ محاولة لفرض أيِّ شكل من أشكال الوحدة على الجنوب لن يقبل به شعب الجنوب العربي، وهذا الفرض، إن لا سمح الله حدث، سيعقّد اﻷمور أكثر وأشد.. وسيهدد اﻷمن واﻹستقرار.
8. إن ما حدث منذ احتلال 1994م للجنوب ثم ما حدث ويحدث في محاولة ترسيخ احتلال الجنوب منذ مارس 2015م قد بنى جداراً ضخماً من انعدام الود والثقة بين اليمن والجنوب العربي ولا يمكن تجاهله بحلول ترقيعية تفرض على شعب الجنوب العربي ارتباطاً في دولة واحدة مع اليمن الشقيق لا يقبلها الجنوب، فالجراح والحالة الموضوعية القائمة أصبحت أكبر من كلِّ تلك الحلول.. وما يطلبه ويهدف إليه شعب الجنوب هو حق مشروع يقرّه ميثاق اﻷمم المتحدة والقانون الدولي.. فهو مطلب حق واقعي وفي نفس الوقت يحقق أمناً واستقراراً في المنطقة.. فهي وحدة مفروضة ولم يسبق في التاريخ أن كان البلدان في دولة واحدة تسمى يمن.
9. إن الجنوب العربي لم يعرف هذه اﻷنواع من اﻹرهاب إلا من خلال هذه الوحدة.. فحرب 1994م على الجنوب شارك فيها المتطرفون بحشد علني ثابت وموثق.. وتم من ذلك الوقت دعم وزرع هذا الفكر الغريب على الجنوب بواسطة نظام صنعاء ومراكز نفوذه.. ولم نرَ عملياتهم اﻹنتحارية في الجنوب ضد اﻹحتلال اﻷخير لمليشيات الحوثي وقوات صالح ولكن رأيناه في الجنوب ضد من قاوم احتلالهم. ولم يكن ذلك إلا كمحاولة كاذبة وفاشلة ﻹلصاق اﻹرهاب بالجنوب بينما هو فكر مصدر من صنعاء.
من هنا نؤكد، كشعب الجنوب العربي، أننا تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً نرفض اﻹرهاب ولن يكون له وجود في دولة الجنوب العربي، القادمة بإذن الله، وأن وجوده في بلادنا متلازم باستمرار هذه الوحدة أو أيِّ شكل من أشكالها ﻷن تغذية معظم رموز هذا اﻹرهاب تمّت وتتم من خلال ارتباطهم برموز مراكز النفوذ في صنعاء من خلال أجهزتها في الجنوب.. وإن إنهاء ارتباط تلك الرموز وأجهزتها وبقايا مؤسسات دولتها، من خلال استقلال الجنوب وبناء دولته، سيقلّص هذا اﻹرهاب ويمكّن دولة الجنوب من القضاء عليه.
10. إننا نؤكد للعالم عدم قبول شعب الجنوب العربي ﻷيِّ اتفاقات أو حلول ترقيعية لقضية الجنوب العربي من خلال أيِّ لقاءات أو حوارات أو مشاورات أو مفاوضات بين المتصارعين على السلطة في صنعاء أو بحضور ممثلين عن الجنوب لا يمثلون أهداف قضيته المذكورة ولا يتمسكون بها.
11. إننا – كقوى جنوبية – على استعداد لتشكيل فريق حوار يمثل القضية الجنوبية بحق ويشارك فيه من كلِّ مكونات الجنوب السياسية وحراكه الشعبي الجنوبي السلمي ومن قيادات المقاومة الجنوبية الباسلة ومن شخصيات مستقلة.. وجميعهم ممن يمثلون توجه الغالبية الساحقة من شعب الجنوب الذين يتبنون القضية الجنوبية وأهدافها الواضحة في التحرير واﻹستقلال وبناء الدولة المدنية الجنوبية الفيدرالية الجديدة ويؤمنون بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره لإختيار نظام دولته ونظام حكمه.
12. نناشد ونطالب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس اﻷمن.. ونطالب اﻷمم المتحدة ونطالب الجامعة العربية ومنظمة التعاون اﻹسلامي ونطالب اﻹتحاد اﻷوروبي ونطالب منظمات المجتمع المدني في العالم.. أن يقفوا موقف الحق والعدل مع شعب الجنوب العربي.. وأن يساهموا في حل قضيته وفق إرادته التي تتوافق والمواثيق الدولية واﻹقليمية.. بل وتساهم في صيانة المصالح المشتركة.
13. إن بناء دولة الجنوب العربي، باﻹضافة إلى أنه حق مشروع لشعبنا، فإنه يحقق التالي:
13|1: هدم جدار الكراهية الذي بنته ممارسات اﻹحتلال اليمني ورسخته فظائع الحرب اﻷخيرة.
13|2: بناء جسور الثقة والمصالح المشتركة مع اﻷشقاء في اليمن.. وعلاقات تراعي وترعى خصوصية الصلات والمصالح بين البلدين، وبينهما وبين محيطهما الإقليمي العربي.
13|3: التناغم مع محيطنا اﻹقليمي العربي في الجزيرة العربية، وبناء العلاقات الخاصة بالعالم العربي والقرن اﻷفريقي.
13|4: تبادل المصالح مع العالم وصيانتها.
13|5: تأمين الطرق والممر الدولي البحري عبر خليج عدن وباب المندب بالتعاون مع اﻹقليم والمجتمع الدولي.
13|6: إعطاء أولوية للأمن والسلام في المنطقة والعالم وبالتالي محاربة اﻹرهاب بكلِّ صوره.
13|7: المساهمة الجادة في تحقيق اﻷمن والاستقرار في اليمن الشقيق وفي التنمية الشاملة فيه بكل ما نستطيع.
13|8: السعي للإندماج في المنظومة اﻹقليمية (مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، وتطويرها إلى كونفيدرالية ترسخ التعاون المشترك وتحافظ على سيادة واستقلال وحدود كل دولة من دوله.. واستيعاب اليمن الشقيق عند بناء دولته.
13|9: المساهمة مع المجتمع الدولي في كل ما يحقق اﻷمن والسلام الدولي القائم على العدل.
13|10: وقبل كلِّ هذا بناء دولة جنوبية عربية تتناغم مع أمتيها العربية واﻹسلامية والعالم و تقوم على منهج الوسطية والسماحة والمساواة والعدل الحر والحرية العادلة والتنمية المستدامة الشاملة والديمقراطية السوية.. والعلم والعمل.. وترتكز على اﻹنسان، من الجنسين، وتنميته وصيانة حقوقه.. وحماية البيئة والسفر إلى المستقبل بقيادات المستقبل الفتية المؤهلة.
14. إننا على ثقة بأن الجميع أصبح يدرك أن تجاوز شعب الجنوب العربي وقضيته وأهدافه لن يكون إلا كوضع الزيت على النار.. وإن شعبنا ينشد اﻷمن والسلام وبناء دولته المستقلة على كامل أرضه وقد عانى وقاسى الكثير وأن أيَّ مزيد من ظلمه وإهدار حقه وتجاهل حقه في التحرر والحياة لن يكون ممكناً فهو لم يعد يرهب ولا يقبل استمرار ظلمه وتجاهل حقه المشروع.. وهو شغوف لحياة حرة كريمة يصنعها في أرضه من خلال بناء دولته.. وشغوف لبناء علاقات سوية وراقية مع الجميع.. واستمرار ظلمه لن يجعله ييأس ويستسلم بل على العكس فإن ذلك سيدفعه إلى الثبات والصمود ومواصلة نضاله من أجل الحق المسلوب. ونثق أن أشقاءنا واصدقاءنا وأحرار العالم لن يخذلوا شعب الجنوب العربي الذي يحمل كل الود والوفاء والحريص كل الحرص على إقامة أرقى العلاقات والذي يعيش حالة أمل لن يقبل إنتكاستها.
ولا يسعنا إلا أن نشكر ونقدر تقديراً عالياً الجهود العظيمة التي بذلها ويبذلها التحالف العربي من خلال “عاصفة الحزم” ثم “عودة الأمل” بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الملموس للإمارات العربية المتحدة وباقي الأشقاء والأصدقاء، سواء في نصرة الحق أو في الإغاثة والإعمار وإعادة تأهيل الخدمات التي دمرها الغزاة. ولا ننسى دور اﻷمم المتحدة ومنظماتها ومنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها “مركزالملك سلمان” و”الهلال اﻷحمر اﻹماراتي والكويتي” والدور اﻹنساني “لأطباء بلا حدود”.
الجنة للشهداء.
الشفاء للجرحى.
الحرية للأسرى.
وتفضلوا بقبول خالص الشكر والإمتنان.. رعاكم الله.
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والإستقلال (الهيئة)
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
العاصمة عدن في:
29 نوفمبر 2015م