بسم الله الرحمن الرحيم
خسر ويخسر وطننا الجنوب العربي كل يوم الخيرة من ابنائه.. طوال الحرب التي شنّها البغاة على أهله وأرضه.. والتي لازالت قائمة بأدوات أخرى.. هي أدوات الغدر واﻹغتيالات التي تتخذ من الدين ستاراً والدين منها براء.. بل تلك اﻷدوات التي تتوالد كل فترة باسم الدين هي من يحارب الله ورسوله وينتهك محرمات اﻹسلام وأشدها حرمة هي الدماء التي حرمتها “أعظم عند الله من هدم الكعبة حجراً حجراً” كما قال المبعوث رحمة للعالمين.
تصاعدت أعمال القتل البشعة لتنال من خيرة الكوادر الجنوبية استمراراً لحرب البغاة.. فقتلت أهلنا من اﻹمارات العربية المتحدة الذين مدّوا ويمدون الخير لشعبنا والذين اختلطت دماؤهم بدمائنا في معارك الشرف، وقتلت الكوادر العسكرية والأمنية وأبطال من المقاومة الجنوبية ووصلت لمقام القضاء.. واليوم تمتد إلى ابن الجنوب العربي، ابن الشيخ عثمان، الكفاءة العسكرية العالية، والشجاعة النادرة، والنزاهة في عصر الفساد والفاسدين، والحب للوطن وخدمته.. محافظ عاصمة الجنوب وعاشقها.. والذي قَبِلَ المنصب من أجل عدن وهو يعلم أنه يضع روحه على كفيه.. إنه اللواء أركان حرب الشهيد جعفر محمد سعد الذي وصلت إليه يد الغدر، وهو يؤدي واجبه في تفقد عاصمته، ومرافقيه وحراسته الشهداء/فادي عباس العقربي، وطارق أحمد سالم عبيد، ومحمد عمر عبدالله العيدروس الدعله، ومحمد عبدالله زين، ومفيد عبدالحكيم منصر حسين، وفكري محمد عمر، ومحمد الجوما.
كان من وضع خطة تحرير عدن وأشرف ميدانياً على تنفيذها وتحقيق النصر فكان لا بد من استهدافه من الغزاة وأدواتهم.. وكان نزيهاً كنقطة من النقط البيضاء في ثوب الفساد اﻷسود فكان لا بد من إزالته.
يا شعبنا العظيم.. يكفي صمتاً على خوارج العصر أدوات صالح وأدوات غيره.. يكفي صمتاً على الفساد والعبث.. ويكفي تخاذلاً أمام اﻹرهاب.
إن ما يجري في كل الجنوب العربي عبث منظم وفساد يعظم أصحابه وإرهاب يسند أربابه ويستخدمه من أتوا به إلى أرضنا منذ التسعينات وبصورة علنية في حرب 1994م على الجنوب.. وهم أنفسهم ومعهم ذيولهم الجنوبية من يستخدمه اليوم في أرضنا الجنوبية.
إنها مهمة كل جنوبي من كل الفئات أن يقول لا للإرهاب والتطرف.. لا للفساد.. فهما آفتان تسندان بعضهما في بلادنا، وحربهما واجب ديني ووطني وإنساني بكل الوسائل.. وأولها التوعية الدينية الصحيحة.. إن الفساد واﻹرهاب هما العائقان الأساسيان أمام قضيتك يا شعبنا.. وهاتان الآفتان يستخدمهما ويشجعهما ويدعمهما كل من هو ضد الجنوب وقضيته وهويته واستقلاله وبناء دولته..
رحم الله شهيد الجنوب وشهيد الواجب الوطني اللواء ركن الشهيد جعفر محمد سعد، وحراسته الخاصة ومرافقيه الشهداء.. وعزاؤنا ﻷسرهم ولكل أحبائهم ولكل الجنوب.. ورحم الله كل شهداء جنوبنا وشفا الله جرحاه من كل فئاته.. وأعان الله شعبنا على تجاوز هذه الفتن والمحن.. والتحية للتحالف العربي بقيادة مملكة الحزم وتحية للدور المميز لإمارات الخير ولكل اﻷشقاء في التحالف.
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال (الهيئة)
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة)
عدن في 6 ديسمبر 2015م