بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءُُ عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم.
حق لهذا الشهيد المناضل الصامد البطل الصادق النزيه أن ينعاه كل الجنوب العربي، ببشره وحجره وشجره وأرضه وبحره وجباله وسهوله وسمائه، عرفته في عدن عندما شرفني بزيارته مع عدد من أخيار المناضلين … وترك أثراً في نفسي لا تمحيه الأيام.
هذا الشهيد العظيم، القائد الشيخ حريز الحالمي ، لم يمنعه سنه أن يكون في مقدمة صفوف النضال في الحراك الجنوبي السلمي وفي مقدمة أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية في القتال … لا يبحث عن دنيا ولا منصب ولا مال ولا جاه بل يبحث عن وطن…كان الأكثر نشاطاً وجهداً من شباب والأنقى سريرة والأعلى معنوية والأوثق ثقة في نصر الله، لشعبه وقضيته.
كان قدوة للشباب والرجال والكهول ، في كل صفات النقاء والإستبسال.
رحمه الله وتقبله في الشهداء وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نعزي أهله وذويه ونعزي أنفسنا وشعب الجنوب العربي وأرضه… ونسأل الله أن يعوض وطننا وشعبنا عن فقده … وستفتقده الصفوف الأولى قائداً عاملاً في كل ساحة نضال في الجنوب العربي والصفوف الأولى ، في كل معركة دفاعاً عن الجنوب وقضيته، قائداً مقاتلاً، رغم سنه ، ولن يفتقده السباق على المناصب القيادية التي يتسابق عليها الكثيرون.
أما المجرمون القتلة فلن يتركهم شعبنا يفلتون بجرمهم والذين سبق أن حاولوا اغتياله بالمتفجرات وجرحت قدماه … فصمموا في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وليلة من ليالي القدر أن ينالوا منه بعمل إجراميٍ آثم جبان.
رحمه الله ورحم كل شهداء جنوبنا العربي وأسكنهم في عليين وأنعم على جرحانا بتمام الشفاء وفك الله أسر أبطالنا.
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري.
23 رمضان 1437
28 يونيه 2016 م