بسم الله الرحمن الرحيم
* تحية إجلال لشعبنا الجنوبي العربي في ذكرى مجده بنيل استقلاله من استعمار بريطاني دام 129 عاماً.. قدم خلالها شعبنا التضحيات الجسام من دماء وتدمير لمنازل الثوار في مختلف مناطق الجنوب العربي على مدى عقود، ولازالت أطلالها إلى اليوم تشهد. وكان التتويج في مثل هذا اليوم من عام 1967م…
* وتتابعت المراحل حتى أُدخِل شعبنا في دوامة احتلال جديد أشد مرارة وهو ما صمم شعبنا على التخلص منه وحقق في هذا الاتجاه إنجازات كبيرة أولاً في ترسيخ قضية الجنوب العربي جماهيرياً وسياسياً، ثم على الأرض خاصة بعد الغزو البربري الأخير على الجنوب الذي حقق شعبنا انتصاراً واضحاً عليه بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور بارز للإمارات العربية المتحدة تحت مظلة دعوة الرئيس هادي وبدافع أساسي هو الدفاع عن بلادنا والمنطقة ضد الهجمة الإيرانية…
* والانتصار الذي تحقق في الجنوب العربي هو الانتصار الوحيد الواضح ولم يحقق مثيل له في اليمن الشقيق رغم الدعم اللامحدود الذي قدمه ويقدمه التحالف العربي.. وهو ما يؤكد الدور الأساس لإصرار شعبنا على تحقيق النصر لأن له قضية ولديه التصميم على انتصارها وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل أرض الجنوب العربي بحدوده المعروفة دولياً..
* وتكالبت قوى التآمر التابعة للمحتل لتخريب وتعطيل عمل الخدمات، كهرباء…ماء… وقود… صحة، كما تحركت خلايا الارهاب الموجه من مراكز نفوذ نظام صنعاء لزعزعة الأمن في الجنوب، ولازالت، رغم تحقيق انتصارات ملموسة في الناحية الأمنية.
كما حدث إخفاق في توفير السيولة المالية مما سبب ضنكاً معيشياً على شعبنا نتيجة العجز في توفير المرتبات لحوالي 4 أشهر.. وتعاني عدن النور وبعض المدن الرئيسية بصورة أشد، من هذا الضنك المعيشي الذي لم تعانِ مثيلاً له في تاريخها… مما جعل البعض، من خصوم الجنوب العربي وقضيته، يعتقد خاطئاً أن شعبنا سيركع وسيتنازل عن أهداف قضيته.. بينما هذه المعاناة ستدفعه للتمسك بصورة أشد وأقوى، فهو شعب لا يركع لغير الله.
* كما سعى ويسعى البعض من خصوم الجنوب العربي وقضيته لإثارة المناطقية وفتنها وشعبنا متمسك بمبدأ التصالح والتسامح ولن ينجر شعبنا لهذه الفتن المنتنة فأكثر من 80% من شعب الجنوب العربي لم يكن جزءاً من تلك الصراعات على السلطة ومغانمها ولن يكون جزءاً من إثارتها المدمرة…
* هناك الكثير من الجهود غير المنظورة، سياسياً، حققت اختراقات عديدة على المستوى العربي والدولي وستظهر آثارها بإذن الله.
* نؤكد ما سبق وطرحناه وكررناه أن دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة حتماً قادمة، بإذن الله، ولا يوجد سواها حل آخر يحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة.. وهي أيضاً تحقق المصالح للجنوب العربي. ولليمن وللمحيط الاقليمي والعالم.. فبلادنا تشكل الموقع الأهم في المنطقة، عسكرياً وأمنياً واقتصادياً ونقلاً وتجارة.
* أحيي الجهود التي تبذل لإعلان الكيان السياسي الجنوبي الذي يتبنى قضية الجنوب العربي وأهدافها الواضحة.. ونأمل بثقة أن لا يتم أي ارتجال بل بخطوات مدركة لكل العوامل المحققة للنجاح.. مع الاستفادة من كل ما هو إيجابي في الجهود التي سبق بذلها والرؤى التي تم طرحها ويتم البناء على ما هو إيجابي فيها، فذلك خير من أن كل تجربة تبدأ من الصفر.. وأن يتم تحاشي الإقصاء لأي جهة متمسكة بقضية الجنوب العربي وأهدافها الواضحة.
مرة أخرى لشعبنا العظيم، بحرائره ورجاله وشاباته وشبابه، التحية على هذا الصمود والثبات.
ولشهدائنا الجنة
ولجرحانا الشفاء بإذن الله
ولأسرانا الحرية
وما النصر إلا صبر ساعة.
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
30 نوفمبر 2016م