بسم الله الرحمن الرحيم
كارثة أخرى تحصد أرواح أبنائنا، في مساء أمس الذي يحيي فيه المسلمون ذكرى مولد الرحمة المهداة، من رب العالمين، سيدنا محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه.
جريمة وحشية نفذها انتحاري، فقد بوصلة إيمانه، في شباب ورجال مسلمين معتقداً أنه بفعله هذا يتقرب إلى الله ويرضي نبي الرحمة، ولكنه من “الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسَبُون أنهم يحسنون صنعاً” فحصد أكثر من 48 شهيداً وعدد كبير من الجرحى.
إننا إذ نستنكر وندين هذا الفعل الإجرامي اللاأخلاقي الدنيء المخالف للشرائع السماوية والروح الإنسانية، وإذ نعزي ذوي وآل شهدائنا ونترحم عليهم وندعو الله سرعة شفاء الجرحى، فإنّا نحمّل كل الجهات ذات العلاقة بجمع أبنائنا، دون أي احتياطات أمنية، كامل المسؤولية حول هذه المأساة، وهي الخامسة في أشهر معدودة، وذلك لتراخي وتقاعس تلك الجهات بمختلف اجهزتها عن القيام بواجبها في حفظ أمن وسلامة تجمع أبنائنا للغرض الذي جمعوهم من أجله.
لقد تكرر هذا الإهمال واللامبالة بأرواح أبناء شعبنا الجنوبي العربي، للمرة الخامسة، إبتداءً بمجزرة معسكر صلاح الدين وصولاً لمجزرة الصولبان ولم نشهد نتائج لأي تحقيقات أو محاسبة لأي مسؤول ولا نعلم إن كانت هناك تحقيقات قد تمت.. ونشهد لجنة قد تم تشكيلها للتحقيق في هذه المجزرة البشعة، والمطلوب أن تكون التحقيقات جادة ومعلنة خطواتها ونتائجها بشفافية كاملة وتحدد المسؤولية بوضوح ومن الجهة أو المسؤول عن هذه الإستهانة في تأمين أبنائنا؛ وهل سنجد قيادات ومسؤولين يُقدَّمون إلى محاكمات علنية، أياً كانت درجاتهم الوظيفية، أم أن الأمر سينتهي كالمعتاد ويطويه النسيان؟
كما أن من حق شعبنا أن يتساءل إلى متى هذا التجاهل والتساهل مع هذا الفكر التكفيري الإرهابي الذي يتحرك من يحملونه في أوساط أبنائنا، مسنوداً من أعداء شعبنا وقضيته من مختلف الجهات، ويستغلون ما يعانيه شعبنا من معاناة على كافة المستويات وما يمر به شباب شعبنا من ظروف فيصبحون صيداً سهلاً لمروجي الفكر الإرهابي الضال في مساجدنا وتجمعاتنا السكانية، وكأن هذا لا يعني أحداً من الجهات المختصة.
إن هذا التقاعس يستلزم تحركاً توعوياً، مجتمعياً، يشارك فيه العلماء وطلبة العلم من حملة المنهج الوسطي السمح الذي يمثل بحق صفاء ورحمة ديننا الإسلامي الحنيف والذي عرفته بلادنا لقرون طويلة ونشرت به الإسلام في ثلث العالم الإسلامي اليوم، مساحةً وسكاناً.
كما أن واجب النخب ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة، وكل الحراك المجتمعي كلٌ في مجاله، أن يؤدوا دورهم التوعوي، ليس فقط من خلال الندوات والمحاضرات والكتابات…إلخ، بل أيضاً بالنزول إلى التجمعات السكانية والدوائر والمؤسسات في السلطة، عسكرية ومدنية، لأداء الدور التوعوي المطلوب والذي تشكّل أهميته أساساً للدور الأمني من السلطة. ويشكّل دور حرائر الجنوب العربي محوراً أساسياً في هذا المجال.
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين وسائر الجنس الإنساني.
ورحم الله شهداءنا وعجَّل بشفاء جرحانا.
حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
عدن النور 11 ديسمبر 2016م