بيان | تحية لحضرموت التاريخ والقدوة

• هذا أسبوع القدوة في حضرموت التاريخ والغد.. وأسبوع العزة والكرامة في حضرموت.. وأسبوع العقل الشجاع والشجاعة العاقلة في حضرموت..
إنها مناسبتان عظيمتان تاريخيتان في أسبوع واحد..
• مناسبة الذكرى الأولى لتحرير ساحل حضرموت من الإرهاب المصدر إلى أرض السماحة والعلم والوسطية والغريب عنها.
كان الدور الأساسي فيه لقوات النخبة الحضرمية بقيادة اللواء فرج البحسني وإشراف المحافظ اللواء أحمد بن بريك ومشاركة كل القوى الوطنية في حضرموت وبدعم من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة والدور المميز للإمارات العربية المتحدة..
• والمناسبة التاريخية الأخرى هي إنعقاد مؤتمر حضرموت الجامع الذي يشكل علامة بارزة في تاريخ حضرموت المعاصر والجنوب العربي كله.
• إن حضرموت العلم والحضارة والوسطية والسماحة تواصل نهجها كقدوة، لا في الجنوب العربي وحده، ولكن على مستوى الأمة.. قيمياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.. بل وعسكرياً وأمنياً.
• وهي المنتج والقدوة لآليات التوافق حول مصالحها ودورها الرائد في الجنوب العربي وبنائه.
• حضرموت، نشأ في رباطها ونهض من رجالها من أهم قادة الحركة الوطنية للجنوب العربي.
• حضرموت قبل كل ذلك ومعه وبعده هي من نشر الإسلام في أكثر من ثلث العالم الإسلامي اليوم، مساحةً وسكاناً، دون قطرة دم.. وإنما بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والسلوك.. وحضرموت كانت ولازالت وستظل، بإذن الله، صاحبة المنهج المستوعب للإسلام، عقيدة ونهجاً وسلوكاً وقدوة.
• هي حضرموت الحضارة والتاريخ القادرون أهلها على التكاتف بينهم أولاً.. ثم إعطاء تجربة لغيرهم في باقي جنوبهم العربي، شرفهم وعزهم، ولا يقلل من ذلك صوت من هنا أو هناك يغرد خارج سربها.. ولا يؤثر على بهائها وعظمتها أو يعيق من مسيرتها كقدوة لكل أهلها في الجنوب العربي، والإجماع للأغلبية الساحقة من أهلها.. ولا يتأتى إجماع من لم يدرك بعد قدرها مع من يدركون.. وإرضاء كل الناس غايةٌ لا تدرك. والمرجو ترك الباب مفتوحاً لمن سيلتحق بركب حضرموت الخير والرجاحة.
• إن حضرموت، المستقبل، قد تقدمت الصف الجنوبي العربي “بجامعها” النموذج… والمأمول أن يتم تطبيق هذا النموذج الحضاري في كل محافظة من محافظات الجنوب العربي الأخرى بأعداد تتناسب مع كل محافظة، مساحة وسكاناً.. ويتلو ذلك المؤتمر الجنوبي الجامع، يضم المخرجات المحلية لكل مؤتمرات المحافظات ويستفاد من جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع ومن جهود غيرها أيضاً من الذين يتبنون أهداف شعب الجنوب العربي وثورته في التحرير والاستقلال وبناء دولته الوطنية.
• إن من لا يعرف ولا يدرك هو من يعتقد أن حضرموت القدوة وحضرموت العلم والوسطية والسماحة والاعتدال.. حضرموت التاريخ والعقل، يمكن أن تنعزل أو تنفصل عن الجنوب العربي .. فكيف يقول ذلك عاقل وحضرموت من مؤسسيه ورواده الأوائل؟ فهل ينفصل عاقل عن نفسه؟! وهل ينفصل الركن الأساسي عن مبناه ؟!
• لقد عانت حضرموت عقوداً من التهميش والصلف والظلم والقهر، والجميع عانى، لكن حضرموت صبرت ولم تشارك في الصراعات الدموية، ليس عجزاً بل حكمةً وحرمة للدماء، وتحملت الكثير.. واليوم تنتفض بأسلوب حضاري، هي الجديرة به والقدوة فيه، لإستعادة مكانتها وريادتها وحقوقها كاملة، والصراعات ليست من نهجها رغم قدرتها المتفوقة على خوضها لكنها تعفُ عن ذلك، فلتأخذ باقي محافظات الجنوب العربي هذا الدرس من قدوتها الكبيرة ومعلمتها حضرموت، ولتدرك باقي محافظاتنا إن الصراعات قد تحقق سلطة “مؤقتة” لجماعة بأسلوب القتل والدماء لكنها تورث دماراً وخراباً في النفوس قبل العمران وتخلفاً؛ ولا تدوم السلطة لمن استباحها واستولى عليها بالدماء والدمار.
• تحية لحضرموت التاريخ والحضارة والوسطية والسماحة، تحية للسلطان غالب بن عوض بن صالح القعيطي على موقفه الواضح والمعلن من قضية أهله في الجنوب العربي وحقهم في التحرير والاستقلال واستعادة الجنوب العربي.. وتحية لكل أهلنا الأخيار في حضرموت الذين يفتخر كل من ينتمي إليهم.. وتحية لكل من ساهم في تحرير ساحلها من الإرهاب المصدر.. وتحية لكل من ساهم في مؤتمرها الجامع.. والله موفقهم.

عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
22 أبريل 2017م