أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
قادة دول جامعة الدول العربية حفظهم الله ورعاهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
■ إن قمتكم الموقرة الـ29 التي ستنعقد، بمشيئة الله، غداً في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، تنعقد في ظرف دقيق أنتم أهل للتعامل معه، وفي مرحلة حرجة يمر بها أهلكم وأخوانكم وأبناؤكم في الجنوب العربي، واليمن الشقيق.
■ إننا نعيد التأكيد لتأييدنا للتسوية السلمية، التي يرعاها التحالف العربي والأمم المتحدة، للصراع الذي سببه الانقلابيون في اليمن الشقيق بدعم من إيران.
■ إننا نثق أنكم الأكثر إدراكاً لما عاناه ويعانيه شعب الجنوب العربي منذ اجتياح أراضيه عام1994م بواسطة قوات نظام صنعاء آنذاك والفرض بالقوة لوحدة مرفوضة لم تحدث استقراراً وإنما حروب ودمار، ولم يسبق في التاريخ أن كان الجنوب العربي جزءاً من دولة اسمها اليمن ولكن نحرص على علاقات اخوة مع اخواننا في اليمن الشقيق.. فشعبنا في الجنوب العربي يمر بمعاناة لم يواجهها في تاريخه، من انعدام الخدمات الضرورية وغلاء للأسعار وعدم انتظام دفع الرواتب وما يترتب على ذلك من آثار سلبية كارثية على كل المستويات.. بالإضافة إلى تصدير الإرهاب إلى الجنوب من رعاته من مراكز القوى السابقة واللاحقة في اليمن الشقيق. وقد قدّم شعبنا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل تحقيق أمانيه في استقلاله وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل أرضه بحدودها المعروفة دولياً، وجاء الغزو الأخير للجنوب العربي في مارس 2015م ليثبت شعب الجنوب العربي تصميمه وإصراره على الدفاع عن أرضه وعن ثغر الأمة العربية الجنوبي ضد غزو مدعوم من إيران شجّع قوى التطرف والإرهاب، وحقق شعبنا في الجنوب العربي الانتصار الحاسم بفضل الله ثم بفضل دعم دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؛ مما يؤكد عدالة قضيته وتصميمه وإصراره على نيل استقلاله وبناء دولته التي يهدف إلى أن تكون على تناغم معكم كأشقاء له في اليمن الشقيق وكل المنطقة والعالم العربي وأن يكون الجنوب العربي مصدر أمن واستقرار له وللمنطقة ويساهم مع أشقائه في التحالف العربي في تأمين المنطقة من التدخلات الطارئة على منطقتنا والمرفوضة من شعبنا في الجنوب العربي وكل شعوب المنطقة والعالم العربي والإسلامي.. لذلك فإن هناك ضرورة لموقف عربي مع شعبنا المقهور في الجنوب العربي فشعبنا لم يعد يحتمل هذا القهر.. وأن سلبية الموقف العربي من الحق المشروع للجنوب العربي في استقلاله وبناء دولته أو محاولة فرض مشاريع أخرى، يفتح المجال لتدخلات قوى إقليمية أخرى.
■ إن شعبنا في الجنوب العربي، المصمم على إنفاذ إرادته وتحقيق أهداف قضيته العادلة، له آمال وثقة كبيرة في أن يقف معه أشقاؤه بقيادتكم، وفي دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بصورة خاصة.. وأنه لا حل للصراع في اليمن الشقيق قبل حل قضية الجنوب العربي كأولوية وفقاً لما هو معلن من أغلبية شعبه، وهو استقلاله وإعلان دولته المستقلة على كل أرضه، بحدوده المعروفة دولياً، وأن ماعدا ذلك سيبقي النار مشتعلة ولن يتحقق أمن واستقرار في منطقتنا.. وفي نهاية المطاف سيحقق شعب الجنوب العربي أهدافه بآلاف أخرى من الشهداء والجرحى وبمعاناة شديدة.. وسيشعر بمزيد من الجراح والألم والبعد عندما يخذله أشقاؤه العرب ويستغل هذا الموقف آخرون، لدعم حقه المشروع في استقلاله وبناء دولته، لأهداف لا شك أنكم تعلمونها.. وهو لن يتنازل عن هذا الحق بعد كل سيول الدماء من حرب 1994م حتي يومنا هذا.. كما أن خذلان شعب الجنوب العربي وشعوره بالقهر وتجاهل إرادته في نيل استقلاله، وفرض وحدة يرفضها، سيتيح مجالاً خصباً لقوى التطرف والإرهاب القادمة من اليمن لإستقطاب عناصر من المقهورين وتوظيفهم لتحقيق مستهدفاتها بينما الذي نستهدفه في دولة الجنوب العربي القادمة -بإذن الله- الحرب الجادة لإستئصال الإرهاب -بكل أشكاله فكراً وعملاً- الغريب على بلادنا والمصدّر من خارج الجنوب العربي ومدعوماً بصفة خاصة من مراكز القوى في صنعاء.
■ إن أي إهمال لقضية الجنوب العربي وحق شعبه في استقلاله وبناء دولته، ستكون له آثار سلبية خطيرة يستغلها خصوم الأمة العربية الذين يهدفون للسيطرة والنفوذ في ثغورها.
حفظكم الله ووفقكم وسدد على طريق الخير خطاكم.
حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
عدن/ 28 رجب 1439هـ.. 14 أبريل 2018م