- كانت الرابطة مؤمنة ايمان قاطع منذ اليوم الأول لميلادها بأن الجنوب كيان سياسي واحد له كينونته وهويته الذاتية الخاصة به
- لقد تم تشويه وتهميش دور هذا الحزب الجنوبي الوطني العريق بطريقة منظمة ومتعمده طوال العقود الخمسة الماضية
- علينا أن نعلنها مدوية أن الجنوب العربي هويتنا التاريخية التي لا مجال اليوم للتفريط فيها أو للانتقاص منها أو لاستلابها مجددا
- أن التنكر لهويتنا الجنوبية العربية الأصيلة يفضي بالضرورة إلى تثبيت عدم مشروعية ثورة شعبنا السلمية التحررية ونسف مشروعية قضيتنا العادلة
- ليس أمام أبناء الجنوب اليوم إلا خيارا آمنا واحدا ، يتمثل في تكوين اصطفاف جنوبي واسع لفريق التحرير والاستقلال ، يفضي لرؤية واحدة .. وقيادة واسعة واحدة
- ان قيام الدولة الجنوبية الاتحادية الجديدة كاملة السيادة على كامل الارض الجنوبية هو الهدف المجمع عليه من الأغلبية اليوم في الجنوب
الرابطة .. والهوية الجنوبية
ندوة احتفالية بالذكرى 63 لميلاد حزب الرابطة
كلمة الاستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد، أمين عام حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) في الندوة الاحتفالية بالذكرى 63 لتأسيس حزب الرابطة والتي تمت صباح اليوم السبت 17/5/2014م في فندق ميركيور بعدن
بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذه الأيام ، قبل 63 سنة، وفي هذه المدينة الخالدة عدن، ظهر إلى النور حزب “رابطة أبناء الجنوب ” أو ” رابطة الجنوب العربي ” في مرحلة لاحقة. وكان أول حزب سياسي في الجنوب، بل في الجزيرة العربية. وكم من المياه جرت تحت الجسر في هذه الثلاث والستين السنة العجاف. وكم شهد هذا الجنوب من تطورات وويلات ونكبات في العقود الستة الماضية .
نحتفل بهذه الذكرى اليوم، وجنوبنا يمر بمرحلة مصيرية شبيهة بتلك المرحلة التي كان يمر بها صبيحة يوم 29 ابريل 1951، أي يوم ميلاد حزب الرابطة. وكما كان حزب الرابطة منذ اليوم الاول لمولده، المنادي و”المؤصل لـ”هوية” الجنوب العربي الواحد، ها هو يتصدى اليوم، وبعد ٦٣ سنة، لنفس المهمة : هل جنوب عربي واحد أم أكثر من جنوب؟ هل جنوب عربي .. أم مفردات ومصطلحات سياسية مُلتبسة وغير واضحة وحمالة أوجه ؟
ولكن قبل أن نُبحر في هذا الخضم، وعلى ضوء الحقيقة المؤسفة التي مفادها ان الأجيال الجديدة من أبناء الجنوب لم تعرف عن تاريخ هذا الحزب وقياداته إلا النزر اليسير، وأن تشويه وتهميش دور هذا الحزب الوطني العريق قد تم بطريقة منظمة ومتعمدة طوال العقود الماضية، فمن المفيد، بل والواجب، ان نُلقي بعض الضوء على محطات رئيسية من تاريخ هذا الحزب. وان نذكر بالشكر والعرفان فضل الرواد الأول المؤسسين له.
بعد أن عاد كوكبة من طلاب الجنوب الذين كانوا يدرسون في مصر (الأزهر الشريف بالتحديد) وكذا في العراق والسودان، وبعد أن تشاورا مع عدد من زملائهم في عدن وحضرموت حول الأوضاع المأساوية في الجنوب الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني.. وحالة التجزئة التي كانت تمزقه الى أكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخة، قررت تلك الكوكبة من الشباب تكوين حزب سياسي لكل الجنوب، يهدف الى التحرر من الاستعمار البريطاني.. وإلى توحيد الـ23 سلطنة وإمارة ومشيخة في كيان سياسي واحد ودولة مدنية حديثة. وفي صباح يوم29 إبريل عام1951م تم الإعلان عن هذا الحزب الرائد الذي أرخ لأول انبثاقة للحركة الوطنية الجنوبية.. حيث شهدت مدينة عدن الخالدة مولده. وكان المؤسسون في ذلك اليوم المشهود هم السادة: محمد علي الجفري، سالم عمر الصافي، رشيد علي الحريري، أحمد عبده حمزة، علي محمد مقطري، حسين عبدالله الحبشي، محمد علي باشراحيل، مصطفى عبدالكريم بازرعه، حسين محمد الصافي، عبدالرحمن جرجرة، علي غانم كليب، صالح ابراهيم حريري.. وفيصل علي محمد .
وأنضم الى ركب المؤسسين، في فترات متلاحقة، كوكبة جديدة من خيرة رجالات الجنوب، كالأساتذة شيخان عبدالله الحبشي والسلطان علي عبدالكريم العبدلي والسيد عبدالله علي الجفري والسيد علوي علي الجفري والشيخ محمد أبوبكر بن فريد واخوانه والأستاذ أحمد عمر بافقيه والأستاذ قحطان الشعبي والأستاذ عبد اللطيف كتبي عمر والسيد عبدالله بن صالح المحضار والأستاذ محمد سالم باوزير والسيد زين الأهدل والأستاذ حسين هادي عوض والأستاذ عبدالله هادي سبيت والأخ محمد أبوبكر بن عجرومه.. ورموز وطنية كثيرة ليس هنا مجال حصرها.
تكمن قيمة الفكرة (أي الرابطة)، وقيمة هؤلاء الرجال المؤسسين، في الفترة الزمنية المبكرة التي تصدوا فيها لهذه المهمة الوطنية العظيمة (أي التحرر من الاستعمار وتوحيد الكيانات الجنوبية المبعثرة) . فقد كانت بريطانيا حينها في أوج قوتها، امبراطورية لا تغيب عنها الشمس. كما تكمن من جانب آخر في النظرة العقلانية والوسطية السياسية والدينية التي تم تبنيها من قبل قيادة الرابطة . وكانت قيادة الرابطة مؤمنة إيمان قاطع ، منذ اليوم الأول ، بأن الجنوب، كل الجنوب، كيان سياسي واحد. له كينونته وهويته الذاتية الخاصة به. وأنه ذات مستقلة بذاتها.. ليست تابعه لأحد.. أو فرع لأحد.
قدم مؤسس ورئيس الرابطة، السيد محمد علي الجفري، قدم الرابطة في مقدمة دستورها، عام 1951، بقوله: “هذه رابطتكم يا أبناء الجنوب، وهي اليوم صغيرة في مبناها كبيرة في معناها، وإن لها لشأناً وأي شأن. يا أبناء الجنوب، لقد دقت ساعة العمل لخدمة بلادكم ودينكم. فهيا الى العمل هيا الى العمل، ولينصرن الله من ينصره.. (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) .
أنطلق حزب الرابطة يبشر بدعوته في كل أرجاء الجنوب ، من خلال الندوات والمهرجانات والصحف واللقاءات مع مختلف الشخصيات والفعاليات المؤثرة في الجنوب . وعندما شعرت بريطانيا بخطورة الدعوة والنشاط الرابطي، قامت بنفي أمين عام الرابطة الاستاذ شيخان الحبشي الى مصر عام 1956.. ثم نفي رئيس الحزب السيد محمد علي الجفري في نفس العام. وفي 1958تم نفي السلطان الوطني علي عبدالكريم العبدلي ( الحاضن والداعم للرابطة ) . ولحق بهم الى مصر الشيخ محمد ابوبكر بن فريد والسيد عبدالله علي الجفري (بعد سجنه في سقطرى لأكثر من ستة أشهر) وقحطان الشعبي واحمد عمر بافقيه وعبدالله هادي سبيت. وحملت قيادة الرابطة معها القضية الجنوبية (كقضية تحرير واستقلال ووحدة أراضي كل الجنوب ) الى مصر وكل العالم العربي. وإلى مؤتمرات الشعوب الآسيوية والإفريقية ودول عدم الانحياز. وإلى الأمم المتحدة في عام ١٩٥٩م.
كانت قيادة الرابطة تشحذ الهمم.. وتُبشر بمستقبل الجنوب. وكانت لها برامج إذاعية مشهورة في إذاعة “صوت العرب” والقاهرة. وهنا صدح العضو القيادي الرابطي الشاعر المبدع عبدالله هادي سبيت بأناشيده الوطنية:
يا شـــاكــي الســلاح شوف الفجر لاح
حط يدك على المدفع زمان الــذل زاح
و “والله انه قرب دورك يا ابن الجنوب”
وعلى صعيد آخر، قامت الرابطة بإعداد جيل متعلم من شباب الجنوب لإدارة الدولة الجنوبية القادمة. فتمكنت ، في فترة الستينيات ، من الحصول على منح دراسية لأكثر من ٥٠٠ طالب، في كل من مصر والعراق والسعودية والكويت وليبيا .
وفي الداخل ، قدم حزب الرابطة العون والتوجيه لعدد من الانتفاضات القبلية المسلحة في عدد من مناطق الجنوب، لعل أبرزها حركة آل أبوبكر بن فريد وجماعاتهم في العوالق، والسلطان محمد بن عيدروس العفيفي في يافع. وكانت هناك انتفاضات ربيز في العوالق وكذلك في خليفة، وفي دثينه بقيادة المجعلي والجعري، والعواذل بقيادة الد ماني، وردفان بقيادة ثابت قاسم القطيبي وسيف علي حسن، وفي الضالع بقيادة محمد صالح الأزرقي وأحمد الشاعري والسيد عبدالدايم، ومنطقة الصبيحة بقيادة عثمان المصفري وقائد الرزيحي وعلي بن علي شكري، وفي بيحان بقيادة العريفي والمصعبي والحارثي، و في منطقة الواحدي بقيادة الحميري، وفي العوالق السفلى بقيادة الشيخ محمد بن فريد الشمعي وباعزب ، والمرقشي في منطقة الفضلي. وقد استخدم الإنجليز قواته الأرضية والجوية لإجهاض وإخماد هذه المقاومة الوطنية طوال فترة الخمسينات وحتى عام 1961م.
وقد قامت هذه الانتفاضات والثورات قبل ثورة 14 أكتوبر 1963 بعدة سنوات، إلا إننا لا نجد لها ذكرا ولا تاريخا ولا تسجيلا ولا إشارة في إعلام عدن وصنعاء منذ قبل الوحدة وحتى الآن .
لماذا..؟
لأن تلك انتفاضات ورموز وهامات “جنوبية الهواء” والولاء والهوية. انبثقت من الجنوب، وتنتمي للجنوب ولم تكن امتداد لتعز (سلطان أحمد عمر) ولا لجورج حبش أو نايف حواتمه. ولا لعفلق أو ماركس. وهنا تم الطمس والتهميش المتعمد لهذه الهامات الوطنية الجنوبية. هل سمع أحد من أجيال الجنوب الجديدة أسما من الأسماء المشار إليها آنفاً في إذاعة أو تليفزيون عدن وصنعاء طوال الخمسين سنة الماضية ؟؟ أليس ذلك أمراً عجيباً وغريباً..؟؟
وهنا مربط الفرس حول الرابطة و “الهوية الجنوبية ” :
فمنذ التأسيس وحزب الرابطة جنوبي الهواء.. وولائه للجنوب. فلم يؤمن حزب الرابطة يوماً ان الجنوب “تابع” .. أو انه “فرع” ينبغي أن يعود الى “الأصل”. كما لم يتبع حزب الرابطة في يوم من الأيام لا للبعث ولا لحركة القوميين العرب ولا للإخوان المسلمين ولا للماركسية. وإنما ظل “ذاتا جنوبية”، يدافع عن الجنوب ككيان مستقل .. وهوية وتاريخ . لا نقول ذلك بنفس “مناطقي” أو عنصري، وإنما هذه هي حقائق الأمور.
ففي المؤتمرات الآسيوية والأفريقية ومؤتمرات عدم الانحياز، وفي الأمم المتحدة، كان مندوب الإمام أحمد والمملكة المتوكلية اليمنية هو الذي يتصدى لمندوب حزب الرابطة (المعبر عن القضية الجنوبية) من منطلق ان الجنوب “تابع” لليمن و “فرع” يجب ان يعود ل”الأصل”. كما تصدت قيادات جنوبية عديدة للرابطة ، في كل المحطات الماضية ، لتؤكد “يمنية” الجنوب و”تبعيته” لليمن.
وظلت الرابطة متمسكة بطرحها ورؤيتها بأن الجنوب قطر من الأقطار العربية.. وكيان مستقل . وإذا ما قامت وحدة له مع اليمن ، فينبغي ان تكون وحدة ند لند، وليست وحدة ضم وإلحاق ، أو تابع ومتبوع . وها نحن اليوم في الجنوب ندفع الثمن لتلك القفزة الكارثية التي أودت به إلى المجهول والتي جاءت نتاجا لمفهوم أن الجنوب جزء ملحق باليمن وليس وطنا قائما بذاته وهوية مستقلة .
وفي ليلة الاستقلال عام 1967م ، تم مصادرة ” الهوية الجنوبية ” وتم شطب “الجنوب العربي”، الذي كان من المفترض ان تقوم تحت اسمه الدولة الجنوبية الجديدة. وتم “يمننة” الجنوب وتبني أسم “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية”، ثم الديمقراطية في وقت لاحق.
وفي واقع الأمر، فإن حزب الرابطة، المؤسس والحامل الأول للدعوة لاستقلال الجنوب العربي ووحدته في إطار هوية جنوبية عربية من منطلق توجه عربي إسلامي سمح ووسطي، قد سار مع وحدة عام 1990، آملاً ان تكون على نفس الخط والنهج. وأن تقيم شراكة حقيقية.. ودولة مدنية حديثة. الآ إن الآمال قد خابت، والطبع غلب التطبع لدى حكام صنعاء. وبالرغم من خلافهم حول كثير من الأمور، فان المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وحزب الإصلاح، تحالفوا ضد حزب الرابطة في انتخابات عام 1993، حتى لا يحصل حزب الرابطة “الجنوبي الهواء” على أي مقعد في البرلمان الجديد، لـ”يحتكر” الحزب الاشتراكي “اليمني” مقاعد كل الجنوب. هذا ما قاله لنا، بعيد تلك الانتخابات، الرئيس السابق علي عبدالله صالح في إحدى لقاءاتنا به.
وجاءت حرب صيف 1994لينقض المؤتمر والإصلاح حتى على “حليفهما” الاشتراكي ” اليمني ” ، وبذلك تنتهي الوحدة عملياً ، ويكشف حكام صنعاء وقواه المتنفذة عن حقيقة نظرتهم للجنوب ، وانه ما هو الا ” تابع ” و فرع ” يجب ان يعود إلى الأصل . وما هو إلا بقرة حلوب ، وأرض مستباحة لقوى ” الفيد ” والفساد .
ومنذ عام 1990 حتى فبراير 2011 قدم حزب الرابطة العديد من الرؤى والمشاريع من اجل شراكة حقيقية وإصلاحا ت شاملة فعلية ، كان آخرها مشروع الفيدرالية بين إقليمين، على أن يتم استفتاء شعب الجنوب ليختار مستقبله .
ولكن قيادة الرابطة وصلت الى قناعه كاملة في ان حكام صنعاء وقواه المتنفذة لا تريد الا ان تستمر في التعامل مع الجنوب وأبناء الجنوب من موقع المحتل لا الشريك ومن النظرة الى الجنوب كغنيمة حرب .
وهكذا لم تترك لنا “عقلية” صنعاء وحكامها ومتنفذيها من وسيلة أو طريق، إلا ان نعود الى الجذور.. وننضم الى شعبنا في الجنوب.. ونتمسك بخط الرابطة الأساس الذي انطلق منه روادنا المؤسسون، والذي يؤكد على التحرير والاستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية العربية وبناء دولة الجنوب الاتحادية الجديدة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية.
أعلنا ذلك في بيان شهير للحزب ، في تاريخ ١ فبراير 2014، وعدنا الى أسم الربطة القديم ” الجنوب العربي ” ..
وقلنا انه بالنسبة للجنوب والجنوبيين لم يعد هناك مجالا لغير المواقف والخيارات السياسية المصيرية الواضحة بمصطلحات قاطعة مانعه. ولم يعد هناك مجالا للمناورات السياسية أو توزيع الأدوار .
وقلنا لإخواننا في اليمن، ان من حكموا ويحكمون الجنوب باسمكم، انهم قد بنوا جداراً من الكراهية بين الناس في الجنوب وبينكم، وان لا مجال لهدم هذا الجدار البغيض إلا بترك الجنوب وشأنه ليبني دولته وفق إرادته.. ونعيد معاً بناء جسور المودة والمصالح المشتركة بين الشعبين
وقلنا للمجتمع الدولي والاقليمي، ان عليه ان يستمع لآمال وطموحات شعب الجنوب في حريته واستقلاله، كما تقضي ذلك قوانين وشرائع حقوق الانسان والأمم المتحدة نفسها.
ولم يكتف حزب الرابطة بالبيانات والكلام العام المرسل، وإنما قدم مشروعا متكاملا لاستقلال الجنوب وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الديمقراطية، بدءاً بتطوير وتنويع الأساليب النضالية السلمية في الجنوب، الى تفعيل الأداء السياسي لإحداث التكامل مع الأداء الميداني السلمي. وكذا وثيقة حول الموقف القانوني للقضية الجنوبية، والأسس التي يقوم عليها النظام القادم في الجنوب. وكذا وثيقة خاصة بفلسفة ومرتكزات السياسات الداخلية والخارجية للجنوب. ثم مشروع دستور لدولة الجنوب القادمة.
وهذا هو الرابط الخاص بهذه الوثائق، للاطلاع على مجمل هذه الوثائق الرابطية الهامة ” نحو تحرير واستقلال الجنوب ” http://salparty.org/docs/52
نعم …
المرحلة صعبة وخطيرة ومعقدة … والخيارات متعددة…
ولكن ليس أمام أبناء الجنوب اليوم إلا خيارا آمنا واحدا ، يتمثل في تكوين اصطفاف جنوبي واسع لفريق التحرير والاستقلال ، يفضي الى الاتفاق على رؤية واحدة في هذا الاتجاه .. وكذا اختيار قيادة واسعة من مختلف مكونات هذا الفريق ، تكون الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية العادلة… والعارض لها والمدافع عنها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وهذا ما يسعى لإنجازة ، كما نعتقد ، المؤتمر الجنوبي الجامع ، الذي طال انتظاره .
هذه إضاءات سريعة حول توجه ومسيرة حزب جنوبي أصيل، صمد لأكثر من ستة عقود من الزمن والمحن.
إن من أوجب الواجبات على شعب الجنوب، وعلى الأجيال الجديدة منه بشكل خاص، أن تطلع وتبحث وتنقب عن التاريخ الحقيقي لهذا البلد ورجالاته. وعلى أساتذة التاريخ في الجامعات الجنوبية ان يقوموا بدورهم في البحث الأكاديمي المحايد المنصف.. وان يكتبوا التاريخ كما هو، وليس كما يمليه الحاكم .. أو يكتبه أحد أطراف الصراع .
كما إن علينا جميعا بعد كل ماعصف بنا وبوطننا من تجارب أليمة ومريرة أن نعلنها مدوية أن الجنوب العربي هويتنا التاريخية التي لا مجال اليوم للتفريط فيها أو للانتقاص منها أو لاستلابها مجددا، وأن تحرير وطننا وانتزاع استقلاله وبناء دولته الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة لا يمر إلا عبر تمسكنا وتجذيرنا لهويتنا الجنوبية العربية، وأن كل من لايزال مصرا على انكار هويتنا المستقلة هذه وترسيخ خطيئة فرض هوية أخرى علينا وجعلنا فرعا لها، انما ينكر حقنا المشروع في التحرر وتمكين وطننا من الاستقلال. ذلك أن التنكر لهويتنا الجنوبية العربية الأصيلة يفضي بالضرورة إلى تثبيت عدم مشروعية ثورة شعبنا السلمية التحررية ونسف مشروعية قضيتنا العادلة وانتزاع حرية وطننا واستقلاله وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة ..
وهنا أجدها فرصة مناسبة لتسجيل الشكر والتقدير للجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع على جهودها الحثيثة لانجاح هذه المهمة الوطنية، ونحيي اجتماعها بالأمس بالمكونات في عدن بالمكونات والشخصيات المؤمنة بهدف شعبنا المتمثل في التحرير والاستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية الاتحادية كاملة السيادة. كما نقدم التحية والتقدير لكل من لبى الدعوة للمؤتمر الجنوبي الجامع الذي يترقبه شعبنا ، واخص بالتحديد مكونات الشباب والمرأة عماد الحاضر والمستقبل ..
واختم هذه الإضاءات بشهادة أحد المتتبعين للمسيرة الطويلة لحزب الرابطة عندما قال :
“حزب الرابطة يشبه طائر “الفينيق” في الأسطورة اليونانية ، الذي يخرج في كل مرة يتم إحراقه فيها من بين الرماد.. ويعود مجدداً أقوى مما كان عليه” .
فلنترحم على أرواح أولئك الرجال العظام من مؤسسي ورواد وشهداء هذا الحزب الجنوبي الأصيل…
وكذا أرواح من مات او استشهد من أجل خير وعزة وشرف وتقدم هذا الوطن..
كما نترحم على أرواح شهداء الحراك الجنوبي السلمي…
ودولة الجنوب العربي الاتحادية الجديدة كاملة السيادة ، على كامل الأرض الجنوبية ، حتماً قادمة ولا محالة في ذلك، بإذنه تعالى .
شكرًا على حضوركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..