الفيديو و النص الكامل لحديث الاستاذ عبدالرحمن علي الجفري في برنامج ”تحت الضوء“ مع المذيع محمد العامري لقناة ”السعيدة“ الأربعاء 17 ديسمبر 2014
المذيع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً وسهلاً بكم في حلقة الليلة من برنامجكم تحت الضوء الذي نحاول في هذه الحلقة التي لا أخفيكم انني أرى فيها تميّزاً، التميّز أولاً أنها من عدن، المدينة التي أحبها كثيراً، وأظن يشاركني كثير في هذا الموضوع، ليس من باب دغدغة العواطف التي قد يظن البعض أننا ندغدغ العواطف لأي وضع سياسي موجود، أنا فعلاً أحب عدن.. عدن التي تقدم لون فسيفساء جميلة جداً، عدن التي تذوب فيها كل الطائفيات، كل العرقيات، أي اختلافات وتباينات، وتقدم في الأخير صورة متميّزة تحمل كل هذه التباينات، فتقدمها في قالب واحد وفي لوحة واحدة تحمل ألوان متعددة بلون واحد، هذه عدن..
وتميّز الحلقة كذلك أنها تأتي حقيقة وكأنني أنا شخصياً حققت شيئاً، منذ تقريباً 2011م عجزت عن تحقيقه، كنت أتمنى من 2011م أن ألتقي بقيادات من القيادات التي تدعو إلى مشروع الجنوب بشكل عام، بغض النظر ماذا بعد هذه الكلمة لأنها اتخذت مسميات متعددة..
ذهبتُ إلى مصر، ذهبت إلى دبي إلى الامارات، ذهبت إلى السعودية، وجهت نداءاتٍ عدة مرات أتمنى أن أقابل هذه القيادات.. كان، حقيقة، تُعطى لي مسميات لا أقلل من قيمتها ولكنني أتمنى أن ألتقي بقياداتٍ، وقد تحققت لي اليوم، وليس مدحاً أمام ضيفي، هذه الأمنية.
ضيفي من مواليد عام 1943م، درس القرآن الكريم في مدرسة والده في شبوة المدينة التي وُلد فيها، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدينة لحج، ثم انتقل لدراسة الثانوية في القاهرة، ثم انضم إلى شباب حزب الرابطة عام 1958م، وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1965م. نزح من أرض الوطن في عام 1967م نظراً للظروف السياسية التي كانت تعيشها تلك المرحلة. شارك في حركة الوحدة الوطنية في 1968م والتي قُمِعَت في عدن، وشارك في حركة الوحدة الوطنية التي تأسست في صنعاء كذلك في عام 1970م، اُنتُخب رئيساً لحزب الرابطة في عام 1986م، وأُعيد انتخابه في عام 1992م. مؤسس وثيقة العهد والاتفاق والتي قُدمت بعد ذلك باسم الحزب، وقدمت بعد ذلك، فأصبحت وثيقة دولية التي وُقعت في عدن ووقعها ضيفي الكريم في عدن ووقعها كذلك في عَمّان. عُين في حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية نائباً لرئيس مجلس الرئاسة، وأعلن أن الهدف من ذلك إعادة الوحدة على أسس صحيحة، وكان له مواقف حتى في وثيقة العهد قال “أتمنى أن لا تكون كقميص عثمان”، يعني حتى لا تكون مطية، وإعلانه أن يكون نائباً قال “لحقن الدماء وعدم الدخول في الحرب”. شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للمعارضة في عام 1994م واُنتخب رئيساً لها في 95م. عاد إلى اليمن تقريباً في عام 2000م ثم 2006م، هو رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر، الأستاذ الحبيب عبدالرحمن الجفري، باسمكم جميعاً أرحب به في هذه الحلقة، حياكم الله استاذي..
الجفري: شكراً، سيدي، أنا سعيد أن أكون في حلقة فيها الشيخ محمد، المحاور اللبق القاسي الناعم.
المذيع: والله هذه جمعت المتضادات.
الجفري: لا يجمعها إلا أنت، مفرداتك جميلة في الحوار، وفي الحوار هذا مهم.
المذيع: أنا عندما أقرأ سيرتك سأقول فيها متضادات.
الجفري: طبيعي.
المذيع: أنا عارف أن صدرك علي رحب.
الجفري: تفضل.
المذيع: وستتحملني، فالذي يقرأ سيرتك، وأنا ممكن أقرأ سيرة الأستاذ عبدالرحمن فأقول سيرة جميلة، وسيرة حلوة، وأنا لا أخفيك يشهد الله أنني أقولها عندما قرأتها، وأعرف من هو الأستاذ عبدالرحمن، أنا أقف بين يدي رجل مخضرم، إن جاز التعبير، عاصر أحداث مرّت باليمن، عصفت باليمن شمالاً و جنوباً، انتقل من مكان إلى آخر، شارك في أشياء كثيرة، وربما حقيقة يمكن أن أقول أنه يوجد لافتة كبيرة جداً تحت هذا.. ابغض ما لديك استخدام السلاح، وأجمل ما لديك استخدام الحوار، وكنتَ ترفع شعار قول الله جلّ وعلا: (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة).. هذا سيكون انني اجاملك لكن عندما أريد أن أدخل إلى خبايا الموضوع سأقول أن تاريخ الأستاذ عبدالرحمن مليء بالمتناقضات، ما معنى متناقضات؟ يعني شارك ضد اتحاد الجنوب العربي الذي أعلنته بريطانيا ذلك الوقت، ثم بعد ذلك كان مع الوحدة، ثم بعد ذلك ضد الوحدة، ضد علي عبدالله صالح ثم مع علي عبدالله صالح؟!!
الجفري: هذا كلام جميل جداً، أولاً أرحب بك في هذا المنزل المتواضع.. وشاكر أنني أتعبتكم إلى هنا، على العموم الحياة كلها متضادات، هناك غاية لأي إنسان يجب أن تكون في حياته وهي التي لا يجب أن تكون فيها متضادات.. أما الوسائل للوصول إلى الغاية فهي متعددة. نحن غايتنا سعادة البشر، سعادة أهل بلادنا، غايتنا أن يعيش الناس في سلام وفي رخاء.. نحن عشنا في بلادنا وعشنا في بلاد الآخرين، ورأينا كيف أهل بلادنا يعيشون وكيف يعيش الآخرون.. فبالتالي تلك الغاية قد تأتي في وقت وترى أن الوصول إلى هذه الغاية من هذا الباب، فتكتشف أن وراءه نار جنهم، لك و للبلد، فتبحث عن باب آخر للوصول إلى هذه الغاية.. وأحيانا قد تعتقد، وقد يكون صحيح اعتقادك، أنك تُفضّل أن تطرق عدة أبواب قد تبدو للمراقب متناقضة ولكنها متدرجة لأنك تحاول أن تصل للغاية من هذا الباب وأنت عارف قد لا تصل لظروف سياسية أو للظروف المحيطة لمن هم أمامك، وأنت تعلم أنك ستطرق الباب الذي بعده ثم الباب الذي بعده ثم الباب الذي بعده محاولةً في الوصول إلى هذه الغاية، وهي سعادة الانسان في بلادنا، ذلك ما قد يبدو أنه تناقض.
الشيء الآخر.. هناك فرق بين تعدد المواقف وتعدد المبادئ، فرق كبير، قد يكون لك مواقف متعددة حتى من أسلوب تحقيق المبادئ لكن لا يجب أن يكون لك مواقف متعددة من الغايات، أظني هكذا أنا، أو أحاول أن أكون هكذا. ستقول لي أنا وقفت ضد الاتحاد أنا كنت صغير أيام الاتحاد، الاتحاد أُعلن سنة 59م وأنا عمري 16 سنة، فلم أكن ذلك الشخص/
المذيع (مقاطعاً): التحقت بالشباب انت ذلك الوقت؟
الجفري: بالشباب، أنت تعلم طلبة بلادنا في القاهرة تتجاذبهم الأحزاب كلها، سواء كانت قومية او أممية أو إسلامية أو غيرها أو محلية، فكان نصيبي من الرابطة، وغيري هنا وهناك، وغيري في الرابطة، فشباب الرابطة يشتركون في فعاليات الطلبة وغيرها وغيرها.. في الرابطة، روادنا كانوا قد أصدروا مبادرة، وكانوا أولاً أسسوا الرابطة في 1951م، ثم أصدروا رؤية، كانوا دائماً يصدرون رؤى، كيف يكون الجنوب؟.. الجنوب كان 23 سلطنة، أنا عشان أطلع للمكلا أمر خمسة جمارك من عدن!! وهي على بعد 20 كيلو!.. فرأوا أن هذه المنطقة الشتات لا بد أن تُحكم بجهة واحدة.. صحيح، كان هناك سلاطين ومشايخ وأمراء وهناك مستعمرة عدن، كانت تسمى مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية. فكان الفكر يقول؛ أننا نريد جلاء الاستعمار من بلادنا ووحدة هذه البلاد وانتقال السيادة لشعبها، فأصدروا مشروع الاتحاد الفيدرالي للجنوب اعتُبر في ذلك الزمان 1956م مارس متطرف وبذلك الانجليز ضربهم ونفى كبار القادة وقفل الصحف وإلى آخره. الغريب، أن هذا المشروع نفسه هو الذي طُبّق في ماليزيا بالضبط، بالحرف، طبّقوه في ماليزيا بعد ذلك، ثم جاءوا ليعملوا مشروعاً ليس بنفس الدقة، وعملوا مشروع 1959م الذي يتكون من ست ولايات ثم تكاثرت الولايات، عدن دخلت في نهاية 1963م، إلى أن انضم معظم السلطنات والمشيخات والامارات التي الآن هي محافظة شبوة وأبين ولحج علاوة على عدن ماعدا يافع العليا.
الرابطة كانت ترى أنه لا بد الكل، الجنوب ككل، فنقلت القضية إلى الأمم المتحدة، وحصلت على قرارات من الأمم المتحدة أولها في 1963م بتحرير واستقلال الجنوب العربي ووحدته وانتقال السيادة لشعبه، وكان القرار الأول يرى، من الأمم المتحدة، أنه تُقام انتخابات في الجنوب في ظل الإدارة الانجليزية بإشراف دولي لينتخب الناس حكومة، هذه الحكومة هي التي تتفاوض مع الاستعمار على الجلاء وعلى استلام البلاد ولكن ما حصل، على العموم.
المذيع: أنا فقط أخشى أستاذ عبدالرحمن أن تدخل في التفاصيل.
الجفري: بالضبط.
المذيع: أنا سأفرزها.
الجفري: سأتوقف.
المذيع: أنت شديتني في كلمة قلتها “يهمنا سعادة الانسان”، وذكرت كذلك في ثنايا كلامك أهل بلادنا عاشوا ولا زالوا يعيشون، هذا ما صنعته أيديكم أيها الساسة والقادة السياسيون، يعني أقصد أنه، ولا تبرر لنفسك أنك لست من قيادة هذه البلاد، هذا ما صنعتموه أنتم كما قيل في المثل: ( يداك أوكتا وفوك نفخ)، هذا ما نعيشه في سياستكم أنتم، وفي قيادتكم أنتم، هذا واقعنا إن كانت هذه سعادتكم.
الجفري: سيدي.. الإشكالية في التعميم، كنت أحسبها عند الشباب، لكن ما كنت أظن أنها حتى عندكم!
نحن إذا أخطأنا في شيء، فمستعدون أن نعترف ونعتذر من الجميع، ولكن نحن لم نحكم طول عمرنا، يا منفين، يا في السجون مقتولين، كيف تحمّل الضحية؟!!
قد نكون ساهمنا ونحن لا ندري، قد نكون ساهمنا برؤية، قد تكون ما كانت في محلها وأخذ بها آخر وأضر.
المذيع: قد يكون ساهمتم ببعدكم في وقت يجب أن تكونوا فيه.
الجفري: قد يكون لكن شف، أنت ذكرت أني جئت ورحت وجئت.. نحن في كل مرحلة نجد خرم إبره ندخل به بلادنا، نعود، في كل مرحلة.
نحن مرينا بظروف أنت لا تتخيلها، سواء كان أيام الانجليز أو بعده. نحن بلا ديار، إما مدمرة وإما…، و بعد الانجليز أنا كنت أنزل عدن، في فندق، وبيوتنا قدام عيوننا! فعن ماذا تتكلم أنت؟!
أنا لا أحب أن أتكلم في الماضي لأن الماضي انتهى، وأقفلناه.. نحن كأهل جنوب بكل إيجابياته وسلبياته، ما في ماضي كل سلب، ولا ماضي كله إيجاب.
نحن لم نكن شركاء في شيء أو في قرار نهائياً حتى تُحمِّلَنا مسؤولية. فكيف أتحمل مسؤولية وأنا غير مسؤول عن قرار؟!!.. لستُ شريكاً في قرار، لا أملك تنفيذ شيء.. أنا أملك أن أطرح رأياً، وأحياناً لا أملك حتى طرح الرأي!
المذيع: الأستاذ عبدالرحمن الجفري شارك؟
الجفري: لم أشارك إلا أربعين يوماً في حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية أثناء حرب.
المذيع: شاركت في صناعة وثيقة العهد؟
الجفري: نعم.
المذيع: شاركت في صناعة علي عبدالله صالح في 2006م؟
الجفري: غير صحيح، نتكلم كلام واقعي وواضح.
وثيقة العهد و الاتفاق، نعم، نحن صغناها وأحلناها إلى التكتل الوطني للمعارضة وتبنّاها وقدّمها للحوار، لكن التي اعتُبرَت ليست هي!.. حُرِّفت كثيراً ونحن رفضنا.
المذيع: تحفظت عليها أنت والجاوي؟
الجفري: نعم أنا والأخ الجاوي، رحمة الله عليه.. وكتبنا، نعم شاركنا في صياغة هذه الوثيقة.. وفي عمّان أنا كتبت: لقد حاولنا اللهم فاشهد وسنستمر اللهم فأعن.
لأن القضايا الرئيسية كانت تُحال للجان، يعني لا يوجد حل لها!
فكان واضح، كان واضح، وأنا قلت في أكثر من تصريح أن “معركة صفين قادمة، وتلك قميص عثمان”. كان واضح بالنسبة لنا أن المسألة لا أحد يريدها. على كل حال، علي عبدالله صالح/
المذيع (مقاطعاً) و(مسترسلاً): سآتي إليه.
عندما يقول لي الأستاذ عبدالرحمن، وأنا أتفق معك، أن التعميم أحياناً مشكلة، فلا بد أحياناً أن أضع سؤالاً معمماً كاملاً حتى أنت تقول أنا لستُ من هذا التعميم في صلة.
الأستاذ عبدالرحمن، حقيقة، يختفي في وقت أحوج ما يكون الناس إليه فيه، ويظهر في وقت معين.. يعني أقول لك بصدق، الكل يقول الآن: لماذا ظهر الأستاذ عبدالرحمن في هذا الوقت؟.. أزيدك صراحة شويه؟
الجفري: زد.. حط الذي عندك.. جمل حمّل.
المذيع: البعض يقول أن الأستاذ عبدالرحمن يحمل أجندة سعودية.
الجفري: بدايةً.. كما قلت لك، في كل مراحل تاريخنا، كنّا عن بلادنا مبعدين، سواءً قُسراً أو ظرف، ظرف صنع هذا القسر.. وعندما نجد خرم إبره يسمح لنا بالعودة، نلهف ونعود..
أنا كنتُ هنا سنة 2012م، من قال لك أني لم أكن هنا؟.. لماذا لم يقل أحد لِمَ لَمْ تأتِ؟ لأن ليس فيها حدث مثير عندكم كإعلاميين، وإلا فأنا أتيت 2012م..
في المرحلة هذه، نعم، وجدنا أن شعبنا محتاج، كان هناك شيء من الإحباط عند الناس وكان لا بد أن نتصدى لهذا الإحباط بالوجود مع الناس. في سني هذا وأنا لا أخفيك، فأنا الآن 71 سنة وشهرين/
المذيع (مقاطعاً): امنتك الله بحسن الخاتمة.
الجفري: وإياكم.
لا أستطيع أن أذهب إلى مسيرات، زمان كنّا نعملها، لكن أستطيع أن أكون بالقرب منها، وبالقرب من الناس، ونحن عادتنا حتى في الحرب.. نحن عندما كنّا في حرب 1994م كنّا نحن وأسرنا وأولادنا، أتينا بهم وكانوا أولادنا في الصف الأول، وليسوا عندنا، وهم نفس الشيء الآن، أولادنا في الصف الأول. إنما لما نشعر أن هناك في شعبنا يحتاج وجود قيادات، مع وجود القيادات التي هنا، وجيت.. أنا أول ما طلعت من المطار ذهبت إلى الساحة وقلت لهم “لم نأتِ لنكون بديلاً لأحد”.. أصلاً الساحات فيها قيادتها في رجالها، نحن جئنا نحاول نلم بعضنا كلنا لنتوحد. نشعر أن بلادنا والحراك الموجود، العظيم هذا، محتاج أن نكون موجودين، وغيرنا أن يكون موجود، محتاج للم الصف، فجئنا لهذه الحاجة.
الأجندة السعودية.. الحقيقة، أنا لا أخفي علاقتنا بالسعودية، علناً، مش من اليوم، أجيال قبلنا كانوا يقولون هذا.. نرى أن علاقاتنا بمحيطنا الإقليمي علاقات استراتيجية ليست علاقات تكتيكية، ليست علاقات من أجل أن أنفذ لأحد أجندة أو ينفذ لي أجندة، نحن أكبر من كذا، وتاريخنا أكبر من كذا، ونضالنا أكبر من كذا، عزتنا واعتزازنا بأنفسنا أكبر من كذا، لكن من قال لك أني أرفض التعاون مع السعودية أو مع غيرها من دول المنطقة؟.. اليوم العالم كله متشابك المصالح.. ونبحث كلنا، كلنا أنا وأنت وغيرنا، للتعاون مع أمريكا، للتعاون مع بريطانيا، للتعاون مع الشرق والغرب، الله! ونستنكر التعاون مع دول عربية وجارة وشقيقة! شيء عجيب!! شيء أوصلنا لما وصلنا اليه! يصبح التعامل مع السعودية أو الامارات أو عمان أو غيرهم من دول الخليج أو مصر/
المذيع (مقاطعاً): تُهمة.
الجفري: تُهمة!.. أما التعاون حتى مع اسرائيل شرف، شيء عجيب!!.. أليس ذلك سؤال معكوس يا مولاي؟.. نعم، نرى أن تقوم أميز العلاقات بين بلادنا ومحيطنا الإقليمي.
المذيع: لماذا عبدالرحمن الجفري؟
الجفري: لماذا عبدالرحمن الجفري ماذا؟
المذيع: تكون العلاقات المميزة عن طريقه؟
الجفري: لا، مش عن طريقي.. أنا أطالب الكل.. جميع يا أستاذ محمد، يا شيخنا، جميع من شتمنا واتهمنا وهاجمنا لعلاقتنا بالسعودية، راحوا للسعودية وفرحنا، والله فرحنا بهم وضيفناهم.
المذيع: ضيّفتهم أنت كرجل له حضور ومن باب الكرم.
الجفري: لا، لا، أنا أتكلم فرحنا سياسياً، ليس لشيء، لأننا نرى أن أهل بلادنا يجب أن يكونوا قريب من دول الخليج، قريب من دول المنطقة.. نحن مش عوانس نجري وراء أحد، لا، نحن أكبر من هكذا يا إخواننا.. أنا كرئيس حزب جنوبي أفرح أن يكون لزعامات الجنوب علاقات متميّزة مع دول العالم والمنطقة.
المذيع: سؤالنا، عبدالرحمن الجفري أتى الآن في هذا الوقت لخلط الأوراق؟
الجفري: أي أوراق؟ هو في أوراق من أجل أن نخلطها؟
المذيع (ضاحكاً): لا توجد أوراق أصلاً؟
المذيع: يعني مطلوب من الأستاذ عبدالرحمن الجفري، في هذا الوقت، أن يخلق توازن.. ولذلك حتى نغمته ناعمة جداً مع الحوثيين، اخواننا الحوثيين يجب أن يدركوا، يجب أن يعلموا، يجب أن يفهموا، لم يحكم الكذا، نحن متشبثون بالجنوب بأظافرنا وبقوة.
الجفري: هذه اللهجة ناعمة؟ إذاً اللهجة القاسية ما هي؟..
عندما أقول سنقاتل بأظافرنا، ماذا هناك أكبر من كذا؟..
هم جنبك في رداع وأنت ساكت يا صاحب امبيضاء (يضحك الجفري والمذيع).
المذيع: والله ترى كل واحد وأظافره.
الجفري (ضاحكاً): أظافره على قده.
المذيع: يعني عندما يقول الأستاذ عبدالرحمن ذلك، أنه يريد أن يحقق توازن سعودي إيراني في المنطقة.
الجفري: أنا أحققه؟!!.. أنا أريد أحقق لبلادي مكانتها، هذا يهمني في المرتبة الأولى.. المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أولها كذا على بساطة، ومصر والدول العربية لها الأولوية عندي كسياسي جنوبي.
المذيع: الأولوية مقابل من؟
الجفري: الأولوية مقابل أي أحد في الدنيا غير عربي ومسلم.
المذيع: مقابل إيران؟
الجفري: مقابل إيران و غير إيران، الكلام واضح نحن إقليم واحد ياجماعة وين آذانكم؟!!
المذيع: لكن هذا الموقف السعودي.
الجفري: لا هذا موقفي أنا، ليس الموقف السعودي. السعودية طرف آخر.. موقفنا نحن أن الأولوية في علاقتنا المتميزة تكون مع أشقائنا في اليمن، مع أشقائنا في السعودية، مع أشقائنا في عمان، مع أشقائنا في دول الخليج ومصر أبدى لي من إيران.
إيران دولة إسلامية لا أنكرها ولا أنكر أنها دولة كبرى في المنطقة، ولكن أولويتك مع من يا أستاذ محمد؟.. مع من أولويتك كابن بلد؟.. مع الأقرب، والأقرب ليس موضوع قرابة عرق.. استراتيجياً والجغرافيا تحكم، والصلات التاريخية تحكم.
المذيع: عاد أستاذ عبدالرحمن في هذا الوقت لأنه يرى أن الشعب الآن بحاجة إليه؟
الجفري: لا.. أرى أني أنا بحاجة إلى شعبي وأن أكون معه.
المذيع: تصريحك في عدن الغد: أنا عدت في هذا الوقت لأن هذا الوقت أرى أن اخطاراً تحدث بالشعب خطيرة جداً خلافاً لما مضى.
الجفري: لا.. أنا لم أقل هكذا، قلت بالنص “نحن نعود إلى شعبنا ونكون معه في السراء والضراء عندما تأتي المخاطر والبشائر”.
المذيع: أنا نقلت كلامك بالنص “أن هناك أخطار تحدث بالشعب”.
الجفري: أنا قلت الآتي “نحن نعود عندما تكثر المخاطر أو البشائر”.
المذيع: طيب يعني المخاطر من عام 1994م عندما خرجتم، إلى 2012م هذه السنوات كلها ما رأيت أنها مخاطر؟
الجفري: لا.. كانت مخاطر وعدنا عندما كنّا قادرين أن نعود ولكن في مرحلة أنت تعرف أننا لم نكن قادرين على أن نعود.
المذيع: لماذا؟
الجفري: كيف ونحن كنّا تحت المحاكمات وحوّلوا المحاكمات إلى جنائية أو نسيتوا؟
المذيع: لا، لم أنسَ ، لكن..
الجفري: كنّا مجرمي حرب وكنّا لا أعلم ماذا.. صلوا عالنبي..
المذيع: اللهم صل وسلم عليه.
المذيع: أنا عارف أنك عدت حتى قلت نحن جئنا من أجل محاكمات اتخذها الجنوبيين في المناطق في صنعاء تقلب من محاكمات سياسة إلى محاكمات جنائية.
الجفري: كنّا نقول دائماً أنها محاكمات سياسية وهم يقولوا جنائية، فكان لا بد من مناسبة سياسية نعود فيها لنثبت ذلك وهذا الذي حصل. على كل حال نحن نفسنا أن نكون دائماً هنا.
المذيع: هل هي عودة محارب بعد استراحة؟
الجفري: متى استرحنا؟.. يا سيدي لم تجرب الغربة أنت، ولم تجرب النضال من الغربة، لم تجربها؟ لو جربتها ستدرك أن النضال من الغربة أقسى من النضال من هنا، أقسى وأصعب وأشد على النفس، على الأقل هنا أنت تشوف بعينك وتلمس وتختلط بالناس غير ما يُقال لك أو تسمعه أو يأتيك أو معلوماتك أو إلى آخره. نحن دائماً نحب أن نكون مع شعبنا وقت ما نستطيع.
المذيع: أستاذي الكريم في تنسيق بينك وبين هادي؟.. أنا أرى أن المديح منك لهادي مديح الأخ رئيس الجمهورية الأخ الكذا الكذا.. هل في تنسيق؟.. يعني البعض يقول أن يريد أن يخلق حتى الرئيس هادي توازن معين بوجود لأنصار الله في المناطق فيريد أن يعمل عمل معين مماثل في عدن وما جاورها وجرى تنسيق بينك وبينه؟
الجفري: الحقيقة لا يوجد تنسيق لكن إذا على يدك سيكون أنا ما عندي مشكلة، نحن موافقون، نحن عادةً حتى الذي يهاجمنا حتى الذي يسبنا بأسوأ الالفاظ عمرنا ما نرد عليه إلا بألفاظ طيبة دائماً إذا ردينا والعادة أننا ما نرد على من يسب.
المذيع: مادخل الموضع هذا؟
الجفري: بيجيك..
فبالتالي كيف الذي ما يعادينا ولم يسبنا؟.. أكيد ستكون ألفاظنا معهم مؤدبة أكثر، يعني ما تعودنا حتى مع من اختلف معه في السياسة لا بد أن اتخاطب معه باحترام، تربيتنا هكذا، قد نكون مخطئين لكن هكذا نحن.
الأخ عبدربه منصور هادي، أنا كانت تربطني به صداقة لا شك، وأنا عمري ما كرهته ولا كرهت غيره، يعني أنا أقرب إلى أن أوده من أن لا أوده.
المذيع: تربطك به علاقات قديمة مثلاً صداقة؟
الجفري: لا.. أنا لم التقِ به لقاءات طويلة بعدما عدنا 2006م.. وكان يوهموه بأني جئت لأحل محله! وقالها لي تعال تحل محلي.. وقلت لا يا حبيبي، لا جاي لها، ولا أريدها، ولم آتِ لها، قال تعال نتبادل السلطة سلمياً أنا وأنت.. قلت لا نتبادل سلمياً سلطة، ولا جينا لها، ولا نريدها أصلاً.. عارف المرحلة لا تقتضي هذا، فلا يوجد حتى بيننا. اختلف معه سياسياً هذا كلام آخر ولكن الاختلاف السياسي لا يعني عدم الاحترام في التعامل، نحن نختلف مع أي إنسان سياسياً ويظل عامل الاحترام على الأقل من طرفنا قائماً مهما جاء منهم، وأنا قلت مرة أنه إذا يجي يوقف مع شعب الجنوب، قلت إذا يأتي، بفضل الله، أنا بلاقيه في المطار، انا كعبدالرحمن الجفري، سأرشحه رئيساً لجمهوريتنا.
المذيع: بل ذكرت أنت خطاباً عامّاً، وسآتي إليه، أنك خاطبت القيادات التي في صنعاء، المشاركة في السلطة، عليها أن تعود، لكن قبل هذا كيف تقيّم أنت الرئيس هادي؟
الجفري: من أي ناحية؟
المذيع: الرئيس هادي بشكل عام.
الجفري: الرئيس هادي كإنسان رجل طيب.
المذيع: صلاحه لنفسه وعدم صلاحه على نفسه.
الجفري: لا.. صلاحه قد ينعكس على سلوكه في العمل.
المذيع: هذا شيء يخصه هو لكن أنا أتكلم عن الرئيس هادي.
الجفري: أنا أرثي لموقفه، أرثي له في هذا الموقف.
المذيع: كيف تقيّمه؟
الجفري: قلت لك: أرثي له في هذا الموقف.
المذيع: الرثاء يعني أنك… لكن كيف…
الجفري (مقاطعاً): أتمني أنه لم يكن في هذا الوضع لأنه وضع صعب الذي هو فيه.
المذيع: يعني ترى أنه لم ينجح في المهمة؟
الجفري: لا.. مش بالشرط عدم النجاح.. أحياناً تنجح في جزء من المهمة وجزء من المهمة….
المذيع: وتخفق في جزء آخر..
الجفري: ليس تخفق، قد لا تخفق أنت، قد لا يكون الإخفاق بسببك، قد يكون الإخفاق بسبب الظروف المحيطة، وأنت تعرف كيف الظروف معقدة.
المذيع: لكن البعض يقول أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الجفري: أي قوات مسلحة؟.. خلنا نكون واضحين وصريحين.
المذيع: والله أنا صريح معك، أنا من يوم ولدت في هذا الوطن قالو إن عندنا جيش.
الجفري: والله!! قالوا.. نسيت.. أنا آسف.. صح، صح، قالوا كذا صحيح.. لكن نحن نعلم أن القوات المسلحة عندنا قد تكون قوية تسليحياُ تدريبياً لكن أنْ كل صاحب معسكر، حقه هذا!! ملكية خاصة!! يعني يتوارثوها!!
المذيع: يعني ليس مصدر فخري.
الجفري: من هو؟
المذيع: القائد الأعلى للقوات المسلحة؟
الجفري: طالما قادة الألوية، قادة المعسكرات، قادة المناطق، ليسوا مؤهلين له، فماذا يستطيع أن يعمل؟
طالما يحتاج لابن عمر من أجل أن يغيّر قائد سلاح!!.. عندما أرادوا أن يغيّروا قائد سلاح الطيران، ألم يأتوا بابن عمر يتوسط عشان يغيروه؟!!
المذيع: أنت تقودني يا أستاذ عبدالرحمن إلى 21 سبتمبر، ما الذي حصل في ظنك؟
الجفري: في صنعاء؟
المذيع: في صنعاء.
الجفري: أنا ما حضرت حقيقة، كنت أريد أن أسألك السؤال هذا، هل يحق لي أن أسألك كما تسألني؟
المذيع: المشكلة أنهم يمنعونا، يقولوا ما تجاوبوا.
الجفري: الذي حصل حقيقة فاجأ الكل، الأسلوب الذي حصل به.. قد لم نكن ننتظر مفاجآت.
المذيع: بعد إذنك أنا سأضع القلم، وأريد أن أسمع قراءة لرجل، بصراحة، يقرأ بتأني ما الذي حصل قبل 21؟
الجفري (مقاطعا): بتضيع الطاسة.
المذيع: يا أستاذ عبدالرحمن أنا وأنت سننسى أن هنا كاميرات وأن في مصورين.
الجفري: أنت تعرفني، أنا الذي في رأسي أقوله شوف/
المذيع: قبل 21 ويوم 21.. ما الذي حصل؟
الجفري: سأقول لك سيدي، أنا لم أفاجأ بدخولهم صنعاء، وكان متوقعاً.
المذيع: كنتَ متوقعاً أنت؟
الجفري: ليس أنا، كل الناس متوقعة بعد دخول عمران انتهى الموضوع.. هناك من قال عن صنعاء أنها خط أحمر، ما قد قيل عن عمران أنها خط أحمر!.. كان واضحاً أنهم آتون إلى صنعاء.. أنا سألت صديقاً لي، من البيضاء، يسكن صنعاء، أرسلت رسالة لازالت معي، قبل هذا بستة اشهر: إلى أين الحوثي؟.. قال إلى صنعاء ولو بعد حين.
المذيع: يعني هذاك المثل قائم؟
الجفري: من عندكم والله من “امبيضاء”، صديق وعزيز، سأقول لك عنه لاحقاً.
المذيع: لا بد من صنعاء وإن طال السفر.
الجفري: قال إلى صنعاء وإن طال الزمن أو طال الوقت.
دخول صنعاء في ذاته لم يكن مستغرباً لكن كيفية الدخول هو الذي كان مفاجأة للجميع، وأنا أولهم.
المذيع: كيف تريدهم أن يدخلوا إذا كانت مفاجأة لك الوسيلة؟
الجفري: ما في وسيلة! أي وسيلة؟.. الحكاية شبه تسليم، شبه تسليم يا مولانا.
المذيع: أستاذ عبدالرحمن قبل 21 كيف تقيّم ….؟
الجفري: أنا كنت سمعت حسن زيد، حسن زيد الصديق الطيب، وهو من السياسيين الذين قراءتهم غير بسيطة، وأثق في قراءتهم.. ليلة 21 كان يصرخ، وكان يتوقع ما تتوقعه أنت وأنا، ما نتوقعه أن تحدث مجازر، وكان يقول أبرأ إلى الله من هذا كله، وأبرأ إلى الله من الدماء التي ستسيل. فكان الناس تتوقع سيلاً من الدماء.
المذيع: لا.. ذكر لي حسن زيد أنهم دخلوهم الساعة 9 صباحاً
الجفري: هذا ثاني يوم، في الليل كان كلامه، لا أعلم أي قناة لكن في الليل، كان كلامه في “حاله”. فالدخول بهذه السلاسة مع بعض القتال الذي صار في غرب صنعاء لم يكن متوقعاً! الألوية والقيادات!! …
المذيع: ما الذي حصل؟
الجفري: أنا ما حضرت.
المذيع: تقييمك، لأني أثق في تقييمك، أحياناً الذي خارج الشيء يرى.
الجفري: لا، لا، أبداً، والذي هناك يرى، قلت أكيد هناك تعاون مع من يدير تلك المعسكرات والقيادات، لا شك أنه واضح أن هناك تعاون، ولا يحتاج إلى دليل ولا إلى تفكير ولا إلى قراءة.
المذيع: في تدخل إقليمي في الموضوع؟
الجفري: أشك، أشك في تدخل إقليمي.
المذيع: الشك أين؟.. تشك أنه في؟ أو ما في؟
الجفري: أشك أنه في، ما أعتقد أنه كان في!
المذيع: لا تعتقد؟
الجفري: لا أعتقد لكن من إيران ممكن، مساعدة ممكن.
المذيع: أمريكا؟
الجفري: هذا مش إقليمي حبيبي.. أنت قلت لي إقليمي ولم تقل لي دولي؟
المذيع: دولي؟
الجفري: دولي! طبعاً لا بد يكون في.. قد لا يكون تدخل مباشر ولكن تدخل بالرأي، تدخل بالنصيحة، تدخل/…
المذيع: نصحوهم؟
الجفري: نصحوا الكل.. كلهم منصوح.
المذيع: يُقال أن أمريكا كانت تريد جامعة الايمان، وإيران أو من يقف معها يريدون الفرقة مثلاً، ودول الإقليم تريد القضاء على حركة الاخوان المسلمين.. كيف تقرأ هذه القراءة؟
الجفري: هذا كله من أجل هذه المسائل، هذا كله من أجل المسائل هذه، جامعة الايمان والفرقة و/…
المذيع: لا، لا، أقصد الخطة تقضي على هذا وليس صنعاء كلها وبعد ذلك يعودوا.
الجفري: هذا كلام غير معقول!.. يعني العالم كله يريد جامعة الايمان!! على إيه هذا؟! أو الفرقة والسلام عليكم! أو القضاء على الاخوان المسلمين وعليكم السلام!!
المذيع: بماذا تنصح أمريكا؟
الجفري: موضوع مثل هذا لا أعلم بماذا تنصح فأنا لم أحضر لكن لا أتصور أن العالم بعيد عما يجري، ولا يمكن أن يكون بعيداً، لا يمكن، فصنعاء تحت الوصاية اليوم.. الذي أتصوره أن الموضوع ضمن سيناريو ليس ليأخذوا جامعة الايمان.
المذيع: ما الذي أوصلنا يا أستاذ عبدالرحمن إلى هذا المربع؟
الجفري: السائل أعلم من المسئول. الذي أوصلنا أكيد، أكيد، تراكمات، تراكمات أفعال أهل السلطة، مراكز القوى.. في صنعاء، أنت عارف وأنا عارف، كانت مراكز القوى تسيّر كل شيء، حياة الناس، أملاك الناس، أعراض الناس، كلها في يدهم، وإلا لا؟
المذيع: ذكر الأستاذ عبدالرحمن أنه لا أمل من إقامة دولة على المدى القريب في صنعاء؟
الجفري: نعم.
المذيع: وفقاً لماذا؟
الجفري: أنا أتكلم عن دولة، هناك فرق، سلطة ممكن، حكومة ممكن، دولة “من حقنا” ممكن، لكن أتكلم عن الدولة التي تدرك وتقوم بواجباتها نحو شعبها، تدرك وتقوم بواجباتها نحو محيطها، تدرك وتقوم بواجباتها نحو العالم.. هذه لا.
المذيع: لا أمل؟
الجفري: في المنظور القريب لا أراها. حكومة ممكن، سلطة ممكن.. هناك فرق.
المذيع: لكن دولة بأركانها المتكاملة؟
الجفري: ليس موضوع أركان.. الموضوع بأداء واجباتها.
المذيع: لا يمكن؟
الجفري: دعك من الأركان الشكلية، مؤسسات ومجلس النواب ومدري ايش وحكومة.
المذيع: هذه أدواتها.
الجفري: هذه أدواتها، لكن أنا أتكلم بأدائها، كدولة تقوم بواجباتها نحو شعبها، نحو المحيط، ونحو العالم.. لا أراها.
المذيع: ترى أن الحوثيين، أنصار الله، لا يملكون مشروعاً لإقامة دولة؟
الجفري: لم أقرأ أنا، قد يكونوا يملكون.
المذيع: وفقاً لما تقرأه أنت، قراءتك حتى ولو من بعيد؟
الجفري: أنا أقول، قصدي لم نسمع عن مشروع حتى الآن!.. قد يكون لديهم مشروع ولم يُعلن. فلا أستطيع أن أظلمهم وأقول ليس لديهم مشروع.
المذيع: طيب، عندما يتكلمون الآن أن الوزراء يقفون أمام الرئيس ويؤدون اليمين الدستورية ونطالب من ابناء قواتنا المسلحة عليهم مدري ايه، هذا اش يسموه؟
الجفري: هذا ليس مشروع.
المذيع: أقصد عن دولة.
الجفري: المشروع غير.. أنا لم أقرأ أو أطلع على مشروع عند أي أحد. أين هي المشاريع؟ كل الحكاية كانت مشاريع سلطة، مشاريع كيف يصلون إلى السلطة، هذا الذي كان في صنعاء ولازال. كل المشاريع هكذا. أو أنا غلطان؟ صححني إذا كنت غلطان.
المذيع: كيف تقيّم موقف الأخوة في التجمع اليمني للإصلاح؟
الجفري: تصرفوا بذكاء جداً ليلة دخول الحوثي.
المذيع: بذكاء جداً؟
الجفري: نعم.
المذيع: وقبل دخول الحوثي؟ كان بذكاء كذلك؟
الجفري: هم دائماً أذكياء، من الأحزاب المجربة خاصة بالاتصالات الدولية وغيرها.. بالتالي هم يتصرفون بذكاء لا شك. في فرق بين بخطأ أو بصواب أو برضى، عن ما يقومون به أو لا يقومون به، هذا موضوع آخر.. لكن بالنسبة لما يريدون، فهم يتصرفون بذكاء لا شك.
المذيع: كان تصرفهم ذكياً؟
الجفري: جداً.
المذيع: لم يواجهوا؟
الجفري: بالضبط، كان ضُرِبوا.
المذيع: هل كان المقصود القضاء عليهم؟
الجفري: قد يكون أحد الحلقات، لكن ليس هو الهدف الأساسي أن تأتي من صعدة للقضاء على الاخوان المسلمين! لا.. الموضوع أعتقد أكبر من هكذا.
— فاصل
المذيع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في الجزء الثاني من حلقة الليلة من برنامجنا “تحت الضوء” الذي ننقله لكم من عدن مع ضيف كريم أستُقبل استقبالاً حافلاً مباشرة من المطار إلى الساحات في خور مكسر وألقى خطاباً كان قوياً هذا الخطاب.. سأدخل في مشروع ضيفي الكريم. ما هو مشروعه الذي يحمله بعد هذا العمر المديد، أمده الله بطول العمر وحسن العمل. ما الذي يحمله لهذا الواقع الموجود؟
أشكركم حقيقة لكل من ساهم معي في امدادي بمجموعة من المعطيات، عندما اخبرت البعض أنني سأقابل الأستاذ عبدالرحمن، الحبيب عبدالرحمن الجفري، فأعطاني مجموعة من معطيات في هذا الباب وصنعت منها أسئلة أنتم أصحابها.. أشكركم على ذلك للمساهمة معي في هذه الحلقة حتى أنقلها إلى ضيفي إذا بُثت هذه الحلقة عبر تويتر أو عبر الفيسبوك.
باسم محمد العامري وباسمكم جميعاً أرحب بضيفي الكريم، بعيداً عن الألقاب فاسمه أكبر من أي لقب قد يلتحق به.. الأستاذ عبدالرحمن الجفري حياكم الله أستاذي الكريم.
الجفري: الله يبارك فيك يا مرحبا.
المذيع: قلت لي في ثنايا حديثك أنك عدت في عام 2012م، قلت طيب أنا عدت في 2012م، لماذا الإعلام لم يسلط على الموضوع. أنا هذا سؤالي لك، لماذا في 2012م لم يأخذ الأستاذ عبدالرحمن الحجم والهالة الإعلامية التي أخذها في 2014م في شهر 11 عندما أتى إلى هنا، يعني وكأنه يحمل مشروعاً، ألا ترى أن هذا يجعل السائل يسأل يقول لماذا تُسلط الكاميرات وتُسلط الأضواء وكأن الكل يقول عند “حذامي الخبر اليقين”!
الجفري: حقيقة، عندك الخبر اليقين، اش معنى المرة هذه أتيت والمرة التي الماضية لم تأتِ؟ الجواب عندك مش عندي!
على كل حال، هو الإعلام أدرى مني بهذا، إنما نعم لدينا مشروع، نحن لا نسير من غير مشروع، ودائماً لدينا ما نطرحه كمشروع، قد يكون صح، قد يكون خطأ.
المذيع: أنا سآتي للمشروع في نهاية الحلقة، لكن أنا أريد: ما الذي يميّز عودتكم هذه؟
الجفري: اسأل الإعلام لا تسألني أنا..!
في المرحلة هذه أعتقد أن القضية الجنوبية اتخذت أبعاداً أكثر من قبل، وهي في كل مرة تتخذ أبعاداً أكثر وأكثر، كما تعلم أنه بعد 2012م جاءت كثير من الاتصالات الدولية، حتى ونحن هنا، ثم قابلنا بعض السفراء في القاهرة والسفراء الذين في صنعاء والدول العشر وإلى آخره، ثم جاء موضوع الحوار ثم جاءت نتائج الحوار ثم خيبة الحوار وإلى آخره. هذه أيضاَ جزء من الجديد الذي صار، القضية الجنوبية صار لها رواج أكثر دولياً، فبالتالي لم تعد الظروف التي كانت قائمة 2012م، التي كانت أقل اشتعالاً، موجودة. أصبحت الظروف أكثر، والعالم أكثر، اهتماماً بقضية الجنوب، وبالتالي يمكن هذا أحد الأسباب.
المذيع: من المهتم؟
الجفري: أقولها لك بوضوح لا يوجد اليوم، في نظرنا، دولة في العالم لها مصالح في المنطقة إلا وقضية الجنوب من أولوياتها. هذا بتوقعنا بقراءتنا بدراستنا.
المذيع: أستاذ عبدالرحمن خاطب، وقال: أدعو مصر، أدعو الأردن أدعو الدول….
الجفري: دول الجوار.. والعالم كله.
المذيع: لا، لكن أنت نصصت على مصر والأدرن، ربما كمثال. اش معاهم هذه الدول حتى يقدموا؟
الجفري: يمكن أنا غلطان لكن حساباتنا تقول التالي؛ نحن ومصر على طرفي البحر الأحمر، وبالتالي يربطنا جوار الماء وأيضاً الأردن، وبالتالي العلاقة بهم في نظرنا مهمة، علاوة على دول الخليج طبعاً.
المذيع (مقاطعاً): يعني تغفل السعودية و…
أكمّل الجفري: لالا، ذكرنا دول الخليج، ذكرنا السعودية الأساس، هذا ذكرناه، إنما أضفنا في فقرة ثانية.
المذيع (ضاحكاً): ويل للمصلين..
الجفري: هذه في الفقرة الثانية نعم.. ما ذكرت مصر فطرحت مصر والأردن لأهميتهم. إنكار أهمية دور مصر في المنطقة ما أعتقد أن عاقلاً ممكن يتجاهل دورها.
المذيع: لكن في تصريح للأستاذ عبدالرحمن يقول فيه أن هنالك دول ليس لها موقف معلن من القضية الجنوبية.
الجفري (مقاطعاً): سيكون لها.
المذيع: لكنه يقول سيكون لها موقف، أو لو أرادت أن تتكلم لقالت، أو ما إلى ذلك.
الجفري: نعم نعم.
المذيع: وكأنك تدخل في النوايا والقلوب، والسياسة لا يوجد فيها نوايا!
الجفري: لا يا سيدي، أنا معك يمكن التعبير خانني لكن حقيقة الأمر نحن في السياسة نشتغل بالحسابات. نحن نعمل دراسة لأي موقف، ونستخدم نفس الآليات والأدوات التي يستخدمها غيرنا في العالم. فإذا نظرت لأي دولة في العالم، أي دولة اختار، أي دولة لها اهتمام ببلادنا، لها مصالح مستقبلية ممكنة في بلادنا، ودرست هل ستفضل قيام دولة الجنوب أو لا؟ ستجد نعم. بصرف النظر قالت أو لم تقل، بصرف النظر ستقول الآن أو بعد شهر أو بعد سنة، لكن بالحسابات ومن تجربتنا تأتي هذه الحسابات قريب من 100%.
المذيع: أستاذ عبدالرحمن، عارف أنك تحبني وأنا أحبك، أنا أخاف أنها شعوذة سياسية هذي!؟
الجفري: في السياسة ما في شعوذة، نحن أولاً ما نعرف الشعوذة في أهلنا أبداً طول عمرنا. لكن في السياسة بالذات، في حسابات، وفي معايير للحسابات، ليس نحن من اخترعها، العالم كله يشتغل عليها، ونحن إذا لا نتناغم مع آليات العالم في الحسابات السياسية نكون متخلفين.
المذيع: بس اليوم هناك عواطف!
الجفري: لا ليست عواطف!.. أيام القطبين كان كل قطب يقول لأصحابه اش يبغى لكي لا يخطئ ويروح مع الطرف الثاني.. نحن اليوم في مرحلة لا أحد يقول لأحد، أنت عليك أن تحسب.
المذيع: حسابات الأستاذ عبدالرحمن التي أوصلت الأستاذ عبدالرحمن أنه عندنا 100% يقولون نعم . اعطنا 1% أو 2%.
الجفري: ما قلت 100% يقولوا نعم.
المذيع: أنت قلت كثيرين يقولون نعم.
الجفري: لالا، أنا قلت الحسابات إذا عُملت بدقه تأتي نتائجها قرب 100%.. يعني نتائجها، نتائج صحتها إلى قريب 100%.
المذيع: بماذا؟
الجفري: بأي نتيجة تطلع بها أنت، صحة النتيجة.
المذيع: النتيجة التي وصل إليها الأستاذ عبدالرحمن ماهي؟
الجفري: التي قلت لك.. أننا نعتقد بحساباتنا أن الدول التي لها مصالح في منطقتنا ستفضل ذلك.
المذيع: مثل؟
الجفري: كل الدول التي لها مصالح في الجنوب.. حتى مستقبلاً أشقاءنا في اليمن الشقيق.
المذيع: جميل.. لكن أنا أتكلم عن صناع القرار، مثلاً نقول أمريكا.. الدول….
الجفري: كل الدول التي لها مصالح في الجنوب، سيفضلون، كلامي دقيق.
المذيع: سيفضلون أن يكون الجنوب مستقلاً؟
الجفري: له دولة في الجنوب.
المذيع: له دولة مستقلة في الجنوب؟
الجفري: نعم.. الدول التي لها مصالح في الجنوب.. بالحسابات ستجد أنهم يفضلون هذا. قد لا يعلنون الآن، قد يعلنون مستقبلاً.. متى؟ فهذا راجع لحساباتهم هم، وراجع لقياساتهم هم.
المذيع: لكن قياساتهم تقول إن مصالحهم أن يتخاطبوا مع دولة لا دولتين.
الجفري: كلام، هذا للموقف الحالي نعم، طالما الموقف الحالي لازال هو لازم يبقى هذا الكلام.
المذيع: بس أنت، كيف هذه الحسابات؟.. حسابات…
الجفري: أنا لم أقل سيعلنونها الآن.. أنا أقول ستُعلن، متى؟ هذا راجع لحساباتهم هم.
المذيع: طيب أقصد يعني حساباتهم معك شي منها؟
الجفري: لا والله، أنا أقول لك العالم زمان كان كلاً يقول لصاحبه، الآن ما أحد يقول لأحد.. احسب واختار وإلا “روّح”.
المذيع: لكن أنا أقف أمام من كان يدعو إلى الفيدرالية لكل المحافظات وصاحب الصوت الذي يرتفع جداً، وحُورب من أجل هذا الصوت، صوت الوحدة الوطنية، وقضية وحدة الوطن وقضية كذا، والآن يدعو إلى هذا المشروع، كيف؟
الجفري: أنا أقول لك كيف.. أولاً نحن من الأساس، وأنا إنسان صريح، ما عندي لف ولا دوران، من الأساس ننادي بدولة للجنوب، هذا أساس.. لكن كنّا نؤمن بوحدة عربية شاملة.
المذيع: حزب الرابطة، أدبياته كانت تتكلم عن هذا؟
الجفري: نعم، دولة في الجنوب.
المذيع: ولا تسعى إلى وحدة عربية؟
الجفري: وتدعو لوحدة عربية.
المذيع: كيف تدعو لوحدة عربية وتبغى دولة في الجنوب؟
الجفري: من أجل أن تقوم وحدة عربية، نقيم دولة في الجنوب، عشان تتوحد مع العرب! أو ماذا ستعمل؟
المذيع: يعني أقسّم الموجود عشان أوحده مع الكل؟
الجفري: ما تقسّم موجود! كان الاستعمار موجود!
المذيع: أقصد ….
الجفري: استعمار كان هنا، كلامي واضح، نتكلم عن الأساس.
المذيع: أنا عارف، في تلك المرحلة.. هل تغيرت أدبيات الحزب؟
الجفري: لالا، لم تتغير.. رويدك سآتي لما تريد..
عندما جاءت الوحدة اليمنية، قلنا هذه خطوة نحو الوحدة العربية، كانوا يقولون هكذا. إذاً في طريق الهدف. ووجدنا أنها لا خطوة نحو وحدة عربية، ولا نحو حتى شيء، بل نحو هاوية. فقلنا لا، ما ينفعنا.. نحن كيف تصرفنا؟.. هل تريد أقول لك كيف تصرفنا؟ أو لديك أسئلة أخرى؟
المذيع: لا، تفضل.
الجفري: ذكرت فيدرالية وما فيدرالية..
المذيع: تفضل.
الجفري: عادة في العمل السياسي، الغالبية يمسكون سقفاً عالياً ويصير كلام، بعدين مفاوضات، يوطى….
المذيع: نحن عندنا يقولون اطلبوا الأطراف تأتيك الأوساط.
الجفري: نحن عملنا العكس.. نحن مسكنا من تحت كلما يُرفض شيء نرفع السقف.. خذ بالك من الكلام..
كان المفروض، العمل السياسي المعتاد التقليدي تمسك سقفاً عالياً، ما يرضون تتفاهمون، تنقص من السقف قليلاً، وانتهى الموضوع.. انقص قليل انقص كثير..
نحن، لا.. فقد اتبعنا سياسة أخرى، وأردنا أن نرسل رسائل لناسنا وللعالم؛ أننا لن نصل لشيء، وكنّا محقين..
طرحنا حكم محلي كامل الصلاحيات، هل تعرف جلسنا 9 أشهر نتفاوض مع من حوله؟ لن تصدق! مع المعارضة! هل تصدق هذا الكلام!
ونقّصوه هم، المعارضة ليست السلطة، سنة 97م، الكلام هذا في صنعاء كان.
ثم قلنا دولة مركبة سنة 2005م، نوفمبر، أرسلنا المشروع، مشروع كبير 450 صفحة، في كل النواحي.. أريد أحد يسأل ما هي الدولة المركبة؟ والله لا معارضة ولا سلطة!
والدولة المركبة هي تعني الفيدرالية، مع أننا ضربنا أمثلة، مثل ألمانيا، مثل ماليزيا.. لكن لا أحد يقرأ أو لا أعلم.. على كل حال سارت الأمور..
علي عبدالله صالح، الرئيس السابق، أرسل رسالة إلى رئيس وزرائه، وهذا كان من شروطنا عندما جئنا؛ “نفّذوا مشروع الرابطة” هذا مكتوب.
المذيع: مشروع الرابطة؟
الجفري: نعم، هذا المشروع 450 صفحة.. واعطيته مجور وأنا عارف لا أحد سينفذ!
جئنا مرحلة ثانية، قلنا سنحدد أكثر، قلنا فيدرالية على خمسة أقاليم وأمانة العاصمة صنعاء وأمانة العاصمة عدن.. (قالوا: ااه جاءت الرابطة وجاء الجفري يقسم اليمن بمانشت، وخطاب الرئيس قرأه مجور في الجامعة، ما ذكرنا بالاسم إنما أشار بمن جاءوا يقسمون اليمن).
طيب.. مش عاجب!؟ طيب فيدرالية على إقليمين يا إخواننا.. (قالوا: هؤلاء انفصاليون!).
قلنا كمان نؤكد واستفتاء بعد 3 إلى 5 سنوات..
طبعا رُفض، ثم قلنا التحرير والاستقلال ليش؟
نحن أولاً طرحنا هذه الأمور كلها، وأثبتنا أنه ما أحد في إخواننا يدير باله أو راضي يسمع شيئاً.
آخر، أحدهم، من كبارهم، لقيته بالصدفة وكان يحاورنا، أحد الذين كانوا يحاورونا، قال (شف فيدرالية على إقليمين لن نقبل مجرد النقاش فيها).. شوف العظمة!
قلت: ايوه!!
قال: أما فيدرالية على عدة أقاليم سنقبل النقاش فيها وسأموت والنقاش لم ينتهِ بعد!!
قلت: يمكن ما تلحق تموت موت طبيعي! والسلام عليكم.
المذيع: وهذا حي؟
الجفري: لازال حياً، ربنا يطول في عمره.
كانت لحظة تأكد لي ما نحن نفكر فيه، أنه لا فائدة نهائي.. واحد يتكلم بالطريقة هذه، من كبار مسئولي دولة، كيف تنتظر شيئاً يتحصل منهم! نهائي.
قلنا لا.. إذاً نرجع لحولنا، نرجع للجنوب الأساس.. وعدنا للجنوب الأساس.. بعدما أثبتنا لأنفسنا، وللعالم، والمراقب، ولاخواننا من شعب اليمن الشقيق، بأنه لا فائدة في هؤلاء، ولا فائدة في إصلاح أوضاع بالشكل هذا في الجنوب واليمن، وأنه بُني جدار كراهية، إنكاره لا يلغيه، ونحن والله والله والله ياشيخ محمد أكثر ما يسيئنا هذا! أنه بُني جدار كراهية بين الناس، ليس السلطة، بين الناس وهذا أسوأ ما يمكن، وأنا أقول لك من الآن، 20 دولة بلا جُدُر كراهية بمودة خير من دولة بربع جدار كراهية.
المذيع: صدقت.
الجفري: صدقني هذا من أساس منطلقاتنا، وأنا قلتها في قناة علي عبدالله صالح قبل 3 سنين أو سنتين؛ أنه 20 دولة بمودة بين الناس.. يا شيخ محمد كانت الناس تحب بعض، كان الجنوبي يحب الشمالي أو يحب اليمني، كان يحب…
المذيع: والآن؟
الجفري: لا، أنا إنسان صريح..
المذيع: وأنا أسألك.
الجفري: هذا يؤلمني، في جدار كراهية قائم.
المذيع: لكن انا أجي إلى عدن دائماً.
الجفري: خلك من كلام المجاملات، تريد كلام الصدق، أنا أتكلم كلاماً صادقاً، يؤلمني هذا الموضوع.. أنا لا أطرح رأسي في التراب مثل النعام.. أنا أتكلم كلاماً صادقاً.. قد يحترمونك لشخصك، يستلطفون برنامجك، يحترمون أداءك.. لك أصدقاء ممكن.. لكن حقيقة الأمر في جدار كراهية قائم ومن ينكر أن هناك جدار كراهية قائم، لا أعلم ما أقول!
المذيع: كيف صُنع؟
الجفري: صُنع من الممارسات.. الجنوبي عُومل كإنسان سُخرة، كإنسان لا قيمة له، لا شيء له.. يا أستاذ محمد لما تُقسم على رجالهم ونسائهم أراضينا، البترول، ملكية، الشركات تنقّب وتدفع ايجار للمالك أو المالكة.. الأمور وصلت إلى!!! وأمور كثيرة كثيرة كثيرة فوق خيالك.
المذيع: أنت إنسان صريح، وأنا سأصارحك في السؤال الذي قلته لك سأرحله.. أنت من الذين ثبّتوا مثل هذه الأمور.
الجفري: نهائياً، لم يكن لي دخل فيها، وشف يا أستاذ محمد، عبدالرحمن الجفري أو غيره من الرابطة، لم نستلم متراً واحداً، لا في أرضنا ولا في اليمن، نهائياً، ولا بيت، نحن بيوتنا دُمرت وأُممت، لم نستلم بيت ولا طالبنا نهائياً، بالعكس، لا أريد أن أشرح ولا في حاجة تعلنوا عنها؛ يُبنى على أرضي، أرض منهوبة يُبنى عليها مشروع خيري!! أظنك عارف.
المذيع: أنا عارف وبشارعك بعدين مش الآن.
الجفري: ما عليه..
وأرض ثانية في صنعاء تُباع، عيني عينك، والبصيرة عندي!
أريد أن أضيف، نحن لم نستلم شيئاً من الدولة، من فضل الله، نهائياً، ولا متراً واحداً، فلا تقول نحن سبب، ولم نشارك ولم نعطِ أحد.
المذيع: طيب فسر لي، أنت الآن ترى وكأني بك تقول، النظام السابق والآلية التي تمت…
الجفري (مقاطعاً): أي نظام سابق! هو لازال موجود! أي سابق؟
المذيع: أصبح مصطلحاً، النظام السابق أصبح مصطلحاً..
يعني أنت عدت في 2006م وقلت النظام السابق ورمزية علي عبدالله صالح وأن علي عبدالله صالح في ذلك الوقت، حتى أقسمت، البعض يقول أنك أقسمت، قلت أنه رجب المرحلة في ذلك الوقت.
الجفري: شوف الكلام يزيد وينقص، الكلام مسجل..
المذيع: طيب اعطنا، اش الكلام الصحيح؟
الجفري: أنا أقول لك.. أنا كنت في المنصة.. أولاً لا ننكر أننا جئنا وقررنا نؤيده في الانتخابات، لا ننكر هذا.
المذيع: كموقف شخصي؟
الجفري: كموقف سياسي.
المذيع: اقولك حاجة هكذا يعني..
الجفري: تفضل سيدي.
المذيع: قيل أنك تمثّل موقف لدولة معينة.
الجفري: أقسم بالله
المذيع: بدون يمين
الجفري: لالا، أقول لك.. أني اتفقت معه هو على العودة قبل ما يعرف أي واحد ثاني في الدنيا، من غير الرابطيين.
المذيع: اتفقت؟
الجفري: بالتليفون..
المذيع: مع؟
الجفري: مع علي عبدالله صالح.
المذيع: أنه؟
الجفري: أننا نعود، قبل ما يعرف إلا الرابطيين، إلا إذا أحد سمع بالتليفون يعني.. لازم تعرف الكلام هذا.
المذيع: ما فيش دولة معينة..
الجفري: نهائياً، نهائياً، نهائياً.. فقط بعد ما اتفقت على العودة اتصلت تليفون كضيف في السعودية، أنا مسافر غداً.. غير هذا ما حصل وأتحدى.. نحن أكبر من هكذا، ليس للدرجة هذه.
المذيع: أنا أنقل سؤال.
الجفري: آتيك آتيك..
نحن كان غرضنا أن نعود عودة سياسية لنلغي الكلام الذي كانوا يقولونه أن المحاكمة جنائية هذا أولاً.. ثانياً، نعلم أن البقاء في الخارج غير مفيد، فالداخل أولى بالعمل السياسي..
بعدين أنت كإنسان مراقب وملاحظ وإعلامي كبير، ستدرك أننا لم نأتِ لمصالح، لا سياسية ولا غيرها، بدليل أننا لم نأخذ شيئاً، ورفضنا مناصب، كان ممكن نحصل على المناصب التي نريد ولكننا رفضنا الكلام هذا ولا ندخل فيه. كان عندنا مشروع إصلاحات، وعندما تكلم وبيني وبينه النائب عبدربه منصور، قال لي يا أستاذ ممكن تعمل كلمة ؟ قلت: ما في مشكلة.
المذيع: أحرجك؟
الجفري: لا،، ليس موضوع أحرجني، أنا لا أُحرج، سأقول له لا أريد، ما عندي مشكلة، كان طبيعي.
شف الكلام الذي قلته أنا.. أنا أقارن بينه وبين المرشحين، وهو الأنسب كان، ولا أحد يقول لي غير كذا، أنا انسان صريح، في فرق بين أفضل وأنسب.
المذيع: لم تكن ترى أن فيصل بن شملان ذلك الوقت.
الجفري: أفضل غير أنسب، فيصل بن شملان رجل نزيه رحمة الله عليه.. نزيه، والنزاهه شيء مهم.
المذيع: والقدرة؟
الجفري: لكنها تحتاج بجانبها إلى قدرة.
المذيع: لا يمتلك قدرة؟
الجفري: بدليل أنه كان وزيراً في البترول، وما استطاع أن يدير (ينهي) هذا الفساد!
الدليل الثاني، لو كان هناك جدية عند من رشحوه، لرشحته قياداتهم، أحد من قياداتهم ورموزهم، لماذا يأتون بواحد من خارجهم؟ دليل عن عدم جدية، هذا في نظري.
والدليل الآخر، أن الشيخ عبدالله رحمة الله عليه رشح علي عبدالله صالح! رئيس أكبر حزب يرشح بن شملان، مع علي عبدالله صالح! كيف تفهمها؟
المذيع: تكتيك سياسي.
الجفري: برافو عليك.. يعني مباح لهم ونحن ليس مباحاً لنا، شيء عجيب هذا!
أنا قلت، ولاحظ أنت تعرف لغة أحسن مني، قلت “والله لو في المرشحين من هو أنسب منه لاخترناه”. ماذا يعني الكلام هذا؟ نقد وإلا.
المذيع: الله أكبر، وأنت بتخاطب شعب فيهم سيباويه و..
الجفري: سيبك من الكلام هذا، معليش لا، انا يهمني الذي يفهمون.. شعبك صفق تلك الأيام، لأن الشعب تلك الأيام كان معه، خلنا في الكلام الواضح أنا أعطيك إياها.
المذيع: وانت جئت تصفق؟
الجفري: أنا كلامي واضح، كلامي هذا..
المذيع: قلت والله لو أعلم ان هنالك من هو أنسب منه..
الجفري: أنسب منه في المرشحين مش في الشعب..
المذيع: انا كمواطن عادي جالس وسط الجمهور.
الجفري: أنا أكلمك عليه هو.
المذيع: جميل جميل، بس هي نُقلت في الإعلام.
الجفري: الإعلام يحرّف أي شيء، أنت عارف.
المذيع: أنا ما أحرف شيئاً.
الجفري: أنا لا أقصدك، أنت لست صانع خبر إعلامي.
المذيع: الله يسعدك.
الجفري: فهذا الذي قلته، إن كان صح فزين، وإن كان خطأ فأنا مسئول عن خطأي.
المذيع: أنت ترى أنك أخطأت أم كنت صواباً؟
الجفري: أنا كنت صادقاً فيما قلته، صادق بجد، المرشحون ما كان في أحد أنسب منه.. بدليل أن رئيس حزب الإصلاح، حزب الإصلاح الذي مرشح بن شملان، أعلن أنه مع علي عبدالله! وقال: جني تعرفه خير من أنسي ما تعرفه!
عزمونا، كنت في نفس الفندق في الموفنبيك، عندما كرّموا، الله يرحمه، بن شملان، فأرسلوا لنا دعوة أنا وبن فريد أمين عام الرابطة، نزلنا.. فالشيخ حميد واقف عند الباب يستقبلنا، قال كنا نودك أن تكون إضافة للمعارضة مش للرئيس، اش تريدني أقول له؟
المذيع: ماذا قلت له؟
الجفري: اقتدينا بالشيخ.
المذيع: جني تعرفه.
الجفري (ضاحكاً) : قال: لا، ظروفه، قلت: فقط أنتم لكم ظروفكم وغيركم ما!!
المذيع: ما له ظروف.
الجفري: شيء عجيب.
المذيع: البقاء في الخارج لا يثمر، ليس له التأثير وكذا، والعمل من الداخل.. هذه رسالة ترسلها أنت؟
الجفري: أنا لم أقل لا يثمر، أقل ثمراً أو ثمرةً من العمل في الداخل، لا شك.
المذيع: هل أفهم أن عودة الأستاذ عبدالرحمن هذه عودة ستكون بقاءً دائماً هنا؟
الجفري: يارب.. يارب ما تحصل ظروف.
المذيع: أنت خائف؟ ما أنت رايح جاي، ماعندك مشكلة.
الجفري: من قال؟!
المذيع: من يهددك من يخوفك؟
الجفري: من قال حكاية خوف من موت، الموت بيد الله.
المذيع: أجل ايش؟
الجفري: أنا آخر واحد خرج عام 94م، آخر واحد.
المذيع: في 7/ 7/ 1994م؟
الجفري: آخر واحد طلع من على الرصيف أنا وابني، أنا وعيالي، بشروني أن عبدالعزيز ابني قد قُتل، وطلع سليم الحمد لله.
المذيع: قيل أنه كان في الممدارة مع الصبيحي ثم عاد.
الجفري: لا.. أول كان في بئر أحمد، حوصروا، ففُك الحصار، وخرجوا، وراحوا يكملون معركة الممدارة.
المذيع: ثم جاءك في الصباح الباكر؟
الجفري: لكن أنا بلغني أنه قُتل.
المذيع: أنا لا أخفيك أنه عندما قرأت عن هذا الموضوع استغربت.. وتقول لي قبل قليل أنا ما أريد انبش الماضي، وأنت أول ما جئت نبشت هذا الماضي نبشاً كاملاً!
الجفري: أي نبش؟
المذيع: يعني ذكرت مثلاً حقائق السييلي مثلاً! أنت قلت أن السييلي مثلاً على سبيل المثال أنك دعوته يأتي إليك وأن في قارب وأنه قال لك..
الجفري: نعم نعم.. كنا طالعين معاً.
المذيع: وقال: لا، أنا مدبر أموري.
الجفري: لالا،، طلع معي في البداية، لكن لمّا ما جاء القارب يأخذنا..
المذيع: قال لك أنا مدبر أموري.
الجفري: قبل ما يقول هذا.
المذيع: وأنت قلت كأنك عرفت أن معه قارب آخر وما إلى ذلك.
الجفري: لالا،، كان معه قارب مش عرفت. كان معه قارب آخر، فقلت قد يكون استحى يروح ونحن مجموعة كبيرة، لكن حاولته فعلاً، وهو رجل للأمانة من أشجع من قابلت.
المذيع: وفي الأخير ختمت الموضوع أنه مات هو ومن معه.
الجفري: لا، أنا قلت
المذيع: غرقوا جميعاً
الجفري: أنا قلت أرجح، في فرق، كلامي دقيق، أرجح، ما عندي خبر.
المذيع: أن الكل غابوا.
الجفري: حتى حراسته غابت.
المذيع: ألا ترى أن هذا تنبيش للماضي طيب؟
الجفري: لا، سألني، ايش؟ ما أرد على السؤال!
المذيع: لا، أنت بدأت من دون سؤال.
الجفري: لالا.. كيف!؟
المذيع: المقدمة كانت على طول دخول في الموضوع.
الجفري: لالا، من قال هذا الكلام!
المذيع: أنت دخلت في الموضوع مباشرة
الجفري: أنا لا أتكلم عن موضوع إلا بسؤال، هذا الموضوع بالذات.. أنا سُئلت في الموضوع.. يمكن الصحفي الذي عملها.
المذيع: العمل من الداخل أفضل وأجدر وأقوى وما إلى ذلك، أفهم أنك تتمنى البقاء هنا، إذا يسر الله وما إلى ذلك.
الجفري: بإذن الله.. بإذن الله.
المذيع: هل هي رسالة لقيادات الخارج؟
الجفري: من يستطيع منهم.. أنا أقول أفضل لنا كلنا أن نكون هنا.
المذيع: تتوقع يعود علي سالم البيض؟ تتوقع يعود حيدر العطاس؟
الجفري: البيض شويه تعبان، وما أعتقد.
المذيع: البعض يقول أنتم خلاص، أنتم تقاعدوا لكم عن السياسة.
الجفري: كلام سليم، أنا مع هذا البعض.. بس أنا أصغرهم تعرف؟.. انا 71 سنة وشهرين، وأصغرهم، لكن أنا أقول أنه سنكون فاشلين أكثر إذا ما جهزنا بعدنا.. وهذا الذي نعمله الآن.
المذيع: أين جهزتم، ما شاء الله عليك أنت رئيس الحزب من عام…
الجفري: اسمعني، نحن ما جلسنا سنة في بلادنا مثل الناس، لو كنت محلنا كان قد انهرت.
المذيع: آخر مؤتمر لكم كان؟
الجفري: 2009م
المذيع: 2009م يعني المؤتمر لحد الآن ما عُقد له سنوات.
الجفري: 5 سنوات.
المذيع: تطلبون بالتغيير وما غيرتم؟!
الجفري: آتيك.. نحن بالعكس، مؤتمرنا القادم لن تراني رئيس الرابطة، وهذا وعد.
المذيع: تكون رئيس الجمهورية؟
الجفري: لا إن شاء الله. في عندنا ورقة سميناها “السفر إلى المستقبل” ، والسفر إلى المستقبل لا بد أن يكون بأهل المستقبل، ليس بنا، نحن مستقبلنا وراءنا، أنا صادق في هذا، ونحن الآن نحاول نعطي دورات للشباب، مش من الرابطة فقط، من غير الرابطة حتى.
المذيع: نحن عموماً في عالمنا العربي لا نعتاد أن القيادات تذهب، أن يُقال الرئيس السابق، أو يُقال الراحل.
الجفري: نحن لسنا في الحكم!
المذيع: حتى في الأحزاب.
الجفري: حتى في الأحزاب، هذا صحيح، انا أقر معك بهذا، ولذلك نحن نحاول نعمل دورات للشباب سواء في الاعلام سواء في تنمية المهارات القيادية وغيره، ليسو رابطيين فقط وغير رابطيين.
المذيع: أتى السيد عبدالرحمن وذهب إلى الساحات مباشرة من المطار وألقى كلمة، تضايق البعض أنك أزحت عن كتفك العلم الذي وضع عليك، وقلت ليس من الذوق أو ليس من الأدب أن يوضع علي شيء غريب، يعني البعض انتقد هذا وصدم البعض من هذا الموقف!
الجفري: لا.. هو كُبر من الذين نشروا هذا الموضوع. وإلا أول يوم ولا أحد قال كلمة!
المذيع: الإعلام كبّر الموضوع؟
الجفري: بعض الاخوان جزاهم الله خير، مش مشكلة.. أنا كنت ألقي خطاباً ارتجالياً في جماهير حاشدة، أفاجئ بأحد يحك لي ظهري يعمل لي هكذا! فقلت له ما يجوز يا أخي هذا.. هل أنا مخطئ في هذا؟
لا أعتقد.. ولا أعتقد أنه من الذوق حتى أن يعلق على ظهري علم! ليش؟ مش صح.
أما موضوع العلم نفسه، الناس اعتادت ترفع هذا العلم، يرضى عنه من رضي ويغضب عنه من غضب. هو أصبح رمز اليوم، فسيستمر هذا هو العلم لحين الاستقلال يغيّروا العلم أو لا يغيّروا.
المذيع: لكن البعض يقول، أخذ من هذه، أن الأستاذ عبدالرحمن جاء يخلط مجموعة أوراق معينة، يعني مثلاً يقول البعض أنه جاء ليقول: هذه الاعتصامات لا فائدة منها، ليس في 30 نوفمبر القادم، ليس على المنظور القريب، أننا سنحصل على الاستقلال، لا فائدة من هذه الاعتصامات، وهذه المليارات التي تُنفق والملايين التي تنفق وكذا، لا فائدة من المعارضة من الخارج، ماذا يريد؟
الجفري: أنا لم أقل هذا سيدي!
المذيع: لم تقله إطلاقاً، وإنما استنتاجات.
الجفري: ولا أوحيت بشيء منه.. بشيء واحد فقط، شيء واحد صح قلته وهو أن من يكذب على شعبنا مرفوض..
الذي يأتي يلعب بعواطف الناس، ويقول لهم 30 نوفمبر سنستلم الاستقلال، هذا أمر مرفوض، لأنه غش للناس.
المذيع: والعصيان المدني ونحن في مجتمع…
الجفري: اسمعني في فرق، نحن نتكلم واحده واحده.. موضوع الاعتصام نحن معه، جماعتنا وكلنا نحن فيه. موضوع الفعاليات السلمية التصعيدية نحن معها. لكن موضوع أننا نكذب على الناس ونقول لهم ستستلمون الاستقلال يوم 30 نوفمبر، عيب، هكذا أنت تسخر من الناس، والناس معك، شعب طيب يصدقك.
المذيع: تسطيح العقول.
الجفري: تسطيح ولعب بعواطف الناس، هذا لا يجوز.. لذلك أنا قلت من أول يوم، قلت أن 30 نوفمبر يوم حسم لنا كشعب وكقيادات أن يستمر نضالنا السلمي..
المذيع : هذا ما تراه؟
الجفري: ويوم حسم لنا كقيادات وشعب أن نعمل على توحيد قيادتنا، هذا الذي أراه.
المذيع: والعصيان المدني عندنا!! تأتي لناس وضعهم الاقتصادي غير مستقر، والعصيان المدني في دول يكون فيها وضع اقتصادي مستقر، ثقافة الانتقاد، ثقافة المعارضة، لكن في مجتمع فقير، فُقر، وانت تقول والله يطالبون بالاستقلال بعدما رأوا المظالم هذه، تريدونه يقفل الدكان وهو مش محصل حاجة يأكلها! تريده يقفل كمان؟!!
الجفري: لا نخلط بين فقر الناس وحتى ثقافتهم، ونقول ما ينفع عندنا العصيان المدني.. الهند عندما قامت بالعصيان المدني كانوا أفقر منّا وأقل ثقافة منّا وأجهل منّا..
الشعوب عندما تشعر بظلم ممكن تعمل أشياء كثيرة . هل ما يجري هو عصيان مدني؟ أقول لك لا!
العصيان المدني 1- هو طوعي ناتج عن تثقيف الناس به، 2- هو عصيان للسلطة المحتلة وليس لغير ذلك، هو رفض التعامل مدنياً معها بدون عنف، لا أدفع إيجار ضرائب، لا أدفع رسوم، لا أتعامل معها، لا أذهب شرطة، لا أذهب قضاء…. إذاً لا بد أن نهيئ البدائل، لا بد من لجان شعبية في الأحياء وفي القرى، لتكون بديلاً عن أدوات السلطة.. فالناس لا تبرأ من مشاكل يومياً بين هذا وذاك، من خناق بين هذا وذاك، هكذا الحياة بين البشر.. إذاً لا بد من بديل يحل تلك المشاكل الصغيرة اليومية التي بين الناس، ولا بد من بدائل للسلطة التي ستقاطعها، هذا لم نصل إليه بعد.
المذيع: ترى أنه مازال؟
الجفري: أقول أنه آت.
المذيع: تكرر في مفردات الأستاذ عبدالرحمن في مقابلات وفي غيره، مفردة الاحتلال من عام 94م، الاحتلال، الاحتلال.. البعض يقول كيف ترى أنه احتلال إذا كان عدت أنت مثلاً إلى عاصمة الاحتلال؟.. كيف ترى أنه احتلال إذا قابلت قائد هذا الاحتلال؟.. وكيف يكون احتلال وأنت تزكيه في هذه الانتخابات بغض النظر عن المفردات اللغوية أو ما إلى ذلك وتصفه بقائد المرحلة؟.. كيف ترى أنه احتلال وانت في قناة السعيدة قدمت مشروع، يوم من الأيام، الفيدرالية ، كيف؟
الجفري: كنّا نذهب بريطانيا، وبريطانيا محتلة عندنا، كنّا نجلس مع البريطانيين وهم محتلونا، وكانوا ينتخبون انتخابات المجلس التشريعي هنا ويرأسه أحياناً بريطاني، وهم محتلون!
ثم أحد أركان السلطة الكبار، من الوزن الثقيل،
المذيع: (والله كلهم ثقال!)
الجفري: لا،، الذي قال، أنا ما كنت الرجل الثاني، كنت أحيانا الرجل الأول، قال إن الجنوب يُحكم بالاستعمار..
فتلومني أنا ان أقول! إذا حاكم يقول هكذا، يعترف.
المذيع: الحاكم؟
الجفري: ألم يقلها؟ ألم يقلها وفي التلفزيون؟ ما قالها في جلسة سرية.
فبالتالي، نعم، احتلال بكل معاني الاحتلال، بأبشع صور الاحتلال.. نعم.
ستقول لي أن جنوبيين معه في السلطة؟
سهل، سهل.. نعم معهم جنوبيون في السلطة..
أيام الاحتلال البريطاني كان يوجد جنوبيون في السلطة، في رأس السلطة، وكان في ضباط في الجيش وقائد الجيش، ليس جديداً.
لذلك، أقول عليه: الجنوبيون الذين في السلطة، هم في سلطة الاحتلال وهم ليسو سلطة الاحتلال.
المذيع: انا سآتي إلى قضية الجنوبيين الذين موجودين في الشمال لأنك وجّهت إليهم نداء، لكن عندما يقول لي الأستاذ عبدالرحمن هذا احتلال في عام 94م أو نحن محتلون من عام 94م ثم يذهب إلى صنعاء ويقدّم مشروعاً في 97م للإدارة المحلية، حكم واسع الصلاحية، وتحسين الوضع، وفيدرالية من إقليمين أو أربعة أقاليم، إذاً أنت تتنافى مع معطيات الاحتلال!؟
الجفري: غير صحيح.. أنا يا سيدي، وقد قلت لك، نحن بدأنا من تحت وصعّدنا مطالبنا، ونعلم أنهم لن يحققوا شيء أبداً.. ثانياً، نحن حتى أيام الانجليز كنّا طالبنا بفيدرالية للجنوب، ليست قضية.
المذيع: ما في تناقض يعني؟
الجفري: أي تناقض؟ المحتل فوق رأسي بالغصب.. إذا لن أخرجه، أصلح وضع بلادي.. إذا لن أخرجه، أصلح وضع الناس..
المذيع: مستقبل الجنوب كيف تراه؟
الجفري: أقولها باختصار.. أنا شيء مؤمن به، وليس عاطفياً: دولة الجنوب قادمة، في نظري حتماً قادمة لا محالة..
ومن طرحنا نحن، نقول لا بد أن تكون بينها والاخوان في اليمن أرقى صور العلاقات.. وعن صدق نقولها، وأيضاً مع محيطنا الإقليمي دول الخليج وعلى رأسهم المملكة، يجب أن تكون بيننا أرقى العلاقات، هذا جداً مهم لأن كثير مشترك موجود، مصالح مشتركة، علاقات إنسانية موجودة، علاقات اجتماعية، تزاوج موجود، مصالح بلا حساب موجودة.
المذيع: على ماذا تتكئ أستاذ عبدالرحمن؟.. ولا تقول لي الشعب، لأن الكل يقول لي الشعب والشعب، والشعب مسكين، وانت أبنفسك قلت في 94م عندما أُعلن قيام الجمهورية ذلك الوقت، قلت لم يكن كل الناس معنا.
الجفري: نعم.
المذيع: قلتها بالنص.. ولماذا لا يكون نفس التاريخ يعيد نفسه الآن؟ ما الذي يعطيني دلالة أن الناس معكم الآن؟
الجفري: ماعليه، نعم في 94م لم تكن الأغلبية معنا، هذا كلام حقيقي، لأن الناس لم تكتوِ بعد بنار احتلال، لكن اليوم أستطيع أن أقول لك بارتياح إن الغالبية الساحقة من شعب الجنوب يريد دولة الجنوب.. هذا لا نقوله هوى ولا نقوله عاطفة، لكن نقوله عن صلة بالناس وعن واقع موجود.. الناس الذين يخرجون إلى الشارع، ويعرف، يضربونه بالرصاص، ويعمل هكذا [يكشف] بصدره عشان يُقتل! هذا واصل إلى مرحلة أن يعطي روحه بعمل سلمي من أجل بلاده، هذه تضحية كبيرة، غير الذي يضحي بالرصاص، غير الذي يضحي وهو يقاتل.
المذيع: لن تزعل مني ؟
الجفري: لا يا حبيبي أزعل منك ليش؟
المذيع: أنا أثق في الشارع لكن لا أثق في القيادات؟
(الجفري يصافح المذيع)
الجفري: وأنا واحد منهم.. أنا أقول لك شيء يا أستاذ، بالعكس، أنت قلت كلام صح، وأنا قلت، ولي مقولة، ما كنت أريد أن أقولها، لكني سأقولها وأمري لله بسببك..
نحن عندنا شعب عظيم، جوهرة سوداء، والجوهرة السوداء هي أفخر أنواع الجواهر، بيد فحامين، نحن الفحامين.
المذيع: أنت واحد منهم؟
الجفري: لازم أقول أني واحد منهم.
المذيع: مجاملة يعني؟
الجفري: لا، ليست مجاملة، أنا واحد منهم، كيف أسوي!.. أخرج نفسي وأبرئ نفسي! أكيد أنا شريك.
المذيع: ترى أن القيادات خذلت قضيتهم؟
الجفري: قد لا تكون عن قصد، قد لا تكون عن نية الخذلان، قد لا تكون، لكن هذا الذي حصل.
المذيع: والسبب؟
الجفري: جوهرة بيد فحامين، نحن الفحامين.
المذيع: بسبب المادة؟
الجفري: لا أعتقد، كثير منهم، ما شاء الله، ليسو محتاجين أي مادة.
المذيع: ميسورين يعني؟
الجفري: لا،، قصدي بقاء الأمور مثل ما هي لن تأتي لهم بمادة.
المذيع: طيب، عاد الأستاذ عبدالرحمن، حتى أختم حلقتي، وترى أن الشعب اليمني هذا شعب عظيم،
الجفري: نعم شعب الجنوب شعب عظيم وشعب اليمن شعب عظيم.
المذيع: ويحمل عزّته، ويريد أن يعيش بكرامته، وأن لا يُذل في لقمة عيشه، وأن يعيش معززاً مكرماً، لكن ترى أنت أن القيادات ليست، حتى ألطف العبارة إلى حد ما، ليست بقدر المسئولية، يعني لا أقول شيء كبير في هذا الموضوع، وإن كان البعض قد يجازف في هذا، عاد الأستاذ عبدالرحمن وهو يقول حتى أدرج نفسي معهم، ما هو مشروعه؟ هل لديه مشروع حتى يتميز عن غيره؟ أم بصراحة هو مشروع من ضمن مشروع؟
الجفري: أولاً نحن لا ندّعي التميّز عن غيرنا.. ندعو جميع إخواننا أن يحاولوا وكلنا نحاول، منّا من يحاول ويصيب، ومنّا من يحاول ويخطىء، ولا نريد أن نزايد على بعضنا في شيء.
نحن، نعم، لدينا مشروع واضح ومعلن من قبل سنة ونصف أو زيادة، وهو اسمه هكذا “مشروع لاستقلال الجنوب”، وسأعطيك نسخه منه. وهو مشروع متكامل يتكلم عن النضال السلمي من الآن إلى استلام الجنوب وبداية مرحلة انتقالية، يتكلم عن تأمين السلام الجنوبي، وتأمين السلام الجنوبي ليس تأمين أمني وعسكري فقط وإنما تأمين غذائي وتأمين دوائي، تأمين بيئي، تأمين تعليمي، يعني أمور كثيرة يجب تُؤمَّن للناس عند ذلك.. ثم الفترة الانتقالية وكيف تُدار، ثم الدولة التي نريدها ما هي، ما هو منظورنا لسياساتها الداخلية والخارجية وعلاقاتها باليمن الشقيق والجوار ثم الدولة هذه ما هو دستورها، فعملنا مشروع دستور، وعملنا مشروع للسياسات الداخلية والخارجية، وهو فقط جهد بشري اشتغل فيه حوالي 11 متخصصين في الرابطة لمدة أربعة شهور ونيف، حوالي 130 صفحة، ليس بالطويل كثير، لكن حاولنا في حوالي 11 وثيقة، كل وثيقة تتعلق بجانب من الجوانب، حاولنا بقدر الاستطاعة أن نقول هكذا نريد أن نكون، وقلنا يا إخواننا يا أهلنا هذا رأينا وهو جهد بشري يعتوره النقص يعتوره الخطأ، اكملوا النقص وصححوا الخطأ ونحن نقبل ذلك، ومطروح…
المذيع: هذا مشروع الأستاذ عبدالرحمن؟
الجفري: نعم سيدي.
المذيع: هذا مشروعك يعني، أقصد أنك جئت من أجل تقديم 130 صفحة؟
الجفري: لالا ، افهمني، لم آتِ من أجل تقديمها، المشروع نُشر من قبل سنة ونصف.
المذيع: ما هو المشروع الذي جئت من أجله؟
الجفري: لبناء دولة الجنوب.. والنضال مع شعبنا حتى يتحقق هذا.. ونحن مع النضال السلمي وسيستمر.
المذيع: قلت في مقابلة، أرجو أن لا يضطرونا إلى غير ذلك، ما هو غير ذلك؟
الجفري: أقولك، الإشكالية أن الناس تخرج سلمياً ويواجهها بالرصاص، هذا لا يحدث عند غيرنا! يعني لا يحدث في صنعاء! ولكن نستغرب هذا، وهذا يؤكد الاحتلال، كان البريطانيون يضربون اصحابنا بكراسي البنادق لكن في لندن ما يقدر يضرب، ما يقدر يعملها.
هذا الكلام قد يصبرون عليه الناس فترة، مرة، مرتين، عشر، لكن عندما تتكرر ويرون ابناءهم، شباب، والله بعضهم أطفال، يُضربون عنية في الرأس، كيف تتصور الناس ستصبر؟!!!
المذيع: لا تتوقع أن هناك طرف ثالث أو في المنتصف؟
الجفري: أمامنا يُضرب، اش من طرف ثالث!؟ أمامك الأمن يضرب، أمامك!، ليس اتي من no where أمامك يضربه..!!
المذيع: لكن الأستاذ عبدالرحمن قال في مقدمة الحلقة عن المؤسسة العسكرية، ايش من مؤسسة عسكرية!
الجفري: لا أنت تتكلم عن مؤسسة، في فرق بين مؤسسة عسكرية…
المذيع: هذي من ضمنها، المؤسسة الأمنية من ضمن العسكرية، أصبح الجيش في العالم كله، الجيش من أجل الخارج، وقوى الأمن للداخل.
الجفري: نحن كله داخل.. أنا أقول لا توجد مؤسسة أي بمعنى أن تلتزم بأنظمة مؤسسات وتلتزم بقيادة واحدة، إنما كلٌ يلتزم بقائده.
المذيع: يعني قد يكون هذا الذي قد…
الجفري: قائد ليش ما غيّروه؟!!، صاح الناس منه، بكوا منه، وقالوا غيّروه ما أحد غيّره ، سواء الذي في الضالع، سواء الذي هنا، سواء الذي في شبوة، سواء في غيره!!
المذيع: وجهت خطاب أنت إلى القيادات الجنوبية المشاركة في السلطة في الشمال عليها أن تعود لإخوانهم، من بالتحديد تقصد؟
الجفري: نحن قلنا أن اخواننا الذين في السلطة في اليمن الشقيق، هم ليسوا سلطة الاحتلال، هم في سلطة الاحتلال. عندنا مثل بسيط لهذا، إذا عندك وقت أشرحه لك في كلمتين، أيام الانجليز كان نفس الشيء عندنا، كان جيش عربي ومسئولون وهم في سلطة الاحتلال الإنجليزي لكن كانوا يتعاونون مع الثوار كلهم، مع العمل الوطني كاملاً من البداية، حتى عندما هجموا على لحج ليقبضوا على محمد علي الجفري وعبدالله علي الجفري وعلوي علي الجفري واحتلوها، من بلّغ؟.. هم ضباط من الجيش العربي.. فهذا موجود في كل بلاد محتله.
المذيع: لكن أنا أقصد، رئيس الجمهورية عبدربه هادي، رئيس الوزراء خالد بحاح..
الجفري: وأنا أعطيك، في دولة الاتحاد كان الرئيس جنوبي ورئيس الوزراء جنوبي، هذه ليست مشكلة.
المذيع: انت قلت ستستقبل هادي في المطار؟
الجفري: لا،، قلت إذا جاء الرئيس هادي معلناً أنه مع شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، سأكون في مقدمة المستقبلين وسأرشحه من عندي، أنا سأقبل به رئيس للجمهورية.
المذيع: أنت تقول قبل قليل أنه أخفق وأنه مدري ايش؟
الجفري: لم أقل اخفق!
المذيع: قلت في جوانب إخفاق وفي جوانب…
الجفري: في العالم كله، حتى أنا وأنت نخفق مرة ونصيب مرة، نصيب ونخطئ وإلا لا؟
هل دائماً في برنامجك ما تخفق؟ هل أنا دائماً في سياستي ما أخفق؟ كلنا يا شيخ محمد وإلا لا؟
كلنا قابل للفشل والنجاح.. نجاح نسبي، فشل نسبي.
المذيع: لكن قول الأستاذ عبدالرحمن أنه إذا جاء إلى هنا، البعض يقول أنه كأنك تتكلم عن سيناريو يُعد لذلك!
الجفري: ياريت، لكن لا يوجد، على يدك (يضحك المذيع والجفري).
المذيع: أستاذ عبدالرحمن انتهت الحلقة، لكن أنا لن أقفل الكاميرا، أطلب منك غداً زيارة مستشفى الأمل..
الجفري: أين؟
المذيع: زيارة مستشفى الأمل.
الجفري: لا أريد أن أستغل الموقف لأقول…
المذيع: أنا أحرجتك قدام الناس ولا أريدك تتكلم تجي، تقول لي بعدين، أنا وانت نروح نزور.
الجفري: لا، سيدي، أنا لو طلبوا مني شيء لعمل خير سأعطي روحي، لكن أن تُغتصب أرضي ويُبنى عليها مشروع خيري، لو مسجد لا تجوز الصلاة فيه!
المذيع: عاد هذه مشكلتك أنت وهادي.
الجفري: ليست مشكلتي، يعلم الجميع، حتى الممولين يعلمون أنها حقي، أرض مشتراه وهادي نفسه موقع أن هذه الأرض صحيحة مشتراه.
المذيع: يعني لن تزور المستشفى غداً؟
الجفري: كيف أزور مستشفى في أرضي المغتصبة؟
المذيع: طيب زوروها زيارة..
الجفري: أنا آسف، لأنه لو استُئذن مني في أرضي والله لأعطيتها.
المذيع: أنا استأذن منك.
الجفري: لكن أن تبنوا عليها وتقولوا مشروع خيري، أي خير! الله لا يقبل الخير في أرض محرمة! الصلاة غير مقبولة في المسجد، تظلمون الناس!؟؟
المذيع: الصلاة المغصوبة.
الجفري: وللأسف نفس الملاك هم نفسهم اشتروا أرضي وهم يعلمون أنها مغتصبة لكن في صنعاء.
المذيع: أما هؤلاء فأنا ما أعرفهم.. أنا أشكرك على هذه الحلقة.
الجفري: أشكرك.
المذيع: أشكرك على مصارحتك، على صدرك الرحب علينا، وأشكرك على استضافتنا في بيتك، وأرجو أن لا أكون أزعجتك.
الجفري: بالعكس، أنا شاكر لوصولكم إلى بيتي المتواضع وشرفتوني، وأنا سعيد بحوار مع مثلكم.. انا يشرفني هذا، أن مثلكم من حاورني، محاور عنيف بلطف، إبر ناعمة، وشاكر لحضوركم وأرجو أن أكون قد أجبت بما فيه الكفاية على تساؤلاتكم.. وشاكرين لكم وشرفتوني في بيتي وشرفونا للعشاء..
المذيع: الله يسعد أيامك ويبارك فيك..
اعزائي المشاهدين بأسمكم جميعاً لا يسعني في نهاية هذه الحلقة إلا أن أتقدم لضيفي الكريم بالشكر على إتاحة الفرصة وعلى الإجابات، وكالمعتاد دائماً في مثل هذه الحلقات التي نبدأها ونختمها سيبقى اليمن بأهله بإنسانه هم حقيقة رأس المال لهذه البلد ويبقى ايمانهم بربهم وعمق هذا الايمان الذي يحملونه هو المخرج من هذه الأوضاع التي نعيشها فأسأل الله جلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى…
الجفري (مقاطعاً – ضاحكا): والجنوب نسيته، الجنوب نسيته!
المذيع: أنا ماخضت معك حتى في مصطلح الجنوب العربي وكذا لأنه سندخل في جدلية معينة.
الجفري: ماعليه مسامح.. مسامح.
المذيع: انا الذي مسامح.
الجفري: شاكر للطفك.
المذيع (يختم الحلقة): أجدكم بإذن الله تعالي في حلقة قادمة…. استوعدكم الله.